آية التطهير
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص187- 189
2025-09-25
231
قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} من الوقار أو القرار وقرء بفتح القاف ولا تَبَرّجن تبرج الجاهلية الاول.
في الأكمال عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في حديث أن يوشع ابن نون وصي موسى (عليه السلام) عاش بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى (عليه السلام) فقالت أنا أحق منك بالأمر فقاتلها فقتل مقاتلتها وأحسن أسرها وأن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من امتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها ويأسرها فيحسن أسرها وفيها أنزل الله تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى يعني صفراء بنت شعيب.
والقمي عن الصادق عن أبيه 8 في هذه الآية قال أي سيكون جاهلية اخرى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله في سائر ما أمركن به ونهاكن عنه إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
القمي ثم انقطعت مخاطبة نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وخاطب أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال إنما يريد الله الآية ثم عطف على نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال واذكرن ما يتلى ثم عطف على آل محمد صلوات الله عليهم فقال إن المسلمين الآية.
وعن الباقر (عليه السلام) نزلت هذه الآية في رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وعلي ابن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين : وذلك في بيت ام سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم ألبسهم كساء له خيبريا ودخل معهم فيه ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله قال أبشري يا ام سلمة فإنك على خير وعن زيد بن علي بن الحسين : أن جهالا من الناس يزعمون إنه إنما أراد الله بهذه الآية أزواج النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وقد كذبوا وأثموا وأيمن الله ولو عنى أزواج النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لقال ليذهب عنكن الرجس ويطهركن تطهيرا كان الكلام مؤنثا كما قال واذكرن ما يتلى في بيوتكن ولا تبرجن ولستن كأحد من النساء.
والعياشي عن الباقر (عليه السلام) ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن إن الآية ينزل أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا من ميلاد الجاهلية.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال يعني الأئمة: وولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
وعنه عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه قال في حديث أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك وقال لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم وقال إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة قال فلو سكت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان ولكن الله عز وجل أنزل في كتابه لنبيه (صلى الله عليه واله وسلم) إنما يريد الله الآية وكان علي والحسن والحسين وفاطمة : فأدخلهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) تحت الكساء في بيت ام سلمة ثم قال اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي فقالت أم سلمة ألست من أهلك فقال إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي وقال في آخر الحديث الرجس هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا.
وفي الخصال في احتجاج علي (عليه السلام) على أبي بكر قال فأنشدك بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك قال بل لك ولأهل بيتك قال فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأهلي وولدي يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار أم أنت قال بل أنت وأهل بيتك وفي احتجاجه (عليه السلام) على الناس يوم الشورى قال أنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله إنما يريد الله الآية فأخذ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كساء خيبريا فضمني وفيه فاطمة والحسن والحسين : ثم قال يا رب هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا غيري قالوا اللهم لا.
وفي الأكمال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فجمعني وفاطمة وابنيّ حسنا وحسينا : وألقى علينا كساه وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم ويخرجني ما يخرجهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت ام سلمة وأنا يا رسول الله فقال أنت أو إنك على خير إنما انزلت فيّ وفي أخي وفي ابنتي وفي ابنيّ وفي تسعة من ولد ابني الحسين : خاصة ليس معنا احد غيرنا فقالوا كلهم نشهد أن ام سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة رضي الله عنها.
وفي العلل عن الصادق (عليه السلام) نزلت هذه الآية في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة : فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين : ثم وقع تأويل هذه الآية وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وكان علي بن الحسين ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء : فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل.
أقول : الروايات في نزول هذه الآية في شأن الخمسة أصحاب العباء من طريق الخاصة والعامة أكثر من أن يحصى وقد ذكر في المجمع من طريق العامة منها ما ذكر من أراده فليطلبه منه.
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة