الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
تشكل الأمطار من السحب
المؤلف: لبيب بيضون
المصدر: الاعجاز العلمي عند الامام علي (ع)
الجزء والصفحة: ص35-37
16-4-2016
920
تشكل الأمطار من السحب :
ثم يقول (عليه السلام) في خطبة الأشباح ، واصفا كيفية نزول المطر : "حتى إذا تمخضت لجة المزن فيه ، والتمع برقه في كفيه ، ولم يتم وميضه في كنفور [القطع العظيمة من السحاب أو المتراكم منه] ربابه [الأبيض المتلاحق من السحاب] ، ومتراكم سحابه ؛ أرسله سحا متداركا ،قد أسف هيدبُه [أي دنا سحابه المتدلي كالذيل] ، تمريه الجنوبُ درر أهاضيبه [أي تستدر ريحُ الجنوب الماء من السحاب كما يستدر الحالب لبن الناقة] ، ودفع شابيبه [ جمع شُؤيوب : وهو المطر الشديد] . فلما ألقتِ السحابُ برْك بوانيها [تشبيه السحاب بالناقة إذا بركت وضربت بعنقها على الأرض ولا طمتها بأضلاع زورها] ، وبعاع [ألقى السحاب بعاعه : أمطر كل ما فيه] ما استقلت به من العبء المحمول عليها ، اخرج به من هوامد الأرض النبات ، ومن زعر الجبال الأعشاب ، فهي تبهجُ بزينة رياضها ، وتزدهي بما ألبسته من ربط [جمع ربطة : وهي ثوب رقيق لين] أزاهيرها ، وحلية ما سُمطت به من ناضر أنوارها [جمع نور : وهو الزهر] . وجعل ذلك بلاغا للأنام ، ورزقاً للأنعام " .
فالإمام (عليه السلام) يصوّر في هذه الفقرة كيفية نزول الأمطار من هذه السحب ، حتى تحط كل عبئها الذي تحمله ، فوق الأرض الجدباء ، فإذا هي رابية بعد همودها ، زاهية بأنواع الأعشاب وأصناف النبات وألوان الرياض . تزهو بأزاهيرها ، وتختال بما تحلّت به من عقود أنوارها الساحرة ، وأزهارها الباهرة ... كل ذلك رزقاً للأنعام وكفاية لبني الإنسان .
نشوء السُحب من البحار : ولم يغفل الإمام (عليه السلام) عن بيان دورة الماء في الطبيعة ، وهي من أكبر معجزات الله تعالى ، حتى شرح كيفية نشوء السُحب من مياه البحار ، عن طريق كركرته بالرياح العواصف ، وحمله الى متون الفضاء ، في أبدع كلام وأدق مقال .يقول (عليه السلام) في آخر الخطبة (209) من النهج :" فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها ، وأجمدها بعد رُطوبة أكنافها . فجعلها لخلقه مهاداً ، وبسطها لهم فراشاً ! فوق بحر لُجي ، راكدٍ لا يجري ، وقائم لا يسري . تكركره الرياحُ العواصف ، وتمخضه الغمامُ الذوارف {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} .
وفي الواقع إن السحب التي يبعثها الله رحمة للعباد ، تنشأ عن طريق تكنيس الرياح للطبقات السطحية من البحار والمحيطات ، فتلعب بها وتكركرها وتمخضها ، حاملة معها بخار الماء وذراته النقية من الملح بكميات وفيرة ، ثم تعلو بها الى السماء ، وتسوقها الى الأرض العطشى فتسقيها ، والى الجبال الشاهقة فتملأ جيوبها ومخازنها . كل ذلك وفق قوانين فروق درجة الحرارة بين البحر والجبال ، وتمدّد الغازات بالحرارة وزيادة ضغطها عن المناطق الباردة ، فتسير الرياحُ من مناطق الضغط العالي الى مناطق الضغط المنخفض ، بتقدير إلهيّ بديع ، ونظام كوني رفيع {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } [آل عمران : 13] .