الاتجاهات المستقبلية لصحافة المواطن
المؤلف:
د. خديجة الرحية
المصدر:
صحافة المواطن
الجزء والصفحة:
ص 175-176
2025-07-17
350
الاتجاهات المستقبلية لصحافة المواطن
صحافة المواطنين هي صحافة المشاركة والحوار والإبداع، صحافة التفاعل مع الأحداث، إذ لم يعد المواطن عاجزاً عن لعب دور في تحقيق التغيير في مجتمعه، بل تعددت الوسائل التي بها يستطيع أن يعبر المواطن عن نفسه بحرية أمام الحكومات القمعية، وصحافتها التي تزيف الحقائق والأخبار واستطاعت إحكام السيطرة على أجهزة المجتمع، وبالرغم أنّ هناك تحدياتٍ كثيرة تواجهها صحافة المواطنين، منها: رد فعل وسائل الإعلام التقليدي، والقوى السياسية المناهضة للديمقراطية وحرية الفرد، خاصةً في الدول العربية التي تضع القوانين المقيدة لنشر الأخبار والتحقيقات الصحفية في الجرائم وقضايا الفساد المنتشرة، وذلك عكس الدول المتقدمة.
ستنجح صحافة المواطنين وتتطور في أداء أدوارها المختلفة، وذلك من خلال توافر العديد من العوامل يأتي في مقدمتها:
1- إدراك المواطن لدوره الفعال والمؤثر في إحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي، والسياسي، والثقافي عبر صحافة تلتزم بالقيم والأخلاق المهنية.
2- إيمان المواطن الصحفي بدوره في فضح الجرائم والاضطهادات التي يتعرض لها الآخرين في المجتمع بحيادية تجبر الحكومات على تغيير سياساتها القمعية أو الدكتاتورية التي تسلب وتنتهك حقوق المواطنين.
3- أن تكون تغطية صحافة المواطنين نابعة من مشاكل المجتمع ذاته، وتغطي كلّ أفراده بعيداً عن الاختلافات الأيديولوجية، والدينية، وغيرها من الاختلافات التي تدمر حيادية العمل الصحفي، وتصنع التشوهات التي تصيب في مقتل جوهر المجتمع الإنساني.
4- الجرأة في تناول الأحداث من وجهة نظر المواطن وليس من وجهة نظر السلطة أو الحكام.
5- لكي تسير صحافة المواطنين نحو المستقبل بخطى ثابتة، لابد من القضاء على الفوضى ولغة البذاءة التي تسود عالمها الناشئ، لتقديم نماذج إصلاحية جديرة بالاقتداء وأن يعتبرها المواطن صحافة بديلة ومكملة للصحافة التقليدية، وليست عدواً لها، وسيكون التفاعل الإيجابي بينهم صورة من صور تطوير الأداء المهني لخدمة الوطن والمواطن.
6- صحافة المواطنين نجاحها وازدهار مستقبلها ينبع من أنّها صحافة شعبية نابعة من المواطنين أنفسهم، وهذا يفرض على المواطن ضرورة الوعي الثقافي بمقدار الحرية على الإنترنت، والتي جعلته قادر على إيصال صوته إلى مجتمع أكبر يستطيع أن يتضامن معه ويتفهم قضيته.
فعندما يؤمن المواطن بأنّه إنسان فاعل، وليس مفعولاً به، ستتقدم صحافة المواطنين، وتأخذ مكانها الريادي في حمل شعلة العلم والثقافة والإعلام، ويتم ترسيخ قواعد مهنيّة وأخلاقية يلتزم بها مواطنون صحفيون بلا حدود يرفضون لغة الشتائم والإهانات، والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، القائمة على الانفعالات، والأحقاد، والتي تهدم البناء الثقافي للمواطن.
الاكثر قراءة في اعلام جديد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة