1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

كيف تكف عن الصياح في وجه طفلك

المؤلف:  د. لورا ماركهام

المصدر:  آباء مطمئنون أبناء سعداء

الجزء والصفحة:  ص46ــ51

2025-01-18

44

معظم الآباء يصيحون. نحن حتى لا ننتبه إلى أننا نفعل ذلك نصف الوقت. تصير أصواتنا ببساطة أعلى فأعلى. أو نعلم أننا نفعل، لكن في تلك اللحظة يبدو الصياح مبررًا تماما. فبعد كل شيء، هل رأيت ما فعله ذلك الطفل؟

لكن جميعنا نعرف أن الطفل يستجيب بصورة أفضل إذا لم نصِح. يصعِّد الصياح الموقف الصعب، ويحوله من زوبعة في فنجان إلى عاصفة. وبصراحة، كيف تتوقع من طفلك أن يتعلم التحكم في عواطفه ما دمت لا تفعل ذلك أنت؟

إذا استطعنا بدلا من ذلك أن نلتزم الهدوء، سيطمئن الجميع. وسوف نضرب مثلا يُقتدى به في التنظيم العاطفي. سنكون قادرين على التدخل بصورة أكثر فعالية لحل المشكلة. ستتعلم طفلتنا كيف تنقل نفسها من وضع الانزعاج إلى وضع الهدوء. تتوطد علاقتنا بطفلنا. ويصير أكثر تعاونًا. ويبدأ بإحكام سيطرته على عواطفه.

وإن أردنا تحري الصدق فنحن نعلم أن مشكلاتنا الخاصة هي ما تجعلنا نصيح. قد ينظر بعض الآباء (حقيقة!) إلى السلوك نفسه، ويتمكنون من البقاء متعاطفين أو المزاح بشأنه. ذلك لأنه مهما يكن سلوك طفلك سيئًا، فهو نداء استغاثة. في بعض الأحيان يتطلب السلوك حدّاً صارما، لكنه لا يستلزم أبدا أن نتعامل بقسوة. ولن تسعك مساعدة طفلك وأنت تصرخ.

التوقف عن الصياح ليس سهلا. قد تريد ذلك باستماتة، ومع ذلك تظل تجد نفسك تصرخ. إذا كنت قد تعرضت للصياح في طفولتك، سيتطلب عدم الصياح منك جهدًا جهيدا. لكن إن كنت متيقنا من رغبتك في الكف عنه، فإنني أؤكد لك أن ذلك ممكن تماما - بصرف النظر عن مدى تأصله فيك. الأمر ليس بالمهمة المستحيلة. يتطلب نحو ثلاثة أشهر.

هل سيكون التوقف عن الصياح صعبًا؟ نعم، إنه لا يتحقق بعصا سحرية، بل يتطلب مجهودًا يوميا مستمرا. وليس لأحد أن يبذله نيابة عنك. قد يبدو عدم الصياح أشبه بمعجزة، لكنك قادر على فعله. إذا واصلت العمل عليه، ستدرك فجأةً ذات يوم أنك لا تتذكر آخر مرة صحت فيها. هل تريد البدء؟

* ألزم نفسك. تُظهر البحوث أنه عندما نلزم أنفسنا لفظيا عن وعي باتباع نهج معين، فسوف نحققه على الأرجح، خصوصا إذا عملنا عليه بصفة يومية. وفي المقابل مجرد ((تمني)) أن تكون الأمور مختلفة، أو حتى الندم على ما فعلنا لا يجدي فتيلا في العادة. لذا دوّن ما تعتزم فعله سأخاطب طفلي باحترام، وعلّق الورقة في مكان حيث يمكنك رؤيتها كثيرًا. تخيَّل كم سيفيض بيتك بالحب إذا كففت عن الصراخ تصوّر نفسك وأنت تستجيب بهدوء - وربما حتى بتعاطف مع شيء من الفكاهة - للأمور التي تصيح بشأنها اليوم. واصل استرجاع تلك الصورة. فأنت تبرمج عقلك الباطن.

* أعلن عن التزامك لأسرتك. لكنه ليس بالمهمة السهلة. لا بد أن تخبر أحدًا آخر بالتزامك. وبالأخص، لا بد أن تخبر طفلك بالتزامك أنك تنوي التوقف عن الصياح، لأن طفلك هو الشخص الوحيد، فعليا، الذي سيكون حاضرًا ليضمن بقاءك صادقاً. مخيف قليلا؟ نعم. لكنك تضرب مثلا أعلى هنا، وإذا كنت تريد طفلا لا يصيح فيك، فهذا هو السبيل إلى ذلك. لذلك وضح لأطفالك أنك قررت الكف عن الصياح.

* توقف، تجاوز، تنفّس كلما لاحظت أن صوتك بدأ يعلو، أو على وشك أن يعلو. كيف؟

* توقف عن الحديث بمجرد أن تلاحظ أنك تفقد أعصابك. أغلق فمك. ألا يسعك التوقف عن إحداث ضجة؟ دندن إن لزم الأمر. لكن أغلق فمك.

* تجاوز عن الأمر. حقا. تغاضَ عنه للحظة. ليست حالة طارئة. (إذا كانت حالة طارئة، أبعد الجميع عن الخطر وعد إلى هذه العملية). فقط تنح عن الموقف.

* تنفس بعمق عشر مرات. انفض يديك. هذا يخلصك من ((الدماغ الزاحف)) - استجابة القتال أو الهروب أو التجمد - ويعيدك إلى الحضور الواعي، ويصير لديك الخيار في الطريقة التي تتصرف بها.

* ذكَّر نفسك: أنت البالغ وطفلك يتعلم من كل ما تفعله في اللحظة الراهنة. انظر إلى طفلك وقل: ((إنني أعمل بجد للحفاظ على هدوئي. لا أريد أن أصبح. دعني أهدأ وبعدها سنحاول إعادة الكرة، اتفقنا؟)).

* افعل أيّا ما يناسبك لتهدئة استجابة القتال أو الهروب في جسمك - خذ مزيدا من الأنفاس العميقة، اتل ترنيمة، انثر المياه الباردة على وجهك، ذكر نفسك بأن طفلك يتصرف كطفل لأنه فعلا طفل، ذكر نفسك بأن الحالة ليست طارئة.

* حاول إعادة الكرة بمجرد أن تخرج من وضع القتال أو الهروب ستعرف، لأن طفلتك لن تعود تبدو كعدو وإنما كصغيرتك العزيزة، صغيرتك التي تعهدت بتقديرها وحبها وتوجيهها بإيجابية حتى تكبر لتصير إنسانة محبة ورائعة. والآن ابدأ التفاعل من جديد.

صعب، أليس كذلك؟ صعب جداً عندما تجتاحك الكيماويات العصبية الآمرة بالهجوم. لكنه بسيط. ستؤجل التفاعل حتى تهدأ لا أكثر.

* هل تتساءل كيف لطفلك أن يتعلم من دون أن ترفع صوتك؟ عندما يخاف الأطفال، يدخلون في وضع القتال أو الهروب. تنغلق مراكز التعلم في أدمغتهم من المستحيل أن يتعلم طفلك وأنت تصيح. التدخل بهدوء والتعاطف دائما ما يكونان أكثر فعالية. زد على ذلك أنك عندما تصيح تفقد مصداقيتك لدى طفلك. يصير الأطفال أقل انفتاحا لقوتك التأثيرية.

* هل تتساءل إن كنت بذلك تدع طفلك يفلت بفعلته بسهولة؟ إنه يتألم، و((سوء سلوكه)) هو نداء استغاثة يخبرك بأنه يحتاج إلى مساعدتك. يثور لأن لديه مشاعر جارفة لا يستطيع بعد فهمها وصياغتها شفهياً. بالطبع ستضع الحدود، وتعيد توجيه سلوكه. لكن لا داعي إطلاقاً لأن تكون توجيهاتك قاسية أو مخيفة. الأحرى أن يتبع طفلك توجيهك لأنه يحبك، ولا يريد أن يخذلك أبدا، وليس لأنك تخيفه.

* هل تتساءل إن كنت بذلك متصنعا؟ لقد رأت طفلتك أنك انزعجت بشدة. ورأت أيضًا أنك كنت مسؤولاً عن إدارة عواطفك. التعامل بمصداقية مع حقيقة تجربتك لا يقتضي أبدا أن ((تلقي)) بها على شخص آخر، من دون تنقيح. كما يقول دالاي لاما: ((كن لطيفا قدر المستطاع. اللطف دوما مستطاع)). ثم إن تلك مشاعرك أنت، وجزء صغير فقط من هذه العواطف ينبع من تعاملك الراهن مع طفلتك. أما أغلبها فينبع من ماضيك، والطريقة التي ترى بها هذا الموقف.

* وماذا إن وجدت نفسك تصرخ، رغم ما تبذله من جهود حثيثة؟ سيحدث ذلك في البداية - أكثر من مرة. لكنه لا يُعد خطأ ما دمت تتعلم منه. استخدم كل مرة تخطئ فيها الهدف كفرصة لتغيير شيء ما - بخصوص روتينك أو توجهاتك، أو عنايتك بنفسك – بحيث تبلي بلاء أفضل في المرة المقبلة. ادعم نفسك حتى تتغير. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي