من هم اهل الذكر ؟
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص136 - 138
2025-05-26
640
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} رد لقولهم الله أعظم من أن يرسل إلينا بشرا مثلنا وقد سبق بيان الحكمة فيه في سورة الأنعام عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولعله أشير إلى مثل ذلك بقوله فاسألوا أهل الذكر يعني وجه الحكمة فيه { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
في الكافي والقمي والعياشي عنهم (عليهم السلام) في أخبار كثيرة أن رسول الله الذكر وأهل بيته المسؤولون وهم أهل الذكر وزاد في العيون عن [الامام] الرضا (عليه السلام) قال الله تعالى قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله فالذكر رسول الله ونحن أهله .
وفي البصائر عن [الامام] الباقر (عليه السلام) والكافي عن [الامام] الصادق (عليه السلام) الذكر
القرآن وأهله آل محمد (صلوات الله عليهم) وزاد في الكافي أمر الله بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال وسمى الله القرآن ذكرا فقال وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم .
وفيه والعياشي عن [الامام] الباقر (عليه السلام) إن من عندنا يزعمون أن قول الله
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43] أنهم اليهود والنصارى قال إذا يدعونكم إلى دينهم ثم قال بيده إلى صدره نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.
وفي العيون عن [الامام] الرضا (عليه السلام) مثله وزاد العياشي قال: وقال الذكر القرآن .
وفي الكافي عن [الامام] السجاد (عليه السلام) على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا أمرهم الله أن يسألونا قال فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا ومثله عن [الامام] الباقر والرضا (عليهما السلام).
أقول: المستفاد من هذه الأخبار أن المخاطبين بالسؤال هم المؤمنون دون المشركين
وأن المسؤول عنه كل ما أشكل عليهم دون كون الرسل رجالا وهذا إنما يستقيم إذا لم يكن وما أرسلنا ردا للمشركين أو كان فاسألوا كلاما مستأنفا أو كانت الآية مما غير نظمه ولا سيما إذا علق قوله بالبينات والزبر بقوله أرسلنا فإن هذا الكلام بينهما وأما أمر المشركين بسؤال أهل البيت عن كون الرسل رجالا لا ملائكة مع عدم إيمانهم بالله ورسوله فمما لا وجه له إلا أن يسألوهم عن بيان وجه الحكمة فيه وفيه ما فيه.
قال تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} قيل أي أرسلناهم بالمعجزات والكتب كأنه جواب قائل بم أرسلوا {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} أي القرآن كما سبق آنفا سمي ذكرا لأنه موعظة وتنبيه
{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ} ما نزل إليهم مما أمروا به ونهوا عنه ولعلهم يتفكرون وإرادة أن يتأملوا فيه فيتنبهوا للحقايق والمعارف.
قال تعالى: { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } [النحل: 47]
{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} على مخافة بأن يهلك قوما قبلهم فيتخوفوا فيأتيهم العذاب وهم متخوفون أو على تنقص بأن ينقصهم شيئا بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا من تخوفته إذا تنقصته.
القمي قال على تيقظ وبالجملة هو خلاف قوله من حيث لا يشعرون.
والعياشي عن[الامام] الصادق (عليه السلام) هم أعداء الله وهم يمسخون ويقذفون ويسيحون في الأرض.
وفي الكافي عن [الامام] السجاد (عليه السلام) في كلام له في الوعظ والزهد في الدنيا ولا تكونوا من الغافلين المايلين إلى زهرة الدنيا الذين مكروا السيئات فإن الله يقول في محكم كتابه {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ} [النحل: 45] الآية فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في الكتاب والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم فإن السعيد من وعظ بغيره فإن ربكم لرءوف رحيم حيث لا يعاجلهم بالعقوبة.
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة