دور الإذاعة والتلفزيون في التصدي للشائعات
المؤلف:
الدكتور بطرس خالد
المصدر:
الإعلام والحرب النفسية
الجزء والصفحة:
ص 144- 145
2025-12-04
45
دور الإذاعة والتلفزيون في التصدي للشائعات:
رغم أن الصحافة وسيلة إعلام فعالة إلى درجة أنها تعتبر وسيلة رئيسية لدى المجتمعات الحديثة، إلا أنها في بعض المجتمعات النامية والمتخلفة تترك مكانها لوسائل إعلامية تقنية حديثة أيضاً هي الإذاعة والتلفزيون وغيرهما، وسبب ذلك عائد إلى أن الصحافة تفترض وجود مستوى ثقافي معين لدى جمهور القراء، أما الإذاعة والتلفزيون فوسائل سمعية وبصرية بإمكانها التوجه إلى جمهور واسع ليس مهماً إذا كان يعرف القراءة والكتابة أم لا، هذا إلى جانب أنهما وسيلتان جذابتان لأنهما وسيلتا ترفيه.
ومن هنا فإن دور الإذاعة والتلفزيون كبير وهام في القضاء على الشائعة إذا وضعنا في الاعتبار مساحة انتشارهما الواسعة وديناميكية الاستفادة منهما على مدار ساعات البث، فيمكن في حال انتشار شائعة ما تتناول شخصية ما في المجتمع مثلاً أو حدوث كارثة في بلدة ما أو أي حدث مهم قطع الإرسال وظهور الشخصية محور الشائعة على الشاشة مباشرة أو سماع صوته عبر أثير الإذاعة في الوقت نفسه ويكون هذا قطعاً لدابر الشائعة وقبراً لها في مهدها.
كما يمكن استضافة شخصيات متخصصة على الهواء مباشرة تتناول بالشرح والعرض والتحليل الشائعة المطلوب نفيها للناس أو إجراء مقابلات حية من موقع الشائعة تدحض كل ما أثير حولها وتوضح الحقيقة.
إن ميزة الإذاعة والتلفزيون، أنهما يتماشيان مع عصر السرعة، فالإعلام اليوم إعلام عصر السرعة المذهلة الذي يغطي الأحداث أثناء وقوعها، وينطبق ذلك على النقل الحي لمباريات كرة القدم والمنافسات الرياضية بشكل عام، وعلى المؤتمرات الصحافية وعلى البرامج التي تبث على الهواء ويشارك فيها أناس من خارج الاستوديو بل ومن قارات أخرى بعيدة.
وإذا أدركنا أن الإذاعة والتلفزيون يصلان إلى الجماهير العريضة إلى درجة القول بأنهما يعملان على مستوى الكوكب الأرضي حيث أصبحت الكرة الأرضية القرية الإلكترونية، وإذا أدركنا أننا في عصر السرعة فإن عامل السرعة نفسه حاسم وهام في القضاء على الشائعة، ذلك لأن الإسراع في الرد على الشائعة هام جداً في نفيها، ولأن التباطؤ في نفي الشائعة قد يعني إثباتها أو إتاحة المجال الزمني لها كي تمتد وتنتشر، وبالتالي يمتد ضررها وتأثيرها السالب.
إن الاستفادة من التطور التقني في الإعلام وسرعته عامل حاسم في القضاء على الشائعة، وذلك بانتهاز الفرصة العاجلة للرد الحاسم والسريع عليها، وتأكيد الحقيقة وإبانة الواقع الفعلي للحدث، فالعصر عصر السرعة والإعلام سلاح ذلك العصر، أداة ذلك السلاح وطلقته التي توجه إلى الهدف، والسرعة هي لذلك فإن دور الإعلام وسرعة تفاعله وتغطيته للإحداث خاصة الإذاعة والتلفزيون دور كبير وذو تأثير فعال في القضاء على الشائعة.
ولا يقف دور وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون وغيرها من وسائل مقروءة أو مطبوعة أو مسموعة أو مرئية عند حدود النفي السريع للشائعة، وإيراد البرهان على خطئها وتفنيدها وإثبات عدم وجودها بالصورة والصوت والكلمة فقط، وإنما هناك دور وقائي لهذه الأجهزة، ودائماً الوقاية خير من العلاج.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة