بيان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في وصف الشيعة
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج3/ص92-94
2025-12-01
65
جاء كذلك في أمالي الشيخ الطوسيّ، عن نوف البكالي أنَّه قالَ: قَالَ لِي عَلِيّ عليه السّلام: «يا نَوفُ؛ خُلِقْنَا مِن طِينَةٍ طَيِّبَةٍ وخُلِقَ شِيعَتُنَا مِن طِينَتِنا فَإذَا كَانَ يَومُ القِيامَةِ الْحِقُوا بِنَا»، قالَ نُوفٌ فَقُلْتُ: صِف لِي شيعَتَكَ يَا أمِيرَ المؤمِنِينَ؛ فَبَكَى لِذِكْري شيِعَتِه، وقَالَ: «يَا نَوْفُ، شِيعَتِي واللهِ، الْحُكَمَاءُ الْعُلَماءُ بِاللهِ ودينِهِ الْعَامِلُونَ بِطَاعَتِهِ وأوامِرِهِ» (الحديث).
يقول أبو نعيم الأصفهانيّ في «حلية الأولياء» ج 1، ص 86: حَدَّثنا أحَمدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمَّد: عن ... مُجاهِدٍ قالَ: شِيعَةُ عَلِيّ الْحُكَمَاءُ الْعُلَمَاءُ الذُّبُلُ الشِّفَاهُ، الأخيارُ الَّذِينَ يُعْرَفُونَ بِالرَّهبَانِيَّةِ مِنْ أثَرِ الْعِبَادَةِ. ويقول أيضاً: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرُو بنِ سلم، عن ... عن عَلِيّ بنِ الْحُسَيْنِ قالَ: «شِيعَتُنَا الذُّبُلُ الشِّفَاهُ، والإمَامُ مِنَّا مَن دَعَا إلى اللهِ».
وجاء عن كتاب «الفضائل» لابن شاذان وكتاب «الروضة» في الفضائل عن عبد الله بن أبي أوفى، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنَّه قال: «لمّا خلق الله إبراهيم الخليل عليه السلام كشف الله عن بصره، فنظر إلى جانب العرش، فرأى نوراً، فقال: إلهي وسيّدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم؛ هذا محمّد صفيّي. فقال: إلهي وسيّدي أرى إلى جانبه نوراً آخر. فقال يا إبراهيم، هذا عليّ ناصر ديني. فقال: إلهي وسيّدي أرى إلى جانبهما نوراً ثالثاً. قال: يا ابراهيم؛ هذه فاطمة تلي أباها وبعلها فطمت محبّيها من النار. قال: إلهي وسيّدي أرى نورين يليان الثلاثة الأنوار. قال: يا إبراهيم؛ هذان الحسن والحسين يليان أباهما وجدّهما وامّهما. فقال: إلهي وسيّدي أرى تسعة أنوار أحدقوا بالخمسة الأنوار. قال: يا إبراهيم؛ هؤلاء الأئمّة من ولدهم.
فقال: إلهي وسيّدي؛ فبمن يعرَّفون؟ قال: يا إبراهيم، أوّلهم عليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ ومحمّد بن الحسن، القائم المهديّ.
قال: إلهي وسيّدي أرى عدّة أنوار حولهم لا يحصى عدّتهم إلّا أنت. قال: يا إبراهيم، هؤلاء شيعتهم ومحبّوهم. قال: إلهي وبما يعرفون شيعتهم ومحبّوهم؟ قال: بصلاة الإحدى والخمسين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والقنوت قبل الركوع، وسجدة الشكر، والتختّم باليمين قال إبراهيم: اللهمَ اجعلني من شيعتهم ومحبّيهم. قال: قد جعلتك، فأنزل الله فيه: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ، إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[1].
قال المرحوم المحدّث القميّ: نقل شيخنا هذه الرواية في «المستدرك» عن كتاب «الغيبة» للفضل بن شاذان، وقال في آخرها: قال المفضّل بن عمر: «إنَّ إبراهيم عليه السلام لمّا أحسّ بالموت، روى هذا الخبر، وسجد، فقبض في سجدته»[2].
ونقل في كتاب «الكافي» بسلسلة سنده المتّصل عن أبي يحيى كوكب الدم، عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنَّه قالَ: «إنَّ حَوارِيّي عيسى كانُوا شِيعَتَهُ، وإنَّ شِيعَتَنا حَوارِيُّونَا. ومَا كَانَ حَواريّ عيسى بَأطْوَعَ لَهُ مِنْ حَواريِّنا لَنا. وإنَّما قَالَ عيسى لِلْحَواريِّينَ: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ؟ قالَ الْحَوارِيُّونَ: نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ}، فَلَا واللهِ، مَا نَصَرُوهُ مِنَ اليهُودِ ولَا قَاتَلُوهُمْ دُونَهُ، وشِيعَتُنَا- واللهِ- لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ قَبَضَ اللهُ عَزَّ ذِكْرُهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ يَنْصُرُونَنَا ويُقَاتِلُونَ دُونَنَا ويُحَرَّقُونَ ويُعَذَّبُونَ ويُشَرَّدُونَ في البُلْدانِ، جَزاهُمُ اللهُ عَنَّا خَيْراً»[3].
[1] «بحار الأنوار» ج 9، ص 124. الآيتان 83 و84، من السورة 37: الصافات.
[2] «سفينة البحار» ج 1، ص 732، مادّة «شيع».
[3] «بحار الأنوار» ج 5، ص 398.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة