الأئمة أبواب الله والسبيل إليه والإدلاء عليه
المؤلف:
آية الله السيد محسن الخرّازي
المصدر:
بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص 64- 66
2025-11-08
49
أنّهم أبواب الله والسبيل إليه والإدلاء عليه ؛ لأنّهم قائمون مقام النبيّ ـ صلى الله عليه وآله ـ فكما أنّ التعبد والسلوك بدون معرفة النبيّ ضلالة وتحيّر ، كذلك الجهد والسعي في العبادة بدون معرفة الإمام الّذي يقوم مقامه في جميع شئونه عدا تلقّي الوحي. والروايات في هذا المعنى كثيرة جدا.
منها : ما رواه في الكافي بسند صحيح عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ يقول : «كلّ من دان الله عزوجل بعبادة يجهد فيها نفسه ، ولا إمام من الله ، فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر والله شانئ لأعماله» (1).
ومنها : ما رواه فيه أيضا عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في ضمن حديث «إنّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله ، والوجه الّذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا ، أو فضّل علينا غيرنا ، فإنهم عن الصراط لناكبون» الحديث (2).
وتشهد لهذا المعنى الروايات الكثيرة الّتي عبرت عن عليّ وأولاده المعصومين ـ عليهم السلام ـ بالصراط المستقيم ، أو العروة الوثقى منها : ما رواه في غاية المرام عن الكليني عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي ـ عليه السلام ـ قال : قلت : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال : إنّ الله ضرب مثلا من حاد عن ولاية عليّ كمن يمشي مكبّا على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين (3).
ومنها : ما رواه في غاية المرام أيضا عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ في قوله تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) قال : طريق الإمامة فاتبعوه ولا تتبعوا السبل أي طرقا غيرها (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (4).
ومنها : ما رواه في غاية المرام أيضا عن أبي الحسن الفقيه محمّد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الاسناد عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول : معاشر الناس ، اعلموا أنّ لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الاكبر ، فقام إليه أبو سعيد الخدري ، فقال يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتّى نعرفه ، قال : هو عليّ بن أبي طالب سيد الوصيين ، وأمير المؤمنين ، وأخو رسول ربّ العالمين ، وخليفة الله على الناس أجمعين ، معاشر الناس ، من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقى ، الّتي لا انفصام لها ، فليتمسك بولاية عليّ بن أبي طالب ، فإنّ ولايته ولايتي وطاعته طاعتي ، معاشر الناس من احب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب.
معاشر الناس ، من سرّه ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية عليّ بن أبي طالب ، والأئمة من ذريتي ، فإنّهم خزّان علمي ، فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله ما عدّة الأئمة؟ قال : يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه ، عدّتهم عدّة الشهور ، وهو عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض ، وعدّتهم عدّة العيون الّتي انفجرت منه لموسى بن عمران ـ عليه السلام ـ حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، وعدّة نقباء بني إسرائيل ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) فالأئمة يا جابر ، اثنا عشر إماما أوّلهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم القائم صلوات الله عليهم (5).
وتشهد لذلك أيضا الروايات الدالّة على أن الأئمة ـ عليهم السلام ـ أركان الإيمان ، ولا يقبل الله جلّ جلاله الأعمال من العباد إلّا بولايتهم ، والروايات الدالّة على أن عليا باب مدينة العلم ، وباب مدينة الحكمة ، وباب مدينة الجنّة ، والروايات الدالّة على أنّ عليّا قسيم الجنة والنار ، ووليّ الحوض وساقيه ، ونحوها من طوائف الأخبار الّتي كانت مرويّة في جوامعنا وجوامع إخواننا العامّة بأسناد متواترة فراجع.
______________
(1) الاصول من الكافي : ج 1 ص 183.
(2) الاصول من الكافي : ج 1 ص 184.
(3) غاية المرام : المقصد الثاني ، الباب الثاني عشر ومائتان ، ص 435.
(4) غاية المرام : المقصد الثاني ، الباب الثاني عشر ومائتان ، ص 435.
(5) غاية المرام : المقصد الاول ، الباب الثامن والثلاثون ص 244 ح 2.
الاكثر قراءة في صفات الأئمة وفضائلهم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة