حجم واتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان العربية (البلدان العربية المصدرة للاستثمار الأجنبي المباشر)
المؤلف:
د . عبد الرزاق حمد حسين الجبوري
المصدر:
دور الاستثمار الأجنبي المباشر في التنمية الاقتصادية
الجزء والصفحة:
ص118 - 120
2025-05-09
419
المبحث الثاني
حجم واتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان العربية
أولاً: البلدان العربية المصدرة للاستثمار الأجنبي المباشر:
تعاني معظم البلدان العربية من مشاكل اقتصادية متعددة تعوق عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولكن الأمر الأكثر خطورة اقتصادياً هو ان بعضها يعاني من توفر الفوائض المالية غير المستغلة بصورة جيدة وخصوصاً البلدان النفطية وهو ما يدفعها للخروج إلى الأسواق العالمية لعدم توفر المناخ الاستثماري الملائم. ومن الضروري التفريق بين هروب رأس المال وبين التدفقات الاستثمارية الطبيعية للأموال باتجاه الخارج. ليس هناك تعريف محدد لهروب رأس المال، وعادة ما يرتبط مفهوم هروب رأس المال (بذلك الجزء من حجم الطلبات الخارجية المقدرة للدول والتي لا تجلب عائداً على الاستثمار) (1).
وبذلك فأن محفظة الاستثمار العادية التي تعود لمقيمين يسعون للحصول على معدلات فائدة مرتفعة في الخارج أو الذين يجمدون أموالهم على شكل ودائع أجنبية لحين ظهور فرص استثمارية أفضل في مجال أعمالهم أو في الأسواق المحلية، مثل هذه الأموال لا تشتمل على عمليات هروب رأس المال.
تتباين المعلومات والتقديرات بشأن حجم الأموال العربية المهاجرة، شأنها في ذلك شأن الكثير من المعلومات عن جوانب هامة في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بسبب عدم الاهتمام في بناء وتكوين قواعد معلومات أو إحصائيات دقيقة في البلدان العربية، فأصحاب هذه الأموال يحرصون على إضفاء طابع السرية عليها، مستعينين بخصائص النظام المصرفي العالمي، إضافة الى طابع السيولة الذي يغلب على معظم هذه الاستثمارات خاصة غير المباشرة منها كتلك التي تتم في الاسهم والسندات في البورصات العالمية (2).
والاموال العربية في الخارج ليست استثناء من هذا، فجميع الأرقام التي ذكرت حول هذا الموضوع تقديرية، اذ تقدر المؤسسة العربية لضمان الاستثمار هذه الأموال ما بين 800 - 1000 مليار دولار، في حين يقدرها مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بحوالي (1400) مليار دولار.
ولا توجد حتى الآن دراسة جدية من أية جهة مالية أو بحثية عربية لرصد ومتابعة تقديرات الاموال العربية المهاجرة على أسس علمية على الرغم من ازدياد أهمية الموضوع، ويمكن إيضاح الاختلاف في تقديرات الأموال العربية المهاجرة في الجدول الآتي:


وفقاً لتقارير المصارف الدولية فان الأموال العربية المهاجرة تتركز في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ففي أوربا تحتل سويسراً وبريطانيا وفرنسا المركز الأول من بين الدول الغربية الجاذبة للاموال العربية المهاجرة، والسبب هو السرية التي تتمتع بها هذه الدول وخصوصاً سويسرا وهـو مــا يلبي طموح المستثمرين العرب، كما توجد أموال عربية مهاجرة في آسيا وخصوصاً في ماليزيا وسنغافورة، ولا توجد معلومات دقيقة عن حجم الاموال العربية في كل بلد أجنبي على حدة، الا ان تقرير صادر عن مركز دراسات الخليج في عام (2001) قدر الاموال الخليجية المهاجرة وحدها في دول الاتحاد الأوربي فقط بحوالي (365) مليار دولار و (365) مليار دولار أخرى في بقية أنحاء العالم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البنك العربي المحدود، تدفق رأس المال خارج المنطقة العربية، النشرة التحليلية، السنة السادسة، العدد الثامن، دائرة الابحاث والتخطيط المالي في الادارة العامة، تشرين الأول، 1989، ص6.
(2) محمد عبد العاطي، الاستثمارات العربية في الخارج، ص2.
الاكثر قراءة في الاستثمار ودراسة الجدوى الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة