الحرب النفسية في الدعاية
المؤلف:
الدكتور محمد صاحب سلطان
المصدر:
الدعاية وحروب الإعلام
الجزء والصفحة:
ص 88-89
2025-08-15
454
الحرب النفسية في الدعاية:
تلعب وسائل الإعلام درواً مهماً في عملية الدعاية الفكرية والفلسفية والسياسية والدبلوماسية والعقائدية لنظام سياسي أو حزب سياسي أو تنظيم جماهيري أو ثورة من الثورات للتأثير على المستمعين المراد إيصال المعلومات والبيانات السياسية إليهم وفق سياسية إعلامية مبرمجة، إضافة إلى شن حملة نفسية واجتماعية ضد سياسات معينة معادية للنظام السياسي في الدولة أو معادية ومناهضة للثورة، وذلك بهدف إضعاف عزيمة العدو وتثبيط همته، أو إثارة الكراهية والحقد وبث التشكيك وزرع عدم الثقة على نظام سياسي أو جماعة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو دينية.
وأصبحت الدعاية والحرب النفسية من الأمور الشائعة بين الدول والثورات في الوقت الحاضر، ولهذا نجد جهاز الدولة أو الثورة أو الحزب يسعى لإنشاء محطات الإذاعة والتلفزيون أو السيطرة عليها بكافة الطرق والسبل المباشرة أو غير المباشرة، وجرت العادة على تراشق التهم بين الدول عبر وسائل الإعلام المكتوبة أو المسموعة أو المرئية أو عبرها كلها مجتمعة كأسلوب من أساليب الحرب النفسية الخارجية ضد النظام المعادي. وتستخدم مختلف طرق الحرب النفسية كقوة هجومية أو دفاعية أو رادعة بأساليب الترغيب الدبلوماسي تارة والترهيب باستخدام القوة العسكرية والحصار الاقتصادي تارة أخرى بالإغواء والاستهواء لتحطيم الروح المعنوية لجهة معينة أو شعب من الشعوب بالتسلل إلى نفسية الناس. وبناء عليه يمكننا القول إن الدعاية تهدف على بناء الذات وتعزيز الثقة بالنفس والتعبير عن المشاعر الجياشة في نفسية الإنسان والذات الوطنية العامة.
كما أن الإعلام يلعب دوراً نفسياً من الناحية الإيجابية محلياً، في بناء الاتجاهات السياسية في المجتمع أو الدولة عن طريق تقديم الخدمات الإخبارية والثقافية الشاملة على مدار الساعة ونقل ما يستجد من أحداث وتوعية الشعب وحثه على المشاركة في الحياة السياسية العامة والانتخابات النيابية والمحلية من خلال الندوات والمهرجانات والمحاضرات واللقاءات والحوارات والأحاديث الإعلامية للمسؤولين على اختلاف مستوياتهم
ومسؤولياتهم. وبهذا يمكن اعتبار أسلوب الحرب النفسية سلاحاً ذا حدين إيجابياً وسلبياً للتأثير محلياً وإقليماً وعالمياً، على الشعب وعلى الأعداء، قد يؤتي مردوده بعد فترة بسيطة من الوقت أو فترة زمنية قد تكون قصيرة الأجل أو متوسطة الأجل أو طويلة الأجل. ويتبوأ الإعلام دوراً مميزاً في الترويج لمذاهب أو أيدلولوجيات معينة، لتحقيق غايات وأهداف مرسومة، فالصحافة والإعلام بشكل عام، تعمل على نشر وإذاعة وترويج أفكار معينة حول مسألة أو موضوع معين لتحقيق مآرب معينة في نهاية الأمر، تكون قد أعدت العدة لها مسبقاً.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة