أبرز الجوانب التي تعرض لها الإعلام الدعائي الصهيوني
المؤلف:
الدكتور محمد صاحب سلطان
المصدر:
الدعاية وحروب الإعلام
الجزء والصفحة:
ص 142-145
2025-08-21
307
أبرز الجوانب التي تعرض لها الإعلام الدعائي الصهيوني:
عملت الحركة الصهيونية وبتخطيط إعلامي منظم على إنشاء العديد من المنظمات والواجهات بتسميات مختلفة من أجل نشر الأفكار الصهيونية والحصول على تأييد عالمي لأهدافها، ولعل أبرز الجوانب التي تعرض لها الإعلام بهذا الاتجاه هي:
1. خلود العداء للسامية:
لقد كان الإعلام الصهيوني يتركز على إبراز هذه الفكرة من خلال طرح مفاهيم خاطئة ومزيفة خصوصاً ما يتعلق بنشأة الحركة الصهيونية، حيث ادعت أن نشوء الحركة الصهيونية كان نتيجة طبيعية للتعصب الموجود ضد السامية، ولهذا فإن الأسلوب الوحيد لحل مشاكل اليهود لا يتم إلا من خلال هذه الحركة، وبفضل هذا العداء بقيت الأمة اليهودية موجودة كما يشير إلى ذلك زعماء الحركة الصهيونية وفي مقدمتهم تيودور هرتزل وإضافة لهذه الطروحات فقد تركز نشاط الإعلام الصهيوني على إبقاء اليهود في عزلة عن شعوبهم الأصلية من خلال طرح بعض المفاهيم التي تؤكد على خاصية الشعب اليهودي ودوره وضرورة تكوين دولة يهودية تعكس قدرات وإمكانيات هذا الشعب، ولهذا فإن من أبرز المسائل التي كان يركز عليها في الإعلام والدعاية الصهيونية منع اندماج اليهود مع مجتمعاتهم كمرحلة أولى تعقبها الهجرة إلى فلسطين.
2. العلاقة المقدسة بين اليهود والتوراة:
لقد ركز الإعلام الصهيوني على أن اليهود هم، قومية وأن هذه القومية اليهودية لها أهداف نزلت عن طريق التعاليم السماوية وهم شعب الله المختار وقد وعدهم الرب في التوراة بأرض فلسطين، ولهذا فإن عليهم إطاعة الرب واحترام التعاليم الدينية، وأن لهم حقاً تاريخياً مسلوباً في فلسطين ومن خلال ذلك استطاعت الحركة الصهيونية أن تحول الدين اليهودي إلى حركة سياسية.
3. تغيير صورة اليهود في العالم:
لقد كانت أغلب الشعوب الأوروبية تنظر إلى اليهود نظرة فيها شيء من عدم الاحترام بسبب طبيعة اليهود وانغلاقهم وانعزالهم وسلوكهم الذي لا يعبر عن الولاء المطلق لأوطانهم. وقد شعر قادة الحركة الصهيونية أمام هذه الصورة بأنهم سيفشلون ما لم يعملوا على تغيير هذه الصورة البشعة لليهود، ولهذا تركز اهتمام الإعلام الصهيوني في معالجة هذا الجانب على ما يلي:
- نسج الروايات والقصص التي تبرئ ساحة اليهود من قتل نبي الله (عليه السلام).
- تنشيط دور الجمعيات والمؤسسات التي تعمل في دائرة النشاط الصهيوني بقصد التحرك لتوثيق العلاقات مع الشعوب الأخرى والتأثير عليها عن طريق إنشاء جمعيات الصداقة.
- شن الحملات الإعلامية وتلفيق الأخبار والمعلومات عن مجازر دموية نازية ضد اليهود بقصد تحريك الجوانب الإنسانية لتأييد اليهود وهم الشعب المغلوب على أمره.
- بدأ الإعلام الصهيوني يتحدث عن شعب بلا وطن ووطن بلا شعب، وهذا ما أكدته أحاديث وايزمن.
ولذلك نلاحظ أن الحركة الصهيونية بدأت بتطبيق سياستها في أسلوب التعامل النفسي في تلك الفترة لانسجامه مع طبيعة المرحلة التي تميزت بما يلي:
- أن النشاط الدعائي الصهيوني كان موجهاً إلى مراكز صنع القرار، أي إلى القيادات بهدف الحصول على تأييدها ودعمها للحركة.
- الدعاية لم تتضمن شيئاً من أساليب الحرب النفسية.
- لم تكن تتضمن تشويهاً للطابع القومي العربي.
- كانت تتبع شكل العمل السري.
لقد ركزت الدعاية الصهيونية على مجموعة أهداف لعل من أبرزها ما يلي:
- العمل على تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين من خلال اعتماد التفاعل بين شعارات ثلاثة تبدأ بشعار ديني وتمر بشعار سياسي وتتكامل بشعار اقتصادي لتشكل معاً حلقة متكاملة موجهة ليهود العالم.
- العمل على تجميل صورة "إسرائيل" من خلال العمل على توسيع النشاط الإعلامي والدبلوماسي الإقليمي والدولي، وتسعى الدعاية الصهيونية إلى السير جنباً إلى جنب مع السياسة الخارجية للكيان الصهيوني.
- العمل على فرض وجود الكيان الصهيوني على العرب كدولة لا تقهر ولا تزول وإبراز الشعور بالتفوق إزاء العرب.
- إيجاد مجال حيوي لدعم الكيان الصهيوني سياسياً واقتصادياً ومعنوياً من قبل دول العالم المختلفة.
وعلى هذا يمكننا القول إن الدعاية الصهيونية تتحرك في ثلاثة مجالات محلية وإقليمية وعالمية، حيث تتحرك محلياً وإقليمياً لإحداث بلبلة وتشويش ووهن في سلامة العقل العربي وإيجاد حالة انبهار (بالقوة الإسرائيلية) و (العبقرية اليهودية)، وتتحرك عالمياً لإحداث وتثبيت حالة استخفاف العقلية العربية، وإعجاب مفرط (بالمعجزة الصهيونية) ومعاناة العودة إلى (أرض الميعاد). ولعل ما يثبت وجهة النظر هذه ما ذكره شمعون بيريز وآخرون في كتاب الكيان الصهيوني عام 2000 من أن مهام الحركة الصهيونية حتى عام 2000 تتطلب تحركاً على ثلاثة أصعدة هي:
- صعيد العلاقات بين "دولة إسرائيل" والشعب اليهودي.
- صعيد الهجرة والاستيعاب بحيث يساهم ذلك في توفير أقصى قدر من الفائدة لمتطلبات بنية الدولة.
- صعيد العلاقات بين "دولة إسرائيل" ودول العالم.
إن إلقاء نظرة سريعة على النشاط الدعائي الصهيوني يدل على أن أبرز أسلحة قوة الدعاية الصهيونية هو الكلمة، سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، ويحدد نوع تأثيرها وحجمه ثلاثة عناصر هي:
- هدف الكلمة الموجهة إلى الرأي العام.
- طبيعة الموضوع أو الأفكار التي تحملها الكلمة.
- أسلوب التوصيل.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة