مفهوم الدعاية
المؤلف:
الدكتور بطرس خالد
المصدر:
الإعلام والحرب النفسية
الجزء والصفحة:
ص 89- 90
2025-12-01
62
مفهوم الدعاية:
الدعاية هي عملية الإثارة النفسية، ويقصد بها الوصول إلى تلاعب معين في المنطق هدفه خلق استجابة ما كان يمكن أن تحدث لو لم تحدث هذه الإثارة العاطفية.
والدعاية بهذا المعنى لا تفترض سوى التلاعب بالمنطق وهي تتجه إلى الصديق وغير الصديق. تعد الدعاية من الأساليب الإعلامية التي تدار بها منظومة العالم في تحديد شكل العلاقات الدولية وفق قانون سياسة السيطرة والإرهاب التي تنتهجها دول العالم، وقد ساهم التطور التكنولوجي في زيادة تأثير الدعاية في الجماهير، فأصبحت الدول ثبت وترسل أفكارها بغرض إحداث التأثير والسيطرة على الاتجاهات، موظفةً في ذلك النظريات الحديثة في علم النفس والاجتماع والإعلام، والتي تمكن من تعميق التأثير على الجماهير. وقد تعددت تعاريف الدعاية، وأصبح مفهومها مثار جدل وخلاف بين الباحثين، وذلك لأن الدعاية اصطلاحاً أو مفهوماً ارتبط بمعان ودلالات سلبية، وبالتالي فإن تعريفها بشكل موسع قد يُدخِل الشخص في جدل واسع النقاش.
ونستعرض فيما يلي عدداً من التعاريف التي قدمت للدعاية والتي تمثل العديد من وجهات النظر.
1. الدعاية هي: "مجموعة من الطرق يتم استخدامها بواسطة مجموعة تبغي أن تحقق مشاركة إيجابية نشطة أو سلبية في أعمالها على مجموعة كبيرة من الأفراد المتشابهين من الناحية النفسية وذلك عن طريق مراوغات نفسية تتم في نطاق تنظيمي".
2. الدعاية هي: "التعبير عن الآراء أو الأفعال التي يقوم بها الأفراد أو الجماعات، عمدا على أساس أنها ستؤثر في آراء أو في أفعال أفراد آخرين أو جماعات أخرى لتحقيق أهدافاً محددة مسبقاً وذلك من خلال مراوغات نفسية".
3 الدعاية هي: "محاولة التأثير على الشخصية والتحكم في سلوك الأفراد، بالإشارة إلى الأهداف التي تعتبر غير علمية أو أن قيمتها في المجتمع العلمي مشكوك فيها في فترة محددة".
4. الدعاية هي: "وسيلة فنية للضغط الاجتماعي، تميل إلى تكوين مجموعات نفسية أو اجتماعية، لها بناء موحد أو متشابه، قائم في الحالات المؤثرة والذهنية للأفراد محل الاعتبار".
5. الدعاية هي: "نشر الآراء ووجهات النظر تؤثر على الأفكار والسلوك كلاهما معا".
6. الدعاية هي: "الاحتيال عن طريق الرموز".
7. الدعاية هي: "الاستعمال المقصود لأي وسيلة من وسائل البث والنشر والغرض منها التأثير على العقول والمشاعر والأعمال لمجموعة معينة ولغرض معين".
وفي تعريف شامل للدعاية نجد أنها نشاط اتصالي يهدف إلى نشر الأفكار والعقائد والمواقف السياسية على أوسع نطاق، بهدف إيصالها إلى أكبر عدد ممكن، ويستخدم الدعاة أفضل وسائل الاتصال وأكثرها تأثيراً في الناس، ومن عوامل قوة الدعاية عامل خفة الروح والدعابة والنكتة، فمن المعروف أن الدعابة وخفة الروح في الدعاية لها أهمية كبرى فإذا لم يكن الداعية نفسه خفيف الظل وله تأثير روحي على الرأي العام في دعايته لا بد أن يفشل، وهذا العمل الخاص بالداعية وشخصيته وخفة روحه هام جدا، بل هو عامل سيكولوجي في الداعية لا يمكن أن يكتسبه من فراغ.
إن عملية الدعاية تلعب دوراً كبيراً في التأثير على سلوك الفرد والجماعة باستخدام وسائل الإعلام، فهي تستهدف عقول الناس في محاولة منها للتغيير والسيطرة على سلوك الأفراد، حتى أنها يمكن أن تساهم في زيادة الوعي لدى الفرد وتجعله يكون اتجاهات سليمة وتعديل ما يحتاج إلى تعديل وذلك بطرق علمية مدروسة قائمة على أسس علم النفس وعلم النفس الاجتماعي.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة