مرسوم منف أو حجر رشيد (النص المصري القديم)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج16 ص 47 ــ 54
2025-11-14
49
(1-1) التاريخ
في السنة التاسعة، الرابع من شهر قسندقس الذي يقابل شهر سكان مصر الثاني من فصل الشتاء، الثامن عشر منه في عهد جلالة «حور-رع» الفتى الذي ظهر بمثابة ملك على عرش والده، «ممثل» السيدتين، عظيم القوة، والذي ثبت الأرضين، ومن جمل مصر، ومن قلبه محسن نحو الآلهة «حور» المنتصر على «ست»، ومن يجعل الحياة خضرة للناس، وسيد أعياد «سد» مثل «بتاح تنن»، والملك مثل رع، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وارث الإلهين المحبين لوالدهما، المختار من «بتاح»، روح (كا) رع القوية، وصورة «آمون» الحية)، ابن رع (بطليموس معطي الحياة أبديًّا، محبوب بتاح)، الإله الظاهر سيد الطيبات ابن «بطليموس» «وأرسنوي» الإلهين المحبين لوالدهما — عندما كان كاهن الإسكندر، والإلهين المخلصين والإلهين الأخوين والإلهين المحسنين والإلهين المحبين لوالدهما والإله الظاهر سيد الطيبات المسمى «أيادوس» بن «أيادوس»، وعندما كانت «برات» ابنة «بيلينس» حاملة هدية النصر أمام «برنيكي» المحسنة، وعندما كانت «أريات» ابنة «دياجنس» حاملة السلة الذهبية أمام «أرسنوي» محبة أخيها، وعندما كانت هرنات ابنة «بطليموس» كاهنة «أرسنوي» التي تحب والدها.
(1-2) المقدمة
في هذا اليوم قرر المشرفون على المعابد، والكهنة خدام الآلهة، والكهنة السريون، والكهنة المطهرون الذين يدخلون في المكان المقدس «قدس الأقداس» ليلبسوا الآلهة ملابسهم، وكتبة كتب الآلهة ورفاق بيت الحياة، والكهنة الآخرون الذين أتوا من شِقَّيْ مصر نحو الجدار الأبيض «منف» لأجل أن يتسلم — في عيد ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين — «بطليموس العائش أبديًّا، محبوب بتاح» الإله الظاهر رب الطيبات، مملكة والده، وقد جمعوا أنفسهم في معبد ميزان الأرضين وأعلنوا:
(1-3) الملك بوصفه محسن للمعابد المصرية، وكذلك لجميع الناس، وبوجه خاص لجيشه أيضًا
ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وريث الإلهين اللذين يحبان والدهما، الذي اختاره «بتاح»، وروح (كا) رع قوية، وصورة «آمون» الحية»، ابن رع «بطليموس العائش أبديًّا، محبوب بتاح» الإله الظاهر، رب الطيبات، ابن ملك الوجه القبلي والوجه البحري «بطليموس» والأميرة سيدة الأرضين «أرسنوي»، والإلهين المحبين لوالدهما، الذي عمل كل الأشياء الطيبة والعظيمة (= العديدة) في أرض «حور» ولكل أولئك الذين كانوا فيها ولكل الناس الذين يُوجدون تحت حكمه الممتاز جميعًا — أنه كان إلهًا وابن إله وأوجدته في العالم آلهة، فهو مثل «حور» بن «إزيس» وابن «أوزير» وهو الذي يحمي والده «أوزير»، وكذلك كان جلالته قلبه محسنًا نحو الآلهة — وعلى ذلك أهدى كثيرًا من الفضة وكثيرًا من الحبوب لمعابد مصر، وأعطى كثيرًا من الأشياء الثمينة لأجل أن يهدئ مصر، ويجعل الشاطئين يمكثان، وأعطى مكافآت للجنود الذين يعملون تحت سيادته.
(1-4) تخفيف الضرائب والعفو عن المذنبين
كل الضرائب والجزية الخاصة بالأمراء … وهي التي كانت تثقل عاتق مصر؛ فإنه خفض بعضها والأخرى ألغاها كلها (؟)؛ وعلى ذلك فإن الجنود والناس في زمنه كانوا سعداء بحكمه، وكل المتأخرات التي كانت تثقل عاتق سكان مصر وكذلك (؟) كل الناس كانوا جميعًا تحت حكمه الممتاز؛ فإن جلالته قد نزل عنها بكثرة يخطئها العد، وقد أفرج عن السجناء الذين كانوا في السجن، وكذلك كل الناس … الذين.
(1-5) تثبيت الدخل القديم للمعابد والضرائب القديمة التي كان يدفعها الكهنة
وقد أمر جلالته بالآتي: أن ما يتعلق بقربان الآلهة، وكذلك الفضة والحبوب التي كانت تُعطى سنويًّا للمعبد، وكل أشياء الآلهة من كروم وأراضي بساتين، وكل شيء يخصهم كانوا يملكونه في عهد والده المبجل؛ يجب أن يُترك ملكًا لهم، وأمر كذلك أن يُنزل عن الضريبة التي كانت تؤخذ من يد الكهنة أكثر من الضرائب التي كانت تُدفع في عهد جلالة والده المبجل.
(1-6) الإعفاء من الرحلة السنوية إلى الإسكندرية ومن الخدمة البحرية، الإعفاء من توريد ثلثي الكتان الملكي
وكذلك أعفى جلالته كهنة الساعة للمعابد من الرحلة التي كانوا يقومون بها إلى جدار الإسكندرية سنويًّا، وكذلك أمر بألا يُجند البحارة.
ونزل جلالته عن 2 / 3 نسيج الكتان الملكي الذي كان يورد له من المعابد.
(1-7) إعادة السكينة الداخلية وضمان العفو الشامل
وكذلك أعاد جلالته استعمال كل الأشياء التي كانت منذ زمن طويل غير منظمة إلى نظامها الحسن، وقد كان مهتمًّا جدًّا بكل الأشياء التي كانت تُعمل عادة لمنفعة الآلهة، وكذلك عمل ما هو حق للناس مثل ما فعل الإله «تحوت» المزدوج العظمة.
وأمر كذلك (أن يترك بعد ذلك) … وعلى ذلك فإن ممتلكاته تبقى في حوزته.
(1-8) حماية البلاد من الأعداء الأجانب
وكذلك حمل هم إرسال مشاة وفرسان وسفن ضد أولئك الذين كانوا يأتون من المدن أو من البحر، ومنح فضة كثيرةً وغلالًا لأجل أن يهدأوا أراضي حور (= المعابد) ومصر.
(1-9) قهر الثائرين في «ليكوبوليس»
وقد زحف جلالته نحو … بوساطة الأعداء الذين كانوا في داخلها؛ لأنهم عملوا أضرارًا كثيرة في مصر، ولقد تعدوا الطريق التي كان يحبها جلالته، والتي هي تصميم الآلهة، وعلى ذلك فإنه سد كل القنوات التي تجري في هذه المدينة، ولم يعمل مثل ذلك بوساطة الملوك السابقين، وقد أعطى فضة كثيرة من أجل ذلك.
وعين جلالته مشاة فرسانًا على هذه الترع لحراستها وحمايتها — الباقي ترك — … عميقة جدًّا، وقد تغلب جلالته على هذه المدينة، وأخضع الأعداء الذين كانوا في داخلها، وقد أوقع فيهم مذبحة عظيمة (؟) كما فعل «رع» «وحور» بن «إزيس» مع عدوهما قبل ذلك في هذا المكان.
(1-10) معاقبة زعيم الثورة التي قامت على «بطليموس فيلوباتور»
تأمل، لقد جمع العدو الجنود، وكان على رأسهم، وتخبطوا في المقاطعات، وضربوا أرض «حور» (= المعابد) وتعدوا طرق جلالته وطرق والده المبجل، وقد أمر الآلهة أن يقهروا في «منف» في العيد، وهناك كذلك يتسلم مملكة والده، وقد قتلهم عندما طعنهم بالخشب (؟).
(1-11) الإعفاء من الجزية المتأخرة وضرائب المعابد
وأن ما يستحقه جلالته من المعابد حتى العام التاسع … فضة وغلال التي نزل عنها جلالته، وكذلك الكتان الملكي الذي يستحقه بيت الملك (= الخزانة) من المعابد والفرق الذي كان قد قرر فعلًا عما وردت حتى هذا الوقت، وقد نزل عن أرادب الحنطة التي كانت تؤخذ من أرورات الآلهة، وكذلك مكاييل النبيذ التي كانت تُجبى من الكروم.
(1-12) الاهتمام بالحيوان المقدس وعبادة الآلهة
ولقد عمل طيبات كثيرة للعجل «أبيس» والعجل «منيفيس» (من ور) وكل الحيوان الإلهي المقدس أكثر مما عمله الأجداد، واهتم قلبه بأحوالها في كل لحظة، وقدم كل شيء طُلب من أجل معيشتها بكثرة وبكرم، وأحضر (؟) كل ما يُطلب من أجل معابدها (؟) في ذلك العيد الكبير الذي يقدم فيه الإنسان القربان المحروق، والذي يقدم فيه قربان الشراب، وكل شيء اعْتِيدَ عمله، والأمجاد التي في المعابد وكل الأشياء العظيمة الخاصة بمصر فإن جلالته تركها تبقى على حالتها على حسب القانون، وقد منح فضة كثيرة وغلة وكل الأشياء لأجل بيت سكن «أبيس» الحي، وزينه جلالته بشغل ممتاز من جديد، وكان جميلًا جدًّا، وقد ترك «أبيس» الحي يشرق فيه، وقد أتم مقصورة المعبد ومائدة القربات من جديد للآلهة (…) عندما كان قلب جلالته نحو الآلهة محسنًا، وعلى ذلك اعتنى بالمعابد وجمالها، فجددها في زمنه الحاكم الأوحد، ومكافأة على ذلك أعطته الآلهة والإلهات القوة والسلطان والحياة والعافية والصحة وكل الأشياء الطيبة جميعها في حين كانت وظيفته الكبرى معه وأولاده أبديًّا.
(1-13) عزم الكهنة على تمجيد الملك وأجداده
بالحظ السعيد: لقد ذهب إلى قلب كهنة جميع معابد الوجه القبلي والوجه البحري لإكثار أمجاد ملك الوجه القبلي والوجه البحري (بطليموس العائش أبديًّا، محبوب بتاح) الإله الظاهر، رب الجمال الذي في آراضي «حور» (= المعابد)، وكذلك الخاصة بالإلهين المحبين لوالدهما الذين أوجداه، والإلهين المحسنين اللذين أوجدا ما عمله، والإلهين الأخوين الذين أوجدا ما فعله، والإلهين المخلصين والدي من أنجبه.
(1-14) إقامة مجموعة تماثيل للملك والآلهة المحليين في كل المعابد وتمجيدها
ويجب إقامة تمثال للملك «بطليموس» العائش أبديًّا والإله الظاهر الذي أعماله جميلة، ويدعى «بطليموس» حامي مصر، وترجمته «بطليموس» الذي يحمي مصر، وكذلك تمثال لإله المدينة (الإله المحلي) وأن يمنح سيف النصر الملكي في كلا الشاطئين (القطرين) في كل محراب مشهور في الردهة العامة للمعبد، من صناعة نحاتين مصريين، وعلى كهنة بيت الإله في كل معبد من الذين عُينوا بوجه خاص أن يتعبدوا لهذه التماثيل ثلاث مرات يوميًّا، وأن يضعوا أدوات المعبد أمامها، وأن تُعمل كل تعليمات موافقة لها كما يفعل ذلك لآلهة المقاطعات في عيد أول السنة وأيام الأعياد (و) الأيام الخاصة بها.
(1-15) إقامة تمثال من الخشب للملك في محراب من الذهب
وكذلك يجب عليهم أن يصنعوا تمثالًا مقدسًا لملك الوجه القبلي والوجه البحري «بطليموس»، الإله المشرق، رب الجمال، ابن ملك الوجه القبلي والوجه البحري «بطليموس» والأميرة سيدة الأرضين «أرسنوي»، والإلهين المحبين لوالدهما، ومعه محراب مقدس من السام (الذهب) ومرصع بكل الأحجار الكريمة في كل المعابد المعينة بوجه خاص، والتي توجد في المدن المحترمة، ومع محاريب آلهة المقاطعات، وعندما يُقام العيد الكبير وهو الذي يظهر فيه الإله في محرابه المحترم ويخرج من بيته؛ فعندئذ يجب أن يظهر المحراب المحترم لهذا الإله الظاهر «وهو فيه».
وعلى ذلك ينبغي أن يكون هذا المحراب من اليوم إلى أجل من السنين لا حد له معروفًا به.
ويجب أن توضع عشرة تيجان لجلالته، ويكون أمام كل واحد منها صل، كما هو المتبع في جمع صور التيجان، وتوضع على المحاريب بدلًا من الأصلال التي كانت قبل على المحاريب، وبذلك يكون التاج المزدوج في وسطها، في حين أن جلالته بذلك يكون مشرقًا في بيت «بتاح» بعد أن يكون قد عُمل له كل حفل لدخول الملك في بيت الإله، وعلى ذلك يتسلم وظيفته الكبرى. ويجب أن يُوضع على الجانب الأعلى للمربع (؟) الذي خارج هذا التاج وقبالة هذا التاج المزدوج نبات الوجه القبلي ونبات البردي للوجه البحري. هذا، ويجب أن يُوضع نسرٌ على سلة ونبات الوجه القبلي تحتها في الركن الأيمن من هذا المحراب، وكذلك يُوضع صل على سلة وتحته ساق بردي على جانبه الأيسر، ومعناه هو: أنه حامل التاج الذي أضاء الوجه القبلي والوجه البحري.
(1-16) إقامة العيد على شرف الملك
فلما كان اليوم الثلاثون من الشهر الرابع من فصل الصيف هو يوم ولادة الإله الطيب العائش أبديًّا، فإنه كان يُعقد بمثابة عيد وحفل في أراضي «حور» (= المعابد). وكان كذلك يُعقد في اليوم السابع عشر من الشهر الثاني من فصل الفيضان، وهو الذي كان يُعمل فيه حفل تتويج الملك عندما كان الملك يتسلمه من والده (أي التاج). تأمل، إن بداية جميع الأشياء العديدة الممتازة الخاصة بسكان الأرض هي ولادة الإله الطيب العائش أبديًّا، وتسلمه وظيفته الممتازة، ويحتفل بها في اليوم السابع عشر واليوم الثلاثين من كل شهر في كل معابد مصر، ويجب أن يُقدم فيهما قربات محروقة، وكذلك قربات سائلة، وكل شيء كان يُعمل كما ينبغي أن يُعمل في الأعياد في هذا العيد من كل شهر، وكل ما يُقدم في هذا العيد يجب أن يتناوله كل الناس الذين يقومون بخدماتهم في المعبد.
ويجب على الإنسان أن يقيم عيدًا وحفلًا في كل معابد مصر لملك الوجه القبلي والوجه البحري «بطليموس» العائش أبديًّا، محبوب بتاح، الإله الظاهر سيد الجمال، سنويًّا من اليوم الأول من الشهر الأول من فصل الفيضان مدة خمسة أيام عندما يكون على رأسهم إكليل، وموائد القربان يجب أن تُمد بسخاء بكل شيء كما يليق.
(1-17) اللقب الجديد لكهنة الملك
وكهنة الملك في كل معبد من المعابد التي ذكرت بوجهٍ خاص يجب أن يكونوا خدامًا للإله الظاهر سيد الجمال، ويذكرون خارج وظائف الكهنة، ويجب أن تُكتب (الألقاب في مرسومهم)، ويجب أن تُنقَش وظيفة كهنة الإله الظاهر سيد الجمال على الخاتم الذي في أيديهم.
(1-18) يجب كذلك على الأفراد العاديين أن يشتركوا في تمجيد الملك
تأمل، يجب على الناس الذين يريدون منح صورة من هذه المقصورة للإله الظاهر أن يقيموها ويحفلوها في بيوتهم، كما يجب عليهم أن ينظموا هذا العيد والحفل في كل شهر وفي كل سنة، وبذلك يُعلم أن سكان مصر قد مجدوا الإله الظاهر سيد الجمال، كما ذُكر أعلاه.
(1-19) نشر المرسوم
ويجب أن يُحفر هذا المرسوم على لوحة من الحجر الصلب بكتابة من كلم الإله، وبكتابة الرسائل، وبالكتابة الإغريقية، (ويجب على الإنسان) أن ينصبها في المكان المقدس (المحراب) في المعابد الخاصة المبينة من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، وذلك بجوار تمثال ملك الوجه القبلي والوجه البحري «بطليموس العائش أبديًّا، محبوب بتاح» الإله الظاهر سيد الجمال.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة