الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
المعتقدات ـ معوقات تحقيق الأهداف
المؤلف: ايهاب كمال
المصدر: ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة: ص69-72
28-6-2016
3518
هناك سببان يمعنان الناس من ان يضعوا امكانياتهم موضع الفعل.
السبب الاول هو الخوف.. فالخوف هو العدو الرئيسي للإنسان والعقبة الاولى التي تمنع الناس من التصرف لتحقيق احلامهم.. وهناك عدة انواع من للخوف :
1ـ الخوف من الفشل.. فلو ان شخصا كان قد مر بتجربة فاشلة فحتما سيتفادى ان يكرر التجربة نفسها خوفا من عدم النجاح، ومن الممكن لهذا الشخص ان يتبرمج في سن مبكرة على ان لا يجازف بأي مغامرة اخرى، وربما انه قد عاش طوال حياته من الصغر ولاحظ ان والده يعمل بالوظيفة نفسها طوال حياته ويكرر العمل نفسه كل يوم، ومن الجائز ان يكون والده قد نصحه بان يحذو حذوه حتى لا يتعرض للفشل.
2- الخوف من عدم التقبل.. وهذا النوع يكون سببا في ان الاشخاص يتفادون إحداث أي تغييرات في حياتهم من الممكن ان تكون نتيجتها الرفض وعدم التقبل.. وكمثال على ذلك طلبت مني مرة احدى السيدات ان اساعدها على التوقف عن التدخين ونجحت فعلا في ذلك، وكانت مسرورة انها اقلعت عن هذه العادة السيئة. وبعد ستة اشهر اتصلت بي وطلبت مقابلتي مرة اخرى، وفي خلال المقابلة ذكرت لي انها بعد ما توقفت عن التدخين، واجهت مشكلة اخرى كبيرة وهي :
ان معظم اصدقائها كانوا من المدخنين قد بدؤوا في تفاديها والبعد عنها فشعرت انها غير مرغوب فيها معهم، فقررت ان تعيد للتدخين مرة اخرى حتى تظل متقبَّلة بين اصدقائها.. فأخذت في علاجها من هذا النوع من الخوف فزادت ثقتها بنفسها وبدأت تقتنع انه من الممكن ان تقلع عن التدخين وتظل في الوقت نفسه بين اصدقائها، واقتنعت انهم لو رفضوا قبولها بينهم فهم ليسوا بالأصدقاء الحقيقيين.. وبمجرد ما زال عنها هذا النوع من الخوف اقلعت عن التدخين تماماً.
3- الخوف من المجهول.. ان هذا الخوف يمكنه ان يمنعنا من التصرف، ولتوضيح ذلك اليك هذا المثال: فقد جاءني رجل يشكو من مشكلة كانت تسبب له ارتباكاً والماً شديداً فقد كان معروضاً عليه عقدا للعمل في فرنساً لمدة سنتين، ولكنه في ذلك الوقت لم يكن قد عاش في أي مكان آخر خارج مونتريال بكندا.. فسألته (ما هو أسوأ شيء من الممكن ان يحدث لو انك عشت هناك).. فكان رده (انه من الممكن الغاء العقد بعد 6 أشهر)... فسألته:
(ما هي افضل النتائج التي من الممكن ان تحدث لو قبلت هذا العرض).. وكان رده (انه من الممكن ان يزور كثيراً من الدول في اوروبا بخلاف تجوله في فرنسا نفسها بالإضافة الى العائد المادي المغري ثم بعد انتهاء مدة العقد يعود الى مونتريال ويبدأ عمله الخاص).. وبعد العلاج اقتنع وقرر ان يقبل العقد وسافر فعلا الى فرنسا.. والذي حدث في حالة هذا الرجل هو اننا اوجدنا نموذجاً ايجابيا للمستقبل كان التركيز فيه على المزايا وكانت عوامل القبول اكثر كثيرا من عوامل الرفض، وقضى مدة العقد مع اسرته وتمتع بكل لحظة فيها، وعاد وبدأ عمله الخاص في مونتريال.
4- الخوف من النجاح ... وهذا النوع موجود فعلا عند بعض الناس وهم في قرارة انفسهم يعتقدون ان النجاح معناه الآلام والطلاق والغش والوحدة.. ولتوضيح ذلك اليك هذا المثال : ففي عام 1996 كنت في احدى البلاد وتوجهت باحدى سيارات التاكسي لإلقاء احدى المحاضرات، وكان سائق التاكسي في الاربعينيات من عمره. وفي الطريق مرت بجانبنا سيارة مرسيدس كبيرة، فما كان من سائق التاكسي الا ان قال (جميع مُلاك مثل هذه السيارات لصوص حيث انهم يقومون بعمل أي شيء من اجل النقود)... فسألته :
(الا تحب ان تمتلك مثل هذه السيارة في يوم من الأيام؟).. فنظر لي نظرة وكانني قمت باهانته وقال لي (انا لا اريد ان اكون لصا فانا سعيد بحالتي هذه).. كان هذا الرجل يعتقد ان النجاح من الممكن ان يكون سببا في ان يقلل الشخص من قيمة نفسه.. فبعض الناس لا يستطيعون ان يتخيلوا انفسهم وهم اثرياء، وعندما يكسبون اكثر من المعتاد فهم يهدمون نجاحهم ويكونوا عرضة لانفاق هذه النقود باسراف وتبذير.. وعلى ذلك فالخوف من النجاح من الممكن ان يمنع الناس من تنفيذ افكارهم.