(2-1) التاريخ
(السنة التاسعة الشهر الرابع قسندقس) وهو بالشهر المصري الثامن عشر من الشهر الثاني من فصل الشتاء، في عهد الملك الشاب الذي ظهر ملكًا على عرش والده، سيد تاج الصل، ومن شهرته عظيمة، ومن ثبت مصر عندما حررها، ومن قلبه محسن نحو الآلهة، ومن يقف في وجه أعدائه، ومن يجعل حياة الناس حرة، والسيد الذي عيده السنوي مثل عيد «بتاح-تنن»، والملك مثل «فرع» (إله الشمس) ملك الوجه القبلي والوجه البحري، ابن الإلهين المحبين لوالدهما، ومن اختاره «بتاح»، ومن منحه «فرع» النصر، وصورة «فرع» الحية، «بطليموس» العائش أبديًّا محبوب «بتاح»، والإله الظاهر صاحب الطيبات الجميلة، ابن «بطليموس» و«أرسنوي» الإلهان المحبان لوالدهما، حينما كان كاهن الإسكندر والإلهين المخلصين و«الإلهين الأخوين» والإلهين المحسنين والإلهين المحبين لوالدهما، والملك «بطليموس» الظاهر صاحب الطيبات الجميلة، هو «أيادوس» بن «أيادوس»، وحينما كانت «برا» ابنة «بيلينس» Pilins حاملة هدية النصر أمام «برنيكي» المحسنة، وحينما كانت «أريا» ابنة «دياجنز» حاملة السلة الذهبية أمام «أرسنوي» محبة أخيها، وعندما كانت «هرانا» ابنة «بطليموس» كاهنة «أرسنوي» محبة والدها.
(2-2) مقدمة
قرار في هذا اليوم: أن الكهنة الإداريين، والكهنة خدمة الإله، والكهنة الذين يذهبون إلى قدس الأقداس (أي الذين لهم حق الدخول في قدس الأقداس) ويلبسون الآلهة، وكتبه أسفار الإله، وكتبة بيت الحياة، والكهنة الآخرين الذين أتوا من معابد مصر إلى «منف» في عيد الملك «بطليموس» العائش أبديًّا، ومحبوب «بتاح»، الإله المشرق صاحب الطيبات الجميلة، ومن تسلم وظيفة ملكه من يد والده، وهم الذين جمعوا أنفسهم في بيت الإله في «منف» وقالوا:
(2-3) الملك بوصفه محسنًا للمعابد المصرية، وكذلك لجميع الناس، وبوجه خاص لجيشه أيضًا
حدث أن الملك «بطليموس» العائش أبديًّا، والإله الظاهر صاحب الطيبات الجميلة (ابن) الملك «بطليموس» والملكة «أرسنوي» الإلهين المحبين لوالدهما؛ كان من واجباته أن يفعل طيبات كثيرة لمعابد مصر ولكل أولئك الذين تحت حكمه، وذلك عندما أصبح إلهًا وابن إله وابن إلاهة؛ لأنه كان مثل الإله حور بن «إزيس» «وأوزير»، الذي حمى والده «أوزير»، ولأن قلبه كان ممتازًا نحو الآلهة «ومن ثم» أعطى نقودًا كثيرة وغلة كثيرة لمعابد مصر، وأنفق مصاريف كثيرة ليوجد الطمأنينة في مصر ثانية، وليجعل المعابد تصبح في نظام ثانية، وكذلك منح الأعطية لكل الجيش الذي كان تحت إمرته.
(2-4) تخفيف عبء الضرائب، والعفو عن المذنبين
فالضرائب والجزية التي كانت موجودة في مصر قد خُفف جزء منها، وجزء آخر أُعفي كلية؛ وذلك ليجعل الجيش وكل الناس الآخرين يصبحون في حالة حسنة، أما الأفراد المصريون الذين كانوا مدينين للملك، وكذلك أولئك الذين تحت حكمه؛ فقد نزل لهم عن باقي المبالغ التي كانت مستحقة عليهم، وكانت كثيرة.
(2-5) تثبيت دخل المعابد القديم والضرائب القديمة
وفيما يخص أملاك قربان الآلهة والفضة والغلال التي كانت في يد الكهنة سنويًّا، وهي التي كانت تُعطى للمعابد، وكذلك فيما يخص الجزء الذي يأتي إليها من الكروم والحدائق، وكل الأشياء الأخرى التي كانوا يملكونها في عهد والده فإنها تبقى ملكًا لهم، وكذلك أمر فيما يخص الكهنة ألا يدفعوا ضريبة الكهانة أكثر مما كانوا يدفعونه حتى السنة الأولى من حكم والده.
(2-6) الإعفاء من الرحلة السنوية إلى الإسكندرية، ومن الخدمة البحرية. والإعفاء من توريد الكتان الملكي
أعفى الأفراد الذين كانوا يشغلون وظائف في المعبد من الرحلة التي كانوا يقومون بها سنويًّا إلى بيت الإسكندرية، وأمر بألا يسخر بحارة، ونزل عن 2 / 3 الكتان الملكي الذي كان يورد لبيت الملك من المعابد.
(2-7) إعادة السكينة في داخل البلاد وضمان عفو شامل
وكل الأشياء التي كانت قد أهملت منذ زمن طويل قد وُضعت في موضعها الصحيح؛ وذلك عندما كان يوجه كل اهتمام بأن يؤدي الإنسان ما كان معتادًا أداؤه للآلهة بطريقة صحيحة، وكذلك جعل للإنسان حق العدالة كما فعل «تحوت» المزدوج العظمة، وكذلك أمر فيما يخص العائدين إلى بلادهم من الجنود المحاربين، وفيما يخص سائر أولئك الذين ضلوا السبيل خلال الاضطرابات التي كانت في مصر؛ أن يعودوا إلى أماكنهم ثانية، وأن تبقى أملاكهم ملكًا لهم.
(2-8) حماية البلاد من الأعداء الأجانب
ولقد صرف كل عناية في الحال ليجعل جنود المشاة والفرسان والسفن تصد كل من يأتي عن طريق البر والبحر لشن حرب على مصر، وقد أنفق من أجل ذلك مصاريف باهظة من الفضة والغلال، وبذلك جعل المعابد والناس الذين في مصر يصبحون في طمأنينة.
(2-9) قهر الثائرين في ليكوبوليس
وقد زحف على مدينة «شكان» التي كانت محصنة بكل الأعمال (الممكنة)؛ لأنه كان يوجد بداخلها أسلحة كثيرة وكل معدات الحرب. وقد أحاط العدو الذي كان في المدينة المذكورة بالجدران والسدود من جوانبها الخارجية، وهؤلاء كانوا قد ارتكبوا أوزارًا كثيرة بالنسبة لمصر؛ وذلك لأنهم لم يعملوا على حسب أمر الملك أو أمر الآلهة.
وقد سد (الملك) القناة التي تحمل المياه للمدينة المذكورة، ولم يكن في استطاعة الملوك السالفين أن يأتوا بمثل ما فعل، وقد أنفق نقودًا كثيرة على ذلك، وأمر المشاة والفرسان أن يحرسوا القناة المذكورة، وأن يتنبهوا لفيضان المياه (النيل) التي كانت مرتفعة في السنة الثامنة؛ وذلك لأن القناة المذكورة التي كانت تجري لري حقول كثيرة جدًّا كانت منخفضة عنها، وقد استولى الملك على المدينة المذكورة بالقوة في زمن قصير، وقد حاصر الأعداء الذين كانوا في الداخل وسلمهم للمقصلة (؟) مثل ما فعل «رع» و«حور» بن «إزيس» مع أولئك الذين قاموا في وجههما من الأعداء قبل ذلك في المكان المذكور.
(2-10) معاقبة زعماء الثورة الذين قاموا على «بطليموس الخامس»
أما الأعداء الذين جمعوا الجنود وقادوهم ليشيعوا في المقاطعة الفوضى، وخربوا المعابد، وكذلك الذين اعترضوا طريق الملك ووالده؛ فإن الآلهة جعلتهم في قبضته في «منف»، وذلك في عيد تسلمه وظيفة ملك والده، وقد جعلهم يُضربون بالخشب (؟).
(2-11) الإعفاء من الجزية المتأخرة وضريبة المعابد
وقد نزل الملك عما كان مستحقًّا له من ضريبة المعابد حتى السنة التاسعة (من حكمه) من مبالغ، وكان ذلك يبلغ مقدارًا عظيمًا من الفضة والغلال، وكذلك نزل عن قيمة النسيج الملكي الذي كان دينًا على المعابد لبيت مال الملك، وكذلك التكملة لقطع النسيج التي لم تُورد، وهي التي كانت تُحسب فعلًا حتى الوقت الذي أعلن فيه ذلك، وأمر كذلك برفع أرادب القمح التي كانت تُجْبَى على كل أرورا من الأراضي الخاصة بالقُرُبات، وكذلك برفع كراميون من النبيذ عن كل أرورا من أرض الكروم الخاصة بملكية قربات الآلهة، وأن يبتعد عن ذلك.
(2-12) الاهتمام بالحيوان المقدس وعبادة الآلهة التي كوفئ من أجلها الملك
وأدى أعمالًا طيبة كثيرة للعجل أبيس والعجل منيفيس (من ور) وكل الحيوانات المصرية المقدسة أكثر مما عمله سابقوه، وكان قلبه في كل وقت مهتمًّا بأحوالها.
وقدم كل ما يلزم لدفنها بسخاء واحترام، وأحضر ما تحتاج إليه معابدها في الأعياد الكبيرة حيث تُقدم أمامها القرابين المحروقة والقربات السائلة وسائر ما هو لازم لها، أما المكرمات الواجبة للمعابد والمكرمات الأخرى الخاصة بمصر؛ فإنه جعلها تبقى كما هي على حسب القانون.
ومنح ذهبًا وفضة وغلالًا كثيرة وأشياء عدة أخرى لمقر العجل أبيس، وأمر بإقامة العمل من جديد بما جعله عملًا غاية في الجمال.
وأمر بإقامة معابد ومقاصير وموائد قربان من جديد للآلهة، وأمر بإقامة أخرى كما كانت عليه من قبل، في حين أن جعل قلبه نحو الآلهة بمثابة إله محسن، وسأل عن أمجاد المعابد بأن تُجدد في زمن حكمه على حسب ما يليق بها.
ولذلك فإن الآلهة منحوه النصر والشجاعة والقوة والعافية والصحة، وكل الأشياء الأخرى الطيبة، في حين أن يبقى سلطانه ثابتًا له ولأولاده أبد الآبدين.
(2-13) قرار الكهنة بتمجيد الملك وأجداده
مع الحظ السعيد: لقد دخل في قلب الكهنة أن يزيدوا — في المعابد — الأمجاد الخاصة ﺑ «بطليموس» العائش أبديًّا الإله الظاهر صاحب الأعمال الطيبة في المعابد التي عملها الإلهان اللذان يحبان والدهما، وهما اللذان أنجباه، والتي عملها الإلهان المحسنان اللذان أوجدا ما وُجد له، والتي عملها الإلهان الأخوان اللذان أوجدا ما أوجدا له، والتي عملها الإلهان المخلصان وآباء آبائهما.
(2-14) إقامة مجموعة من تماثيل للملك وللآلهة المحليين في كل المعابد وتمجيدها
ويجب أن يقام تمثال للملك «بطليموس» العائش أبديًّا، الإله الظاهر، صاحب الأعمال الطيبة، وهو الذي يُسمى «بطليموس» حامي مصر، ومعنى ذلك: «بطليموس» الذي يحمي مصر، مع تمثال إله المدينة، وفي يده سيف النصر في المعبد، وكذلك في كل معبد في الموضع البارز منه، على أن يُعمل على حسب الطراز المصري، وعلى الكهنة أن يقوموا للتماثيل بصلوات ثلاث يوميًّا في كل معبد، ويجب أن تُوضع أمامها أدوات المعبد، وأن يقوموا لها بأداء الأشياء الأخرى كما يجب، وكما كانت تُعمل للآلهة الأخرى في الأعياد والمواكب في الأيام المذكورة.
(2-15) إقامة تمثال من الخشب للملك في داخل محراب من الذهب
وكذلك يجب أن يظهر تمثال للملك «بطليموس» الإله الظاهر صاحب الأعمال الطيبة ابن «بطليموس» والملكة «أرسنوي» وكذلك للإلهين اللذين يحبان والدهما في مقصورة من الذهب، وكذلك في كل معبد، ويجب أن يُوضع في قدس الأقداس مع المقاصير الأخرى المصنوعة من الذهب، وعندما تقام الأعياد الكبيرة التي يظهر فيها الآلهة يجب أن تظهر فيها مقصورة الإله الظاهر صاحب الأعمال الطيبة، ولأجل أن تعرف المقصورة الآن وفي المستقبل يجب أن يوضع عليها عشرة تيجان من الذهب الخاصة بالملك، يُثَبَّتُ عليها صل كما هي الحال في التيجان التي على هيئة صل في مقاصير أخرى، ولكن يُوضع في وسطها التاج المسمى «سخمتي» (= التاج المزدوج) وهو الذي يلبسه الملك عندما يظهر في معبد «منف» عندما كان يقوم بما يجب أن يعمله عند تسلم مقاليد الحكم، وسيوضع على السطح المربع حول التيجان بجانب التاج الذهبي المذكور بردية وبشنينة، كما ينبغي وضع نسر على سلة، وتحته على اليمين بشنينة في الغرب (أي على اليمين) في الركن على المقصورة الذهبية، ويجب أن توضع سلة على بردية في الشرق (على اليسار) ومعنى ذلك: الملك الذي جعل الوجهين القبلي والبحري مضيئين.
(2-16) إقامة عيد على شرف الملك
واتفق أن اليوم الثلاثين من الشهر الرابع من فصل الصيف هو الذي وُلد فيه الملك، واحتُفِلَ فيه كذلك بولادته، ويعتبر عيدًا، يُحفل به دائمًا في المعابد، وكذلك كانت الحال في اليوم السابع عشر من الشهر الثاني من فصل الفيضان، وهو الذي كان يُقام فيه الحفل بتسلم وظيفة الإمارة، وكان فعلًا بداية الشيء الطيب الذي يشترك فيه الناس. أي: يوم ولادة الملك ويوم تسلمه الملك، وعلى ذلك يكون هذان اليومان — أي يوم 17 ويوم 30 من كل شهر — هما باستمرار عيدين في كل معابد مصر، ويجب أن تُقدم فيهما القربات المحروقة والقربات السائلة، كما هو متبع في الأعياد الأخرى في كل من العيدين شهريًّا، وما يقدم قربات يجب أن يكون قاصرًا على الذين يخدمون في المعبد.
ويجب أن يُحفل بعيد وبوليمة في المعابد في مصر قاطبة للملك «بطليموس» العائش أبديًّا الإله الظاهر صاحب الأعمال الطيبة على التوالي سنويًّا في اليوم الأول من الشهر الأول من فصل الفيضان لمدة خمسة أيام يُتوج في خلالها بالأكاليل، وتُقدم له القربات المحروقة والقربات السائلة والأشياء الأخرى اللائقة.
(2-17) لقب جديد لكهنة الملك
وكهنة المعابد المميزون خاصة في كل معبد وهم الذين يجب أن يكونوا خدامًا للإله الظاهر صاحب الطيبات الحسنة؛ تُقيد أسماؤهم بعد أسماء الكهنة الآخرين، ويجب أن يُكتب لقبهم في كل الوثائق الرسمية، ويجب أن تُحفر وظيفة كاهن الإله الظاهر صاحب الطيبات الحسنة على أختامهم.
(2-18) يجب كذلك على الأفراد العاديين أن يعلنوا الأمجاد المذكورة أعلاه
وينبغي السماح كذلك للأفراد العاديين لمن أراد منهم أن يظهر صورة المحراب الذهبي المذكور أعلاه للإله الظاهر صاحب الطيبات الحسنة؛ فيجعلونها توضع في بيوتهم، وكذلك ينبغي لهم أن يقيموا الأعياد والولائم التي وُصفت أعلاه (في كل شهر) وفي كل سنة، وبذلك يمجدون — أهل مصر — الإله الظاهر صاحب الطيبات الحسنة كما هو المتبع عمله.
(2-19) نشر المرسوم
وينبغي أن يُنقش هذا المرسوم على لوحة من الحجر الصلب بالخط الهيروغليفي، وبكتابة الرسائل (الديموطيقي)، وبالخط الأيوني في المعابد التي من الدرجات الأولى والثانية والثالثة بجوار تمثال الإله الملك العائش أبديًّا (1).
..................................................
- راجع: Spieglberg. Der Demotischc Text der Priesterdekrete Von Kanopus und Memphis (Rosettana, p. 77 ff; Bevan Hist. p. 263–268).
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة