القانون العام
القانون الدستوري و النظم السياسية
القانون الاداري و القضاء الاداري
القانون الاداري
القضاء الاداري
القانون المالي
المجموعة الجنائية
قانون العقوبات
قانون العقوبات العام
قانون العقوبات الخاص
قانون اصول المحاكمات الجزائية
الطب العدلي
التحقيق الجنائي
القانون الدولي العام و المنظمات الدولية
القانون الدولي العام
المنظمات الدولية
القانون الخاص
قانون التنفيذ
القانون المدني
قانون المرافعات و الاثبات
قانون المرافعات
قانون الاثبات
قانون العمل
القانون الدولي الخاص
قانون الاحوال الشخصية
المجموعة التجارية
القانون التجاري
الاوراق التجارية
قانون الشركات
علوم قانونية أخرى
علم الاجرام و العقاب
تاريخ القانون
المتون القانونية
اثبات العيوب الزوجية بوسائل الاثبات الحديثة
المؤلف:
ولاء سعد حسن
المصدر:
وسائل الاثبات الحديثة ودورها في مسائل الأحوال الشخصية
الجزء والصفحة:
ص 118-127
2025-07-16
22
يقصد بالعيوب الزوجية الحالات المرضية او التشوهات الخلقية التي يعاني منها احد طرفي عقد الزواج ، مما يتسبب وجودها بحرج او نفور الطرف الآخر ، أو صعوبة او استحالة المعاشرة الزوجية وبالتالي تفويت بعض من مقاصد عقد الزواج ( حل الاستمتاع ، النسل) ، أو تتسبب بضرر للطرف الآخر او لنسله او لكليهما ، يتم اثبات وجود العيوب الزوجية بواسطة فحص طبي قبل الزواج ، قد يعتبر الفحص الطبي بمثابة قيد على الزواج وبذلك فانه يخالف المادة 12 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والتي تضمن الحق في الزواج (1) ، واقترحت المحكمة الأوروبية من خلال السوابق القضائية ان القيود المفروضة على الزواج يجب ألا تقيد أو تقلل من الحق إلى الحد الذي يضعف فيه جوهر الحق (2) ، وان تكون متناسبة مع هدف مشروع يصب في المصلحة العامة ولكي يستنتج أن هناك انتهاكا لهذا الحق يجب إثبات أن الدولة أخلت بجوهر الحق أو أنها قيدت ممارسته بطريقة تعسفية أو غير معقولة (3) ، وتعد حماية الصحة بلا شك هدفًا مشروعًا ، ولكن من المرجح أن يؤدي الفحص الإجباري إلى التعارض مع المادة 12 ولأنها تمثل تدخلاً غير ضروري في حقوق البالغين في اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن الزواج (4) ، وتتجه التشريعات في موقفها حيال الفحص الطبي الى اتجاهين :
الاتجاه الأول : الذي يُلزم الطرفين بإجراء الفحص الطبي تأكيداً للسلامة الصحية ، وهذا هو الموقف السابق لبعض الولايات المتحدة الامريكية التي أوكل اليها المشرع الاتحادي التعليمات الخاصة بالفحص الطبي في المادة (3) من القسم 203 من القانون الاتحادي للزواج والطلاق 1970 ، بعض الولايات كانت تلزم الطرفين بإجراء الفحص الطبي لمرض الزهري والحصبة الألمانية مثل كولومبيا التي عدلت عن موقفها في عام 2008 ، ومسيسبي التي ايضاً عدلت عن موقفها في عام 2012 (5) ، وبعضها استجاب لدواعي الخطر الذي تسبب به مرض نقص المناعة فنصت على وجوب اجراء اختبار HIRV مثل لويزانا والينوي وعلى أثره تم تعديل قانون الزواج في الينوي ، اثار هذا الاجراء جدلاً واسعاً اذ تسبب بعزوف الشباب عن الزواج كونه مكلف وتقع تكلفته على عاتق المتقدمين لطلب رخصة الزواج وكان بعضهم يبرم عقد زواجه في ولاية أخرى لا تطلبه ، ايضاً فقد تمت معارضته من قبل بعض المجموعات الطبية مثل مراكز السيطرة على الامراض cdc التي اشارت الى احتمالية ان لا تكون موثوقيته أكثر من اختبار الزهري والذي كانت نتائجه في كثير من الأحيان خاطئة ، لذا فقد تم الغاء شرط الفحص بعد 20 شهر من سنه (6) ، حالياً ولاية مونتانا هي الوحيدة التي تتطلب فحص طبي وتقصره على الإناث اذ جاء في القواعد الادارية لمونتانا ARM ، القاعدة ( 37,12,601) (أن مقدم الطلب قد خضع لاختبار مصلي معياري لمناعة الحصبة خلال الأشهر الستة الماضية وأن مقدم الطلب والطرف الآخر في الزواج المقترح قد فحصا تقرير هذا الاختبار) وتعفى من الفحص حسب ARM ، القاعدة ( 372,608) (من تجاوزت سن ال50 من العمر ، غير القادرة على الإنجاب ، إذا قرر الطبيب الاستشاري وجود أساس طبي للإعفاء) (7) ، وقد كان يُسمح بالتنازل من قبل الاطراف عن اجراء الفحص الطبي اذا قدما نموذج الموافقة المستنيرة الذي يتضمن الاقرار بتلقي وفهم معلومات مناعة الحصبة الألمانية المكتوبة ورفض الاختبار وفقاً للمادة (40-1-204) من كود مونتانا المشروح ولكن تم الغاءها قبل وقت قريب (8) ، وفي عام 2020 قاضي الوصايا .Robert G Montgomery في مقاطعة فرانكلين فرض إجراءات جديدة لحماية الصحة العامة أثناء إصدار تراخيص الزواج بسبب مخاوف 19-COVID بما في ذلك الفحص الصحي للمتقدمين شخصيا (9).
ايضاً فانه اتجاه المشرع العراقي الذي يشترط في المادة 10 من قانون الاحوال الشخصية لتسجيل عقد الزواج في المحكمة اخضاع الطرفين الى الفحص الطبي الذي يؤكد السلامة الصحية للزوجين من الامراض السارية والموانع الصحية ، يؤخذ على المشرع اعتماده معيار عام ، فالأمراض السارية (المعدية) ستشمل حتى نزلات البرد المعدية، ايضاً فلا يُعلم المراد من الموانع الصحية ، على الرغم من عدم التحديد فقد تولت لجنة مختصة من وزارة العدل في القرار 443 لعام 1960 ذلك بان المقصود من الموانع الصحية (الأمراض التناسلية السارية، الجذام، التدرن الرئوي في حالته الفعالة ، والأمراض العقلية ) (10) ، ونجد بان كان الأجدر بالمشرع اعتماد معيار يوضح من خلاله الهدف المتوخى من منع المصابين بهذه الموانع او الامراض من الزواج وهو من دون شك منع الاضرار بالطرف الآخر والنسل وايضاً منع الاضرار بنفسه ان كان الزواج سيتسبب بانتكاسة المرض ، ايضاً كان عليه بيان نسبة خطورتها لاعتبارها مانع من الزواج مثل ان يتسبب المرض بالموت أو يضعف المناعة
لقد اعتمد المشرع الفرنسي هذا الاتجاه بموجب المادتين 63 من القانون المدني الفرنسي و L153 من قانون الصحة العامة ، لكنه لم يعد إلزاميا منذ 1 يناير 2008 (11) ، وكانت تشتمل على الفحص السريري للشخص واستجوابه للوصول الى أية معلومات محتملة حول مدى التأثير على الزواج والإنجاب ، و اختبارات معملية للنساء دون سن الخمسين عبارة عن
فحص فصيلة الدم ، RH ، مصل داء المقوسات ، وأمصال الحصبة الألمانية ، قد يتم تقديم اختبارات أخرى ، ولكنها ليست الزامية مثل مصل فيروس نقص المناعة البشرية، مصل الزهري، مصل التهاب الكبد B و C (12).
الاتجاه الثاني : الذي لا يُلزم الاطراف بإجراء فحص طبي وهو اتجاه القانون الانجليزي اذ لا توجد سابقة للفحص الطبي الروتيني قبل الزواج في المملكة المتحدة (13) ، ايضاً فهو اتجاه الفقه الاسلامي ولكن اباح للعاقدين خيار فسخ العقد اذا ما وجد العيب وللفقه الاسلامي في ذلك تفصيل سنوجزه على النحو الآتي : 1 - ثبوت خيار فسخ العقد : يثبت الخيار قبل العقد للزوج والزوجة لدى الجعفرية و المالكية والشافعية والحنابلة شريطة انتفاء العلم بالعيب حال العقد أما اذا توفر العلم فلا يثبت الخيار، ويثبت للزوجة لدى الحنفية ، ويثبت بعد الدخول بالنسبة للزوجة في قول للجعفرية وفي القول الجديد للشافعية والصحيح لدى الحنابلة لأنه عقد منفعة وحدوث العيب يفوت المنفعة (14) ، 2 - لا يثبت خيار الفسخ : لدى ابن حزم لا يثبت الخيار للزوج او الزوجة ، والحنفية للزوج ، اما الزوجة فلا يثبت لها بعد الدخول ، والمالكية للزوج بعد العقد لأنه يملك خيار الطلاق ، والقول القديم للشافعية بالنسبة للزوج لأنه عيب حدث بالمعقود عليه بعد لزوم العقد ، وقول للحنابلة (15) ، يجمع الفقهاء على العيوب الموجبة للفسخ هي (الجنون ، الجذام ، البرص ، الجب ، العنه ، الخصاء ، الرتق ، القرن ، العفل ، الافضاء ) وزاد بعض الفقهاء عيوباً أخرى مثل ( العقم ، البخر الناسور ، الباسور ، والخبل والصرع الحاقاً بالجنون )
لا يمكن حصر هذه العيوب في عدد معين نظراً لتغير الأزمنة والتي تحمل معها دائماً بعض المتغيرات تتفق مع التي طبيعة وأثر ما يمكن اعتباره من صنف العيوب الزوجية ، وبدورنا ارتأينا تقسيم هذه العيوب الى ثلاث فئات رئيسية وفقاً لطبيعتها وللأثر الذي تتسبب به وفقاً للآتي :
اولاً : الأمراض المعدية : هي الاضطرابات التي تسببها الكائنات الحية الأخرى مثل البكتيريا او الفيروسات او الفطريات او الطفيليات ، قد تنتقل من شخص لآخر ، أو عن طريق لدغات الحشرات أو الحيوانات ، او عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث (16) ، قد تنتقل عن طريق الاتصال الشخصي مثل الجذام (داء هانسون) الذي ينتقل مع شخص مصاب غير معالج لمدة طويلة (17) ، ويتسبب بأضرار عديدة للمصاب من بينها ظهور بقع جلدية محمرة ، قرحة المعدة ، احتقان الأنف والرعاف تضخم الأعصاب المحيطية ، الشلل ، وفقدان الاحساس (18)، او من خلال استنشاق الهواء الملوث كالسل الرئوي الذي ينتقل من المصابين الذين يطلقون البكتيريا في الهواء عندما يسعلون بشكل عشوائي أو يتحدثون أو يبصقون أو يعطسون الى الآخرين في حالة استنشاقهم خاصة اذا كانوا في محيط المصاب لفترات طويلة ، يعد مرض السل سبب رئيسي للوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم (19) ، وكوفيد - 19 الذي ينتقل من الاشخاص المصابين ايضاً عن طريق دخول قطرات صغيرة ملوثة بالفيروس من الجهاز التنفسي للمصاب بواسطة العطاس والسعال الى اعضاء الشخص السليم كالعين والأنف والفم ، أو عند ملامسة السطوح الملوثة بالفيروس (20) ، قد يموت او يتعافى المصاب بهذا المرض، ويعاني معظم المتعافين من اضرار كثيرة من بينها تلف عضلة القلب اذ أظهرت اختبارات التصوير التي أجريت بعد أشهر من التعافي من 19-COVID تلفا دائمًا لعضلة القلب يزيد هذا من خطر الإصابة بفشل القلب أو مضاعفات القلب الأخرى في المستقبل ، وقد يتلف الأكياس الهوائية الدقيقة (الحويصلات الهوائية في الرئتين ، وقد يتسبب في حدوث جلطات ونوبات صرع ومتلازمة غيلان باريه - وهي حالة تسبب شللا مؤقتًا ، ويزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون ومرض الزهايمر (21) ، والحصبة الالمانية والتي على الرغم من كونها عدوى طفيفة الا ان خطرها يشتد اذا انتقل الفيروس للجنين اثناء الحمل فيتسبب ذلك بوفاة الجنين أو إصابته بعيوب خلقية شديدة (22) ، او عن طريق الاتصال الجنسي الدم) والسائل المنوي والإفرازات المهبلية أو ملامسة سوائل الجسم المصابة او استخدام الادوات الملوثة او ينتقل مثل الإبر ، أو من الأم إلى الجنين أثناء الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية ، أو اثناء نقل الدم أو منتجاته ، أو بواسطة الأعضاء البشرية أو الأنسجة التي يتم نقلها من شخص مصاب الى سلیم (23) ، كمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز AIDS ) ، يُتلف الفيروس جهاز المناعة وبمجرد تضرر جهاز المناعة البشري، تضعف قدرة جسم الإنسان على محاربة الكائنات الحية المسببة للأمراض ، ولا توجد اية علاجات للقضاء عليه وأما العقاقير التي يتم استخدامها فتعمل على ابطاء تطور المرض لا القضاء عليه (24) ، والزهري الذي يؤدي إلى تلف القلب والشريان الأورطي والدماغ والعينين والعظام وفي بعض الحالات يمكن أن تكون هذه الآثار قاتلة (25) ، وفي أثناء الحمل يؤدي إلى نتائج سلبية بين أكثر من نصف النساء المصابات ، اجهاض الجنين ، ولادة جنين ميت ، الخداج ، انخفاض الوزن عند الولادة ، وفاة الأطفال حديثي الولادة والرضع ، والأمراض الخلقية بين الأطفال حديثي الولادة (26) ، والتهاب الكبد الفيروسي الذي يتسبب بفشل الكبد أو سرطان الكبد أو تليف الكبد (27) .
ثانياً : الأمراض الوراثية : مجموعة الامراض التي تحدث نتيجة خلل في التركيب الجيني للفرد ، اما بسبب طفرة منفصلة في قاعدة منفردة لجين واحد من الDNA ، او بسبب شذوذ كروموسومي اجمالي ينطوي على إضافة أو طرح كروموسوم كامل أو مجموعة من الكروموسومات ، تحدث الطفرات الجينية إما بشكل عشوائي أو بسبب بعض التعرض البيني (28) ، تنتقل بعض هذه الاضطرابات من الاباء الى الابناء ، وقد يتم اكتسابها بسبب تأثير المواد الكيميائية أو العوامل البيئية على الجينات مما تؤدي الى امراض وراثية اخرى تنتقل الى الابناء (29) ، مثل فقر الدم المنجلي وهو مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على الهيموجلوبين ، لدى الافراد المصابين نوع غير طبيعي من الهيموجلوبين (Hb) الذي يتسبب في تيبس خلايا الدم الحمراء وتشوه شكلها إلى شكل منجل أو هلال بدلاً من أن يكون لها شكل قرص دائري طبيعي (30) تتسبب به طفرة نقطية في سلسلة بيتا غلوبين للهيموجلوبين يحدث ذلك عندما يتم تغيير قاعدة واحدة من A إلى T في كودون حمض الجلوتاميك في الموضع السادس إلى فالين بيتا غلوبين (31) يُورث فقر الدم المنجلي بطريقة وراثية متنحية فكل طفل من أبوين حاملين لجين Hgb S لديه فرصة 25٪ للولادة بفقر الدم المنجلي ، اما اذا ورث جين طبيعي من الهيموجلوبين وجين احدًا من Hgb S فإن الشخص يمتلك سمة الخلية المنجلية (32) ، يؤدي فقر الدم المنجلي إلى مجموعة من المضاعفات الخطيرة والمهددة للحياة من بينها سكتة دماغية ، ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، متلازمة الصدر الحادة ، العمى (33) ، والثلاسيميا الذي يحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من بروتين الهيموجلوبين مما يجعل خلايا الدم الحمراء في الجسم لا تعمل بشكل صحيح وتستمر لفترات زمنية أقصر ، لذلك هناك عدد أقل من خلايا الدم الحمراء السليمة التي تنتقل في مجرى الدم (34) ، تشمل مضاعفات الثلاسيميا التهاب الكبد B و C ، مضاعفات القلب مثل قصور القلب ، قصر القامة ، تأخر البلوغ ، وهشاشة العظام، وتشمل المضاعفات الأخرى الأقل شيوعا داء السكري (35) ، والمهق (البرص) هو اضطراب خلقي موروث يتميز بالغياب التام أو الجزئي للصبغة في الجلد والشعر والعينين تُعزى اسباب حدوثه إلى غياب أو عيب في إنزيم التيروزيناز ، وهو إنزيم يحتوي على النحاس يشارك في إنتاج الميلانين ، يحدث من خلال وراثة الأليلات المتنحية وراثيا و التي تنتقل من كلا الوالدين للفرد بعض الأشكال النادرة موروثة من والد واحد فقط، إن ولادة طفل مصاب بالمهق نتيجة اقتران شخص مصاب بالمهق وآخر غير مصاب بالمهق منخفضة ، يمكن ولادة طفل مصاب من قبل أبوين غير مصابين ويرجع ذلك الى احتمالية ان الاباء حاملين للمرض دون اظهار اية اعراض (36) ، فضلاً عن تسببه بمشاكل نفسية وعاطفية للمصابين مما يعرضهم للتنمر أو المضايقة واعراض الآخرين عن تقبلهم (37) ، فانه يتسبب بمشاكل بصرية فالبعض منهم معدوم الرؤية (38) ، ايضاً يتسبب ببشرة شديدة الحساسية للضوء والتعرض للشمس مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد (39)
ثالثاً : الاضطرابات الخلقية : وهي تشوهات هيكلية أو وظيفية تحدث أثناء الحياة داخل الرحم ، ويمكن تحديدها قبل أو عند الولادة وفي بعض الأحيان قد يتم اكتشافها لاحقًا مثل عيوب السمع (40) ، تشتمل هذه الاضطرابات على عدة انواع من بينها تلك التي تحدث في الجهاز التناسلي عبارة عن مشاكل تنموية تحدث في الاعضاء التناسلية الانثوية المهبل ، المبايض، الرحم ، عنق الرحم ( مثل الحاجز المهبلي ، انعدام المهبل ، الرتق ، أو الذكرية ( القضيب ، الخصيتين )مثل الخصية المخفية المكتسبة ، قصر القضيب ، الإحليل التحتي، تتسبب هذه الاضطرابات بعدة مشكلات وظيفية مثل عسر الجماع لدى الاناث او استحالته و مشكلات حمل الجنين و التعرض لإجهاضه (41) ، والضعف والعجز الجنسي (العنن) لدى الذكور (42) ، ايضاً فان وجودها من الممكن أن يتسبب بالعقم لدى كلا الجنسيين (43) ، ولم تعد تشكل هذه العيوب في ظل التطورات العلمية الحديثة عائقاً أمام الزواج والانجاب اذ تساهم العلاجات الهرمونية والعمليات الجراحية وتقنيات الانجاب المساعدة( التلقيح الصناعي) (44) في التغلب على تلك الصعوبات ، ومع ذلك فقد لا يخاطر المصاب بإجراء أياً منها او على الرغم من اجراءها تظل المشكلة الوظيفية قائمة مما يتم اعتبارها (عيباً زوجيا)، ايضاً فمن بين الاضطرابات الخلقية قصور الغدد التناسلية ( Hypogonadotropic Hypogonadism) وهي حالة تنتج فيها الغدد التناسلية القليل من الهرمونات الجنسية أو لا تنتج على الإطلاق وتُعزى اسباب ذلك اما لخلل أو قصور في الغدد التناسلية، أو عيب خلقي في الاعضاء التناسلية ، او لاضطراب الغدة النخامية مما يتسبب بنقص الهرمونات التي تحفز الغدد التناسلية بشكل طبيعي وتشمل هذه الهرمونات (LH) ، (FSH) ، (GH) ، يحول القصور دون تطور الخصائص الجنسية للمريض كفقدان الغدد التناسلية قبل سن البلوغ و انخفاض الرغبة الجنسية (45)
يستعين الخبير العلمي بعدة وسائل تشخيصية لإثبات وجود هذه الأمراض ، تختلف هذه الوسائل من حيث موثوقيتها من مرض لآخر ، وتختلف ما اذا كان المرض في مرحلة مبكرة او متقدمة ، وبعضها يتطلب خبراء ذو كفاءة معينة لإجراء الاختبار ، لا تخضع جميع الامراض لذات الاختبار ، لذا سنجمل الاختبارات في التالي :
1 – الفحص السريري: تعدّ هذه الوسيلة موثوقة في اثباتها لبعض العيوب الزوجية الظاهرية الاضطرابات الخلقية) ، ولكن لا يمكن اعتمادها كوسيلة اثبات مستقلة بالنسبة للعيوب الأخرى الامراض المعدية والوراثية كونها لا تمنح تشخيصاً دقيقاً ومن الممكن الاستعانة بها كوسيلة تنبئ عن وجود العيب بصورة عامة ، وتوجه الى اي الوسائل التي يجب الاستعانة بها لتحديد نوع العيب مثل في مرض السل الرئوي يتم فحص العقد الليمفاوية بحثًا عن التورم والاستماع بعناية إلى الأصوات التي تصدرها الرئة أثناء التنفس (46)
2 - الاختبارات المعملية : اذ يتم استخدام عدة اختبارات لإثبات وجود العيب ، مثل اختبارات البول ، الدم ، تنميط الDNA ، الجلد ، المسحة ، والفحص النسيجي ، تتأثر صحة هذه الاختبارات على حسب نوع العيب ، مرحلته ، كفاءة الأجهزة المستخدمة وكفاءة الخبير ، تعدّ هذه الاختبارات من أكثر الوسائل الموثوقة في اثبات العديد من العيوب مثل اختبارات الإيدز التي تبلغ دقتها من 99-100% ، وبعضها توصف علمياً بانها غير جيدة او غير مثالية للكشف مثل اختبارات الزهري والهربس (47) ، ونوجه ان يستعلم القاضيعند الاستعانة القضائية بهذه الوسائل من خلال المواقع الطبية الموثوقة بشأن الاختبارات الموصى بها على حسب نوع العيب للتأكد من ان الخبير قد استعان بالوسائل الأكثر دقة ، ايضاً الاستعلام حول نسبة اليقين التي أثبتتها الدراسات العلمية الراسخة لترجيح الحكم وفقاً ذلك .
3- التصوير الشعاعي : تمنح هذه الوسائل صور شعاعية مفصلة حول العيب وتعتبر الوسائل الأكثر دقة وموثوقية غير ان استخدامها يكون أكثر خطراً على الاشخاص ، لذا يُوصى بان الاستعانة بها تكون في الحالات الأصعب من حيث التشخيص ، ولا نوصي بالاستعانة بها في اثبات العيب الزوجي سواء لمنح رخصة الزواج او للتفريق القضائي .
____________
1- James Chalmers, Legal Responses to HIV and AIDS, 1st Edition, Hart Publishing, 2008, p.39.
2- CASE OF REES v. THE UNITED KINGDOM, COURT (PLENARY), STRASBOURG Application no (953/81) 17 October 1986 , 1892020
https://hudoc.echr.coe.int/fre#f%22itemid%22:1%22001-57564%22]
STRASBOURG 1892020
3- CASE OF F. v. SWITZERLAND, COURT (PLENARY) STRASBOURG (Application no. 11329/85) 18 December 1987 18/9/2020 .
https://hudoc.echr.coe.int/eng#1%22itemid%22:1%22001-57490%22]
4- James Chalmers, Op Cit, p.39.
5- Jill Ann Grimes; Lori Apffel Smith and Kristyn Fagerberg, Sexually Transmitted Disease [2 volumes]: An Encyclopedia of Diseases, Prevention, Treatment, and Issues, Greenwood, 2013, p.553.
6-J McKillip, The effect of mandatory premarital HIV testing on marriage: the case of Illinois, Am J Public Health, 81(5), 1991, p.650.
7- Rule: 37.12.601, 37.12.608, Premarital Serological Tests, Administrative Rules of Montana (ARM), 1993.
8- Montana Code Annotated, Title 40. Family Law Chapter 1. Marriage Part 2. License Provisions 40-1-204. Repealed, 2019.
9- Robert G. Montgomery, Franklin County Probate Judge, MARRIAGE LICENSES, 13102020, https://probate.franklincountyohio.gov/departments/marriage
10- أحمد الكبيسي ، الوجيز في شرح قانون الاحوال الشخصية وتعديلاته ، ج 1 (الزواج والطلاق وآثارهما ) ، مكتبة السنهوري ، بغداد ، 2008 ، ص58 .
11- James Chalmers, Op Cit, p.39 : Omar Mounir, Le nouveau droit de la famille au Maroc, Cheminements, 2005, p.34.
12- Anne-Claire Donnadieu and Céline Firtion, Gynécologie - Obstétrique, Educa Books, 2006, p.3.
13- James Chalmers, Op Cit, p.39.
14- محمد الحسن مصطفى البغا ، الفسخ القضائي بعيوب الزوجين في الفقه الإسلامي وقانون الأحوال الشخصية السوري ، بحث منشور في مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية المجلد 24 - العدد الأول، 2008 ، ص 542: 543
15- المصدر نفسه، ص 544:543
16- Ron Ehrlich, A LIFE LESS STRESSED, Scribe, Australia, 2018, p.7.
17- Patrick R. Murray Ken S. Rosenthal Michael A. Pfaller, Medical Microbiology E- Book, 9edi, Elsevier, 2020, p.233.
18 - Heiman F L Wertheim; Peter Horby; John P Woodall, Atlas of human infectious diseases, Wiley-Blackwell, 2012, p.67.
19- Ibid, p.105; A. M. Kadri, IAPSM's Textbook of Community Medicine, Jaypee Brothers Medical Publishers, New Delhi, 2019, p.317.
20- Robert Miller, The Wuhan Coronavirus: Survival Manual and Concise Guide to COVID-19, Personal Development, 2020, p.43: 44.
21- Mayo Clinic Staff COVID-19 (coronavirus): Long-term effects https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/coronavirus/in-depth/coronavirus-long-
term-effects/art-20490351
22- debbie fraser, nursing care of the high risk newborn, in Deitra Leonard etal, Maternity and Women's Health Care E-Book, 12th edition, Mosby, 2020, p.771 .
23- Heiman F L Wertheim, Op Cit, p. 225.
24-Asonglefac Nkemleke, Africa's Brain Power: Reflections from AfricaOnline Broadcasts, Vol. 1, Spears Media Press, 2019, p.79.
25- Jayaveera K.N. & Vrushabendra Swamy B.M., Human Anatomy, Physiology and Health Education, S Chand, 2010, p.325.
26- Marco De Santis; Carmen De Luca; Ilenia Mappa: Terryann Spagnuolo; Angelo Gianluca Straface and Giovanni Scambia, Syphilis Infection during Licameli; Pregnancy: Fetal Risks and Clinical Management, Infect Dis Obstet Gynecol. 2012,p.Ĭ
27- Roderick A. Cawson and Edward W Odell, Cawson's Essentials of Oral Pathology and Oral Medicine E-Book: Arabic تعريب : نبيل نادر قوشجي و زاهر نادر عبده 8th edition, 2014, p.397.
28- Faye Lyons and Lisa Ousley, Dermatology for the Advanced Practice Nurse, Springer, 2014, p.23.
29- Robin Santos Doak, Genetic Disorders, Benchmark Education Company, 2011, p.2.
30- Ahmad Majzoub and Ashok Agarwal, The Complete Guide to Male Fertility Preservation, Springer, 2018, p.321.
31- Ankit Mangla; Moavia Ehsan; Smita Maruvada, Sickle Cell Anemia StatPearls [Internet ] StatPearls Publishing, 2020 https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK482164/
32- Ahmad Majzoub and Ashok Agarwal, Op Cit, p.321 .
33- Tamika Moseley, Sickle Cell Natural Healing: A Mother's Journey, AuthorHouse, 2013, p.15: 16.
34- What is Thalassemia?, article in Centers for Disease Control and Prevention, date 1392020, https://www.cdc.gov/ncbddd/thalassemia/facts.html
35- HEALTH TECHNOLOGY ASSESSMENT UNIT MEDICAL DEVELOPMENT DIVISION MINISTRY OF HEALTH MALAYSIA, MANAGEMENT OF THALASSAEMIA, p.ii.
36- James F Frayne, Applications of Genetics, Lulu, 2018, p.116.
37- Mahbub M. U. Chowdhury Ruwani P. Katugampola; Andrew Y. Finlay, Dermatology at a Glance, Wiley-Blackwell, 2013, p.81.
38- Michael Cavendish, Marshall; Bernabeo, Paul; Esposito, Diseases and Disorders Volume 1 Acne-Ectopic, Marshall Cavendish Corporation, 2008, p.29.
39- Albinism https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/albinism/symptoms- causes/syc-20369184
40- Congenital anomalies, https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/congenital- anomalies
41- Tommaso Falcone and William W. Hurd, Clinical Reproductive Medicine and Surgery: A Practical Guide, 2nd ed, Springer, 2013, p.319 : Lan Zhu : Felix Wong and Jinghe Lang, Atlas of Surgical Correction of Female Genital Malformation, Springer, 2015, p.21.
42- Kathy McCoyand Charles Wibbelsman, Growing and Changing, a perigee book, 2003, 179 : Can an Undescended Testicle Cause Fertility Problems?, webmd 1692020 . https://www.webmd.com/infertility-and-reproduction/undescended-testicle- and-fertility-problems#1
43- وليد البلتاجي السيد البلتاجي ، القرائن الطبية المعاصرة ودورها في الاثبات ، ط1 ، مكتبة الوفاء ، الاسكندرية ، 2019 ، ص 696 ؛ 17/9/2020 Congenital Uterine Anomalies
https://medfem.co.za/congenital-uterine-anomalies
44- Marzieh Ghafarnejad; Narges Khansari2 and Sepideh Nekuie, Successful Term Pregnancy in a Patient with Vaginal Agenesis, Cervical Atresia and Functional Uterus using a New Method: A Case Report, EC GYNAECOLOGY Case Report, 2017, p.56.
45- Marianne Neighbors and Ruth Tannehill-Jones, Human Diseases, 4th Edition, Cengage Learning , 2014 . p.320 : Dr Gavin Esson, Hypogonadism in females, 1792020, https://dermnetnz.org/topics/hypogonadism-in-females/.
46- Ph.d. Kelly, Evelyn B.; lan Wilker and Marylou Ambrose, Tuberculosis and Superbugs: Examining TB and Bacterial Infections, Jasmine Health Pub, 2014, p.52; Ronald Rabinowitz and Jimena Cubillos, Genital Birth Defects ,2019 ,221912020 https://www.msdmanuals.com/en-in/home/children-s-health-issues/birth-defects-of-the-
47- United States. Congress. House. Committee on Small Business. Subcommittee on Regulation and Business Opportunities, Quality AIDS Testing: Hearing Before the Subcommittee on Regulation and business opportunites, serial no.100-32, 1988, p.42 : Sam Ratnam, The laboratory diagnosis of syphilis, Can J Infect Dis Med Microbiol.. urinary-tract-and-genitals/genital-birth-defects
الاكثر قراءة في قانون الاثبات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
