1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية العلمية والفكرية والثقافية :

الفلسفة الفاشية ومنهجها التربوي(1)

المؤلف:  د. عبد الله الرشدان

المصدر:  المدخل الى التربية والتعليم

الجزء والصفحة:  ص81-82

26-7-2016

2845

تعيش هذه الفلسفة وتنمو في كل دولة يسيطر عليهما نظام (حكم ديكتاتوري) يتصف القسوة الشديدة في طلب السيادة والسيطرة وأفضل مثال عليها في القرن العشرين (النازية في ألمانيا) و (الفاشية في ايطاليا) .

والمذهب الفاشتسي في التربية لا يعدو أن يكون مذهباً سياسياً نهض للتنديد بنقاط الضعف التي تصور أصحاب هذا المذهب وجودها في فلسفة التربية الديمقراطية حيث يلخصونها بما يلي :

ـ تعتبر الديمقراطية عبارة عن تجميع وتوحيد لرغبات أفراد الدولة دون وجود غاية مفهومة ومهمة الحكومة الديمقراطية هي مجرد حفظ التوازن بين رغبات الأفراد واهتماماتهم بصورة عادلة.

ـ حكم الأغلبية يهب لأصحاب التأثير الفعّال القدرة على الاحتفاظ بالسلطة في أيديهم , ويتيح لهم فرصة الجموح في رغباتهم الذاتية .

ـ المجتمع الديمقراطي تحكمه مثل غير محددة أو مستقرة لأن الأغلبية تميل تارة إلى اتجاه معين وتارة أخرى إلى اتجاه مضاد .

ـ الفردية في الفلسفة الديمقراطية تحول الدولة الحرة إلى أداة لإسعاد الفرد الذي يرى سعادته في التمتع بالحرية الشخصية , لا في التضحية والسيطرة على النفس .

ولكن نعتقد أن الديمقراطية المرتكزة على الوعي والتربية السليمة والبعيدة عن الممارسات الفوضوية تحدد مسار حرية الأفراد , انطلاقاً في أن حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر مما يعطي للديمقراطية الاجتماعية مسارها الحقيقي .

أما الأسس التي تقوم عليها النظرية الفاشية فتنطلق من أن الدولة هي الغاية ، وأن الفرد هو الوسيلة لتلك الغاية , فالحرية ليست حقاً طبيعياً للأفراد بقدر ما هي امتياز ورخصة تمنحها الدولة , والدولة لا تتدخل في مساعدة الفرد على تحقيق ذاته وإنما تسعى لجعله يضحي في سبيل الدولة ومصالحها. لذلك لا تعتمد سلطة الدولة على أغلبية الأفراد بل على صفوة مختارين من الطبقة العليا والقادرين على التضحية بمصالحهم الخاصة في سبيل المثل العليا للدولة . وهذه المثل تحددها الصفوة , وتعد صحيحة وسليمة  إذا استطاعت أن تعرضها على الناس وتجبرهم على قبولها .

إن ذوبان مصلحة الفرد داخل الإطار العام لمصلحة الدولة هو الأساس الأول في التربية الفاشية, فمهمة المؤسسات التعليمية هي تدريب التلاميذ على الاتحاد مع الدولة , وعلى أن يشعروا بأن تحقيق رغبة الدولة في الوقت نفسه تحقيق لرغباتهم , كما أن عليها تهيئة المناخ الصالح لاندماج التلاميذ الروحي في الحياة خارج المدرسة , لأن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى فقدان احترام السلطة وضبط النفس, اللذين هما روح الفلسفة الفاشية . والفلسفة الفاشية تعطي للقادة أهمية بالغة ودوراً مميزاً في التربية لأنهم ذو مواهب عالية , والتربية التي يتلقونها عليها أن تزيد في المسافة الاجتماعية بينهم وبين عامة الشعب . و إذا كانت الديمقراطية الحرة تربي كل فرد وتعلمه حسب قدراته وميوله ولا تفرق بين القائد والشعب , فإنها حسب  رأي الفلسفة الفاشية تفسد القائد , إذا تدفعه بشدة للتعرف على مميزاته المادية الخاصة , ولا تربي فيه إيثار مصالح الدولة .

_______________

1ـ حسين سليمان قورة , مرجع سابق ص191 – 193 .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي