المصاهرة بين علي والنبي محمد صلى الله عليه واله
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص181-182.
2025-07-22
510
المصاهرة بين علي والنبي محمد صلى الله عليه واله
قال تعالى : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا } [الفرقان: 54]
قال بريد العجليّ : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً }.
فقال : « إنّ اللّه تعالى خلق آدم من الماء العذب ، وخلق زوجته من سنخه « 1 » ، فبرأها من أسفل أضلاعه ، فجرى بذلك الضلع سبب ونسب ، ثمّ زوّجها إيّاه ، فجرى بسبب ذلك بينهما صهر ، وذلك قوله عزّ وجلّ : نَسَباً وَصِهْراً ، فالنسب - يا أخا بني عجل - ما كان من سبب الرجال والصهر ما كان بسبب النساء » « 2 ».
وقال الباقر عليه السّلام - في هذه الآية - « هو محمّد ، وعليّ ، وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام » وفي رواية البشر : الرسول ، والنسب : فاطمة ، والصّهر : علي ( صلوات اللّه وسلامه عليهم ) « 3 ».
وقال ابن عباس : لما خلق اللّه آدم ، خلق نطفة من الماء ، فمزجها بنوره ، ثم أودعها آدم عليه السّلام ، ثمّ أودعها ابنه شيث ، ثم أنوش ، ثم قينان ، ثمّ أبا فأبا ، حتى أودعها إبراهيم عليه السّلام ، ثم أودعها إسماعيل عليه السّلام ، ثم أمّا فأمّا ، وأبا فأبا ، من طاهر الأصلاب ، إلى مطهّرات الأرحام ، حتى صارت إلى عبد المطّلب ، فانفلق ذلك النور فرقتين : فرقة إلى عبد اللّه ، فولد محمّدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وفرقة إلى أبي طالب ، فولد عليّا عليه السّلام ، ثمّ ألف اللّه النّكاح بينهما ، فزوّج عليا بفاطمة عليهما السّلام ، فذلك قوله عزّ وجلّ : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً }« 4 ».
_______________
( 1 ) السنخ : الأصل . « الصحاح - سنخ - ج 1 ، ص 423 » .
( 2 ) الكافي : ج 5 ، ص 442 ، ح 9 .
( 3 ) المناقب : ج 2 ، ص 181 .
( 4 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 377 ، ح 14 .
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة