تدل النقوش التي خلفها «بطليموس السادس» على جدران معبد «إدفو» على أنه أسهم بقسط وافر في نقوشها، وفي رفع شأن كهنة هذا المعبد بإغداق الهبات الكثيرة عليهم.
قاعة العمد الخارجية
الواجهة: (56): يُشَاهَد هنا الإله «تحوت» يكتب أمام الإلهين «بتاح» و«حور» وقد نُقش بجواره ستة أعمدة من النقوش الهيروغليفية باسم الملك «بطليموس السادس» (1).
المدخل: (102) و(103): نُقِشَ على سمكي الباب لمدخل قاعة العمد متن مؤلف من ستة أسطر باسم الملك «بطليموس السادس».
الحجرات التي حول قاعة العمد الداخلية
حجرة النيل: (125) المدخل من قاعة العمد الداخلية: يُشَاهَد على العتب الخارجي لهذه الحجرات طغراءات «بطليموس السادس» والملكة «كليوباترا الثانية»، كما يُشَاهَد على قائمتي الباب نفس الملك يصحبه «حور» و«حتحور»؛ وعلى سمك الباب يُشَاهَد الملك يتقبل رمز الحياة من الإله «حور»، وعلى القاعدة يُشَاهَد «بطليموس» و«كليوباترا» الثانية أمام «حور» و«إزيس».
(126) المدخل من الدهليز: يُشَاهَد هنا «بطليموس السادس» يقدم الماء للإله «حور»، وكذلك يُشَاهَد على القاعدة وعلى سمك الباب «بطليموس» و«كليوباترا الثانية» يتبعهما آلهة نيل.
المعمل (الحجرة رقم 2): (134) المدخل (a) و(b): يُشَاهَد على العتب الخارجي «بطليموس» تتبعه «كليوباترا الثانية» وهو يقدم تماثيل صغيرة … إلخ لثالوث «إدفو».
(135): يُشَاهَد هنا في الصف الأعلى «بطليموس السادس» يقدم عطورًا للإله «أوزير» ولإلهتين؛ وفي الصف الثاني نقرأ وصفة طبية، ويُشَاهَد الملك يقدم عطورًا ﻟ «حور».
(136): في الصف الأعلى متن نقرأ فيه وصفة طبية، ويُشَاهَد الملك وهو يقدم آنيتين للإله «مين» وللإلهة «إزيس»، وفي الصف الثاني يُرى الملك يتبعه «شزمو» (إله النبيذ) بالعطور، ويقدم قربانًا أمام «حور» و«حتحور»، وفي الصف الثالث متن وصفة طبية، ويُرى الملك تتبعه «نبت نترو» (سيدة الآلهة؟ اسم إلهة) ومعه عطور، ويقدم قربانًا أمام «حتحور».
(137): يُرَى «بطليموس السادس» في الصف الأعلى يطلق البخور أمام «حور» و«حتحور»، وفي الصف الثاني متن وصفة طبية، ويُشَاهَد الملك يقدم زيتًا للإله «حور»، وفي الصف الثالث نشاهد منظرين يقدم فيهما الملك للإلهين «حور» و«حتحور».
(138): نقرأ في الصف الأعلى وصفة طبية، كما نشاهد «بطليموس» مع الإله «إحي» الصغير يتبعهما الإله «شزمو» (إله النبيذ) ويقدم للإلهة «حتحور» والإله «حورسماتوي» (موحد القطرين)، وفي الصف الثاني متن وصفة طبية، ويُرى الملك يقدم أنواعًا مختلفة من النطرون للآلهة «حور» و«حتحور» و«نخبيت» و«بوتو»، وفي الصف الثالث وصفة طبية طويلة تشمل اثني عشر سطرًا بجانب المدخل، ويُشَاهَد الملك يتبعه الإله «شزمو» ويقدم عطور المر للإله «حور» والإلهة «حتحور». هذا، ويُشَاهَد «بطليموس السادس» مُمَثَّلًا على قاعدة الجدار هو و«كليوباترا الثانية» يتبعهما حاملو القرابين أمام «حور» و«حتحور»، ومع كل منهما سطر من النقوش.
دهليز قاعة الخزانة: (139) (c) و(d): نقرأ هنا على سمكي الباب متونًا باسم «بطليموس السادس». (e) وكذلك نشاهد على سمك الباب «بطليموس السادس» يتقبل رمز الحياة من «حور». (f) و(g) وعلى العتب الداخلي نشاهد «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية» أمام الآلهة «حور» و«حتحور» و«نبي» (2) و«خنمت» (3) و«نون رع» (4) (؟) و«منقت» (5) و«نيوبوت» (6) و«حتمت» (7). وعلى قائمة الباب اليسرى نشاهد صفين من النقوش مُثل فيهما الملك وهو يقدم خبزًا ويقرب فطيرًا للإله «حور»؛ وعلى القائمة اليمنى نشاهد خمسة أعمدة من المتون والملك في أسفل.
(140) (c) و(d): على سمكي الباب متون باسم «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية» وهو يقدم طعامًا للإله «حور» وعلى القاعدة يُشَاهَد ثلاثة من حاملي القربان واسم الباب الذي دخلوا منه فوقهم. (f) و(g) يُشَاهَد على العتب الداخلي الملك يقدم قربانًا أمام «حور» و«حتحور» و«خنوم» و«سخت» (8) و«شزمو» و«نب نترو» و«حزتحتب» و«تايبت» (= إلهة النسيج). ويُشَاهَد على قائمة الباب اليسرى متن مؤلف من أربعة أعمدة من الكتابة مُثل تحتها الملك. وعلى القائمة اليمنى يُشَاهَد صفان من النقوش مثل فيهما الملك وهو يقدم أضحيات وقربات للإله «حور».
ويُشَاهَد على الجدار الشمالي لهذا المدخل ثلاثة صفوف من النقوش، وهي مناظر قربان يُشَاهَد فيها «بطليموس السادس».
وعلى القاعدة حول الجدران وعلى سمك الجدار (e) (139) يُشَاهَد «بطليموس السادس» و«كليوباترا» يتبعهما بعض مقاطعات الوجه القبلي والوجه البحري أمام «حور» و«حتحور» على كل من الجانبين مع سطر من الكتابة فوق كل هذا مع ذكر اسم الباب، وعلى إفريز المدخل متن باسم «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية».
حجرة الخزانة (رقم 4): (141): المدخل (a) يُرَى على العتب الخارجي «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية» وهو يقرب قربانًا أمام الآلهة «حور» و«حتحور» و«إحي» (ثالوث إدفو)، كما يُشَاهَد كذلك مُمَثَّلًا على قائمة الباب اليسرى وهو يقدم البخور والقربان السائلة أمام «أمحوتب»، وكذلك نقرأ على سمكي الباب متونًا ﻟ «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية». وعلى سمك الجدار مثل الملك وهو يقدم قربانًا للإله «حور»، كما صُور على قاعدة الجدار وهو يقدم البخور والقربان السائل.
(143) و(145): يُشَاهَد هنا ثلاثة صفوف من النقوش تحتوي على مناظر قربات، هذا بالإضافة إلى متن يتألف من سبعة أسطر عمودية نُقِشَتْ على الجانب الأيمن من المدخل. وعلى قاعدة الجدار يُشَاهَد الملك على كلا الجانبين تتبعه صور تمثل البلاد التي تنتج الذهب والأحجار الكريمة، وعلى رأسها الإله «سيد» من جهة والإله «حا» من جهة أخرى، وهو واقف أمام «حور» و«حتحور». هذا، ويُشَاهَد على إفريز الحجرة متون باسم «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية».
الدهليز الذي حول المحراب: (178) (c) يُشَاهَد «بطليموس فيلومتور» يقدم قربانًا للإله «حور» ومعه متن على القاعدة.
الحجرات التي حول المحراب
الحجرة رقم 10: المدخل عند (227) (f) يوجد على سمكي الباب متون ﻟ «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية»، هذا بالإضافة إلى متون أفقية باسم هذا الملك.
الحجرة الخارجية للإله «سوكاري» رقم 13: المدخل عند (232) (c) و(d) و(e) و(f): يُوجد على سمكي الباب متون باسم «بطليموس السادس».
الحجرة الداخلية للإله «سوكاري»: المدخل عند (257) (e) و(f): يُوجد على سمكي الباب متون باسم «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية».
(260) و(263): يُشَاهَد على الجدار الشرقي على الجزء الأيمن وعلى الجدار الجنوبي متون ساعات الليل في مأساة «أوزير»، كما يُشَاهَد على الجدار الشرقي الجزء الأيسر وعلى الجدار الشمالي متون ساعات النهار في أسرار «أوزير». ويُرى الملك على الجدار الغربي في الصف الأعلى يقدم عصا شعيرة فتح الفم للإله «أوزير» وإلى «شنتايت» في الناووس، ويقدم رموزًا ﻟ «أوزير» و«نفتيس» في الناووس، وفي الصف الثاني مثل الملك وهو يقدم البخور ﻟ «أوزير» و«إزيس» في الناووس، ويقدم قربات سائلة ﻟ «أوزير» و«نفتيس» في الناووس، وفي الصف الثالث يقدم الملك صورة «ماعت» ﻟ «حور» وإلى «حور» و«حتحور».
حجرة الساق الخارجية: المدخل (241) (c) و(d) و(e) و(f): يُوجد على سمكي الباب متون خاصة بكل من «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية».
السلم الشرقي: المدخل من الدهليز الخارجي عند (159) (a) و(b): مثل على العتب الخارجي أربع بقرات مقدسة وثور «كاكاو-تايحوت» ومعه سبع بقرات مقدسة، كما يُشَاهَد على قائمة الباب الشمالية أصلال، ويُشَاهَد الملك على سمك الباب ممثلًا يتقبل رمز الحياة من «حور».
(284) المدخل من قاعة العمد الداخلية (a) و(b): يُشَاهَد على عتب الباب الخارجي طغراءات «بطليموس السادس» و«كليوباترا الثانية».
(أ) النقوش الإهدائية التي على جدران حجرة كنز معبد «إدفو»
خلف لنا «بطليموس السادس» متونًا هامة على جدران حجرة كنز معبد «إدفو» تحدث فيها عما قام به من أعمال جليلة للإله «حور» رب «إدفو» كما أشار إلى أعماله العظيمة في مدة حكمه. وهذه النقوش الإهدائية حُفرت على الجزء الأسفل من جدران حجرة الخزانة، وتحتوي على أربعة نصوص، وهي:
النص الأول
يعيش الإله العظيم والمسيطر الكبير على سكان الأراضي العالية، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وارث الإلهين الظاهرين، صورة «بتاح»، المختار من «رع»، والذي يعمل الحق ﻟ «آمون») الذي يقود «الأونتيو» Iountiou، وضارب اﻟ «كسنتيو»، والذي يجمع قبائل بلاد آسيا، والباسط ذراعيه عندما يحمي مصر مثل إله «إدفو» صاحب الريش المبرقش، ملك مصر، ورئيس سكان الشمال، المحترق (أو الواطئ بقدميه) اﻟ «أبل» Abel بقوته؛ وسكان لبنان تصرع بقوته، وهو الذي جعل بدو «آسيا» يرتعدون، وأهل «أونتيو» بوصفهم رعايا جلالته يحملون محاصيلهم إلى بيته، وجزائر وسط البحر كلها في ابتهاج بسببه، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وارث الإلهين الظاهرين، صورة «بتاح»، المختار من «رع»، والذي يعمل الحق ﻟ «آمون»)، ابن «رع»، (بطليموس العائش أبديًّا، محبوب «بتاح»)، ومعه أخته وزوجه المحبوبة الملكة، سيدة الأرضين «كليوباترا» الإلهان المحبان لوالدتهما ومحبوبا «حور» «إدفو» الإله العظيم رب السماء صاحب الريش الملون الخارج من الخارج من الأفق، والجعران المجنح المبجل الذي على رأس محاريب الجنوب والشمال.
النص الثاني
يعيش الإله، الثور القوي، عظيم البطش، وصاحب الساعدين القويين مثل إله «إدفو» الملوح بالسيف مثل سيد «مسنت» (إدفو) كبير الانتصارات، شديد القوى، المنتصر في الجوار الذي يمكن أن يسكن فيه. ملك الوجه القبلي والوجه البحري، (وارث الإلهين الظاهرين، صورة «بتاح»، والمختار من «رع»، الذي يعمل الحق ﻟ «آمون»)، والذي يهزم «القنبتو»، والذي يدوس بالقدمين العابثين والمظفرين «الفنخو» (الفنيقيين)، عظيم القوة مثل الرجل الفتي الجميل الوجه، عظيم النفوذ، والقوي بالخوف الذي يبعثه، والشجاع في مناجم الصحراء؛ وأولئك الذين في الجبال يهابونه خوفًا منه، ابن «رع» (بطليموس العائش أبديًّا، محبوب «بتاح») مع أخته وزوجه التي يحبها، الملكة على الأرضين «كليوباترا» محبوبة «حور» إدفو الإله العظيم رب السماء و«حتحور» سيدة «دندرة» وعين «رع» القاطن في إدفو.
النص الثالث
إنه «حور» تاتين في جسده، الذي يتحد مع «أبيس» العائش في مهدهما، وقد جعله والده في الواقع يظهر ملكًا للوجه القبلي والوجه البحري، (وارث الإلهين الظاهرين، صورة «بتاح»، المختار من «رع»، والذي يعمل الحق لوالده «آمون»)، ابن «رع»، (بطليموس العائش أبديًّا، محبوب «بتاح»)؛ لقد عمل هذا الأثر الجميل في المكان العظيم (المحراب الرئيسي) لجلالة «رع»، وهو خزانة (حرفيًّا مكان قربات من الغذاء) ثمينة مزودة بمتاعه، والتي تحتوي على جميع محاصيل الأراضي؛ لتجهيز محراب الحقل المقدس، «حور إدفو» سماتوي (= موحد الأرضين) سيد السماء و«حتحور» العظيمة سيدة «دندرة» و«حور سماتوي» الطفل ابن «أونيت» (= حتحور) وإنه ملك الوجه القبلي والوجه البحري، الثابت على عرشه على رأس أرواح العائشين أبديًّا.
النص الرابع
إنه «حور» الذهبي، عظيم البأس، سيد الأعياد الثلاثينية مثل والده «بتاح تاتنن»، والد الآلهة، والملك مثل «رع»، وابن «رع» (بطليموس العائش أبديًّا، محبوب «بتاح»)، ومعه أخته وزوجه الملكة وسيدة الأرضين «كليوباترا»، الإلهين المحبين لأمهما، لقد عمل هذا العمل الجميل لإله «إدفو»، الإله العظيم رب السماء؛ وأنه المكان الجميل (يقصد الخزانة) الممونة بالذهب والفضة أيضًا، وبكل شيء وبالأحجار الكريمة (المستخرجة) من المناجم التي أمامه حقًّا، وهو «حور» إدفو الإله العظيم رب السماء و«حتحور» سيدة «دندرة» في وسط إدفو (أي زائرة إدفو) و«إحي» الابن العظيم لسيدة «دندرة»، وأنه صقر ثابت على عرش أرواح الأحياء أبديًّا(9).
تعليق
هذه المتون الأربعة إن دلت على شيء من الوجهة البطليمية فإنها تحدثنا عن أن «بطليموس السادس» كان صاحب سلطان على البلاد الأجنبية، وبخاصة في آسيا؛ أي بلاد الشمال كما عُبر عنها في هذه المتون، هذا مع العلم بأن بعض هذه الأماكن مشكوك فيه؛ وذلك لأن بلاد «كنست» مثلًا قد وُضعت هنا على ساحل البحر الأحمر، وقد ذُكرت في نفس الوقت الذي ذُكرت فيه بلاد «بنت»، ولكن على حسب المتن الذي نحن بصدده لا بد من وضعها في آسيا، غير أن ذلك فيه شك.
وعلى أية حال فإن هذه المتون تظهر ما كان للملك «بطليموس السادس» من قوة وسلطان خارج مصر، وذلك بفضل الآلهة الذين قدم لهم الهدايا والقربات ومَوَّنَ لهم خزانة المعبد في «إدفو» بكل غالٍ وثمين، وأعتقد أن كل ذلك كان من عمل الكهنة الذين كانوا لا يريدون إلا المحافظة على مكانتهم وثرائهم، ولذلك فإن كل ما تحدثوا عنه من عظمة وفخار وامتداد سلطان ونسبوه للملك «بطليموس السادس» لا يطابق الحقائق التاريخية التي ذكرناها فيما سبق. وعلى أية حال فإن «بطليموس السادس» من جانبه كان يريد بعطاءاته هذه استمالة الكهنة؛ لأنه كان يعرف أنهم هم المسيطرون على أرواح عامة الشعب في تلك الفترة من تاريخ البلاد التي كانت الحروب الداخلية ضاربة أطنابها في كل أنحائها. هذا، فضلًا عن تهديد البلاد بالغزو الأجنبي.
..................................................
1- راجع: Chassinat, Edfu III P1, Left pp. 6–9, 96.
2- نبي = صفة من صفات إله الشمس = نبي الإلهي.
3- خنمت = الإلهة المنشئة لأطفال الإلهات.
4- نون رع: إله أزلي.
5- منقت = إلهة الجعة.
6- نيوبوت (؟).
7- «حتمت» إلهة في صورة حيوان مفترس تُذكر مع الأسود والفهود.
8-إلهة الحقل.
9- راجع: Bulletin de Flnsiltnt Français d’Archéologie Orientale, To: … L. p. 34. ff
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة