التسليم لله تعالى احسن التدين
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص103-105
2025-12-03
26
التسليم لله تعالى احسن التدين
قال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء : 125].
في البداية نقول قد مر بنا سالفا معنى الحنفية.
أما السبب الذي من أجله أصبح إبراهيم عليه السّلام خليلا للّه ، فهناك أسباب عديدة وردت عن طريق أهل البيت عليهم السّلام في رواياتهم نذكر منها ما ورد عن الإمام أبي محمّد العسكريّ عليه السّلام ، قال : « قال الصادق عليه السّلام : لقد حدثني أبي الباقر ، عن جدّي عليّ بن الحسين زين العابدين ، عن أبيه الحسين بن علي سيّد الشهداء ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليهم أجمعين ) ، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقد قال رجل من النصارى : يا محمّد ، أو لستم تقولون : إنّ إبراهيم خليل اللّه ، فإذا قلتم ذلك فلم منعتمونا أن نقول : إنّ عيسى ابن اللّه ؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّهما لم يشتبها ، لأنّ قولنا : إنّ إبراهيم خليل اللّه ، فإنّما هو مشتق من الخلّة والخلّة ، فأمّا الخلّة فمعناها الفقر والفاقة ، فقد كان خليلا وإلى ربّه فقيرا ، وإليه منقطعا ، وعن غيره متعفّفا معرضا مستغنيا ، وذلك لمّا أريد قذفه في النار فرمي به في المنجنيق ، بعث اللّه تعالى إليه جبرائيل ، وقال له : أدرك عبدي. فجاءه فلقيه في الهواء ، فقال له : كلّفني ما بدا لك ، فقد بعثني اللّه تعالى لنصرتك. فقال : بل حسبي اللّه ونعم الوكيل ، إنّي لا أسأل غيره ، ولا حاجة لي إلّا إليه ، فسمّاه خليله ، أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمّن سواه.
وإذا جعل معنى ذلك من الخلّة ، فهو أنّه قد تخلّل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره ، كان معناه العالم به وبأموره ، ولا يوجب ذلك تشبيه اللّه بخلقه ، ألا ترون أنّه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله ، وإذا لم يعلم أموره لم يكن خليله. وإنّ من يلده الرجل ، وإن أهانه وأقصاه ، لم يخرج عن أن يكون ولده لأنّ معنى الولادة قائم » « 1 ».
وقال الصادق عليه السّلام : - لقب خليل اللّه - : « لكثرة سجوده على الأرض » « 2 ».
وقال الإمام الصادق عليه السّلام أيضا - : « اتخذ اللّه عزّ وجلّ إبراهيم خليلا ، لأنّه لم يردّ أحدا ، ولم يسأل أحدا غير اللّه عزّ وجلّ » « 3 ».
أقول : وهناك روايات أخرى لا مجال لذكرها ، وجميعها صحيحة...
_________________
( 1 ) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : ص 533 / 323.
( 2 ) علل الشرائع : ص 34 ، ح 1.
( 3 ) علل الشرائع : ص 34 ، ح 2.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة