1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : تأملات قرآنية : مصطلحات قرآنية :

معنى كملة نوح‌

المؤلف:  الشيخ حسن المصطفوي

المصدر:  التحقيق في كلمات القرآن الكريم

الجزء والصفحة:  ج 12 ، ص 300- 308.

11-1-2016

3004

مصبا- ناحت المرأة على الميّت نوحا من باب قال ، والاسم النواح وربّما قيل النياح ، فهي نائحة ، والنياحة اسم منه. والمناحة : موضع النوح. وتناوح الجبلان : تقابلا.

مقا- نوح : أصل يدلّ على مقابلة الشي‌ء للشي‌ء ، تناوحت الريحان : تقابلتا في المهبّ. وهذه الريح نيّحة لتلك ، أي في مقابلتها. ومنه النوح والمناحة ، لتقابل النساء عند البكاء.

تاريخ ابن الوردي 1/ 10- أرسل نوح الى قومه وكانوا أهل أوثان على الأصحّ ، وصار يدعوهم ولا يلتفتون ، ويخنقونه حتّى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللّهمّ اغفر لقومي فانّهم لا يعلمون ، وبقي لا يأتي قرن منّهم إلّا أخبث من الّذي قبله ، وكم ضربوه حتّى ظنّوا موته ، فيفيق ويغتسل ويقبل يدعوهم ، فلمّا طال عليه شكا الى اللّه ، فأوحى اليه إنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن ، فلمّا يئس منهم دعا عليهم ، فأوحى اللّه اليه أن يصنع السفينة ، وصاروا يسخرون منه ويقولون يا نوح قد صرت نجّارا بعد النبوّة ، فلمّا فار التنّور ، وكان هو الآية بين نوح وبين ربّه ، حمل نوح من أمره اللّه بحمله ، ومنهم أولاده سام وحام ويافث ونساؤهم ، ثمّ أدخل ما أمره اللّه من الدوابّ ، وتخلّف عن نوح ابنه يام كافرا ، وارتفع الماء ، وهي تجرى بهم في موج ، فهلك ما على وجه الأرض من نبات وحيوان ، وبينما أرسل الماء وغاض ، ستّة أشهر وعشر ليال. وجميع الأمم المشرقيّة لا يعترفون بالطوفان.

والصحيح أنّ جميع أهل الأرض من ولد نوح ، فسام أبو العرب وفارس والروم. وحام أبو السودان. ويافث أبو الترك ويأجوج ومأجوج. والفرنج والقبط من ولد قوط بن حام.

المروج 1/ 23- فأقام نوح ومن معه في السفينة على ظهر الماء وقد غرق جميع الأرض خمسة أشهر ، ثمّ أمر اللّه الأرض أن تبتلع الماء والسماء أن تقلع ، واستوت السفينة على الجودىّ ، والجودىّ ببلاد ما سور جزيرة ابن عمر الموصليّ وبينه وبين دجلة ثمانية فراسخ ، وموضع خروج السفينة على رأس هذا الجبل الى هذه الغاية. ونزل نوح من السفينة ومعه أولاده الثلاثة وكنائنه الثلاث أزواج أولاده وأربعون رجلا وأربعون امرأة ، وصاروا الى سفح هذا الجبل فابتنوا هنالك مدينة سمّوها ثمانين ، وهو اسمها الى وقتنا هذا ، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.

البدء والتاريخ 3/ 15- إنّما سمّى نوحا لكثرة نوحه على نفسه وقومه ، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أحنوخ ، وامّه قينوش بنت براكيل بن محويل بن قين بن آدم.

المعارف 21- إنّ نوحا أوّل نبيّ نبّأه اللّه بعد إدريس ، فبعثه اللّه الى قومه وهو ابن خمسين سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلّا خمسين سنة ، فلا يجيبونه ولم يتبعه إلّا القليل.

التكوين ، الإصحاح الخامس ، 3- وعاش آدم مائة وثلاثين سنة ، وولد ولدا على شبهه كصورته ودعا اسمه شيثا ، وكانت أيّام آدم بعد ما ولد شيئا ثماني مائة سنة ، 6- وعاش شيث مائة وخمس سنين وولد أنوش ، 7- وعاش بعد ما ولد أنوش ثماني مائة وسبع سنين ، 9- وعاش أنوش تسعين سنة وولد قينان ، 12- وعاش قينان سبعين سنة وولد مهللئيل ، 15- وعاش مهللئيل خمسا وستّين سنة وولد يارد ، 18- وعاش يارد مائة واثنتين وستين سنة وولد أخنوخ ، 21- وعاش أخنوخ خمسا وستّين سنة وولد متوشالح ، 25- وعاش متوشالح مائة وسبعا وثمانين سنة وولد لامك ، 28- وعاش لامك مائة واثنتين وثمانين سنة وولد ابنا ودعا اسمه نوحا ، قائلا هذا يعزّينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض الّتي لعنها الربّ ، 31- فكانت كلّ أيّام لامك سبع مائة وسبعا وسبعين سنة ومات ، وكان نوح ابن خمس مائة سنة.

الإصحاح السادس 9- كان نوح رجلا بارّا كاملا في أجياله وسار نوح مع اللّه ، وولد ثلاثة بنين ساما وحاما ويافث ، وفسدت الأرض أمام اللّه ، وامتلأت‌ ظلما ،

 13- فقال اللّه لنوح نهاية كلّ بشر قد أتت أمامي ، فها أنا مهلكهم مع الأرض ، 14- اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر ، وتطليه من داخل ومن خارج بالقار ، 15- هكذا تصنعه ثلاث مائة ذراع يكون طول الفلك وخمسين ذراعا عرضه وثلاثين ذراعا ارتفاعه. والإصحاح التاسع 28- وعاش نوح بعد الطوفان ثلاث مائة وخمسين سنة ، وكانت كلّ أيّام نوح تسع مائة وخمسين سنة.

والتحقيق

أنّ كتب التاريخ في ضبط خصوصيّات حالاته وأعماله وأولاده وزمانه وقضاياه الطوفان والفلك : مختلفة ، وأكثر ما يقال مستندة الى كتب العهدين.

ونحن نذكر ما ورد في القرآن الكريم ممّا يرتبط بمجاري أموره وحالاته ، وهو السند القاطع الحقّ الّذي لا ريب فيه بوجه :

1- قومه :

{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح : 21 - 23]. {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود : 27] 2- تكذيب القوم :

 {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ} [الشعراء : 116، 117 {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ } [القمر: 9].

3- رسالته :

{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [نوح : 1]. {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} [الحديد : 26] فذكرت رسالته في رديف رسالة ابراهيم (عليه السلام) وهو من اولى العزم.

4- الوحى اليه :

{أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ } [النساء : 163] فيذكر إنزال الوحى اليه في رديف الوحى الى رسول اللّه (صلى الله عليه واله).

5- اصطفاؤه :

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران : 33] تدلّ الآية الكريمة على اصطفائه في الخلق والتكوين والاستعداد الذاتيّ.

6- شرعه ودينه :

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الشورى : 13] تدلّ على أنّ كلّيّات دين نوح هي ما في الإسلام ، فانّ الأديان الإلهيّة مشتركة في أصولها.

7- هدايته :

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ} [الأنعام : 84] هداية اللّه هو إراءة الحقّ والحقيقة والإيصال الى الصراط المستقيم في العقيدة والعمل.

8- سلام عليه :

{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ } [الصافات : 79 - 81] أي سلام عليه في جميع العوالم والمراحل. والسلام مصدر بمعنى التوافق من جميع الجهات وتحقّق الاعتدال والنظم الكامل في الظاهر والمعنى والتنزّه عن‌ أي نوع من النقص والعيب.

وعلى هذا المعنى يخاطب أهل الجنّة بهذه الكلمة :

{سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [النحل: 32].

9- استقامته في اللّه تعالى :

{فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ} [يونس : 71، 72] تدلّ الآية الكريمة على توكّله الكامل واستقامته التامّ في إجراء الأمر الإلهيّ وإخلاصه في العمل بوظائفه وقاطعيّته في مقابل قومه وعدم اضطرابه عن خلافهم وعدوانهم وسوء قصدهم.

10- تهديده الشديد من قومه :

{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ... وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ... قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } [الشعراء : 106 - 117]

11- دعوته قومَه الى التوحيد :

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ} [هود : 25، 26] و. {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [المؤمنون : 23] هذه الدعوة في مقابل عبادتهم الأصنام.

12- إيمان قومه :

{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [هود : 36]. {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود: 40].

 هذا الايمان منهم كان قبل أن يؤمر بصنع الفلك ، وقالوا إنّ عدّة المؤمنين كانت ثمانين قد حملهم في الفلك بعد تمامه.

13- لبثه في قومه :

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [العنكبوت : 14] ظاهر الآية الكريمة لبثه فيهم من زمان الإرسال والنبوّة إلى أن أخذهم الطوفان مدّة تسعمائة وخمسين عاما ، فانّ حرف الفاء في الموردين يدلّ على الترتيب في العطف.

14- دعاؤه على الكافرين :

{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ } [نوح : 26، 27]. {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} [الصافات : 75، 76] فانّ الهداية والرحمة تكون مستمرّة الى أن يتوقّع ويزجى من قوم الخير والاهتداء والتمايل الى العبوديّة ومعرفة الربّ ، وإذا تمّت الحجّة ولم يبق رجاء للخير والصلاح والاهتداء فيهم : فيقع القول عليهم بالهلاك والتدمير ، لانتفاء المقصود من الخلقة.

15- هلاك ابنه : {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ... قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } [هود : 45- 47].

فيستفاد من الآية الكريمة : أنّ مواعيد اللّه تعالى مبنيّة على الموضوعات الواقعيّة ، ولا يصحّ حملها على الظواهر. وأنّ السؤال الحق من اللّه تعالى أيضا‌ يجب أن يكون في موارد العلم. وأنّ صلاح الأب ولو كان نبيّا أو رسولا أو وليّا لا يستلزم صلاح أولاده.

16- هلاك امرأته :

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم : 10] يراد إنّ الوصلة والزواج بين الكافر والنبيّ المرسل ، لا يفيد في مقام المحاسبة ولا يغنى عن الكافر شيئا ، فانّ كلّ أحد مجزىّ بأعماله ، كما أنّ انحطاط مقام الزوج الكافر لا يؤثّر في حال المؤمن أثرا ، كما في إيمان امرأة فرعون.

17- هبوط نوح عن السفينة :

{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [هود : 48] أي اهبط عن السفينة على سلام ونظم كامل في الحياة ، وعلى بركات عليك وعلى من معك ، وامم آخر من اللاحقين ، حتّى يعتبروا عن هذا الجريان.

18- الأمم من بعد نوح :

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [الإسراء : 17] أي ممّن لم يعتبر ولم يتّعظ عن جريان وقائع قوم نوح ، حتّى أهلكهم اللّه.

هذا إجمال ما في القرآن الكريم ممّا يرتبط بجريان امور النبيّ المرسل المصطفى نوح عليه السّلام ، وشرح حالاته يحتاج الى تأليف كتاب مبسوط.

______________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .

‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي