الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الدوافع من عوامل طبيعة المتعلم ونموه
المؤلف: د. عبد الله الرشدان
المصدر: المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة: ص228-231
2-9-2016
17121
موضوع الدوافع موضوع يهم أي فرد من الأفراد لأنه يعرفنا بالأسباب التي تؤدي إلى اختلاف تصرفات الإنسان , كما أنها مهمة في علاج أنواع السلوكيات المنحرفة أو الوقاية منها , بل إن معرفتها مهمة وضرورية لكل من يشرف على جماعة من الجماعات , ويوجهها ويعمل على حفزها على العمل والإنتاج , فالمدرس في حاجة إلى معرفة دوافع تلاميذه وميولهم ليعمل على استغلالها في تحفيزهم على التعليم . والتعلم لا يكون محدداً إلا إذا كان يرضي دوافع معينة لدى المتعلم , وكثيراً ما يكون تقصير بعض التلاميذ ليس لأسباب تعود إلى النقص في قدراتهم ، بل يكون راجعاً لعدم توفر الميل , والاهتمام بما يدرسون . هذا بالإضافة إلى أن دراسة الدوافع لا تقتصر أهميتها على النواحي العملية , فهي وثيقة الصلة بجميع موضوعات علم النفس , هذا فضلاً عن أن الدوافع لا بد منها لتفسير كل سلوك, إذ لا سلوك بدون دافع .
تعريف الدافع : الدافع هو كل حالة داخلية جسمية أو نفسية تثير السلوك في ظروف معينة حتى يصل إلى غاية معينة (1) .
ومن هذا التعريف نستنتج أن الدافع قوة محركة وموجهة في آن واحد , و إذا أثير الدافع عوائق منعته من الوصول إلى هدفه , أدى ذلك بصاحبه إلى حالة من التوتر , لا تزول إلا بزوال المعيق .
والدوافع حالات أو قوة لا نشاهدها مباشرة , بل نستنتجها من الاتجاه العام للسلوك الذي احدثته . فإذا كان السلوك متجهاً نحو شرب الماء استنتجنا وجود دافع العطش .
تصنيف الدوافع : من الصعوبة بمكان إقامة تصنيف للدوافع على أساس السلوك الناتج عنها ويعود سبب ذلك إلى تعقد العلاقة ما بين الدوافع والسلوك , كذلك من الصعب تصنيف الدوافع على أساس منطقي لأنها متداخلة , ولكن علماء النفس وجدوا أن احسن تصنيف عملي وبسيط هو التصنيف الذي يقوم على أساس مصادرها وأهدافها فلذلك قسمت إلى (2) :
1ـ دوافع أولية (أصلية) .
2ـ دوافع ثانوية .
3ـ دوافع شعورية .
4ـ دوافع لا شعورية .
الدوافع الأولية : وهي التي يولد بها الفرد , ولا تأتي عن طريق الخبرة أو التمرين , وهي مرتبطة بإشباع حاجات فسيولوجية وأهميتها نابعة من كونها تحفظ الحياة وبقاء النوع , ثم دافع البحث عن الطعام (دافع الجوع) ودافع العطش , ودافع الجنس , ودافع الامومة , والدافع إلى التخلص من المواد الضارة بالجسم كالعرق والبول . وهي أكثر أنواع الدوافع أهمية وأكثرها ثبوتاً عند الإنسان والحيوان.
الدوافع الثانوية : وهي التي تكتسب من البيئة والخبرة , وهي تختلف من فرد إلى آخر وأكثر قابلية للتبديل والتغيير , وأكثر مرونة إذا ما قورنت بالدوافع الأولية , ومن أمثلتها : الدافع الديني , والدافع إلى جمع الذهب أو الطوابع , والدوافع المادية المختلفة .
الدوافع الشعورية : وهي الدوافع التي تدخل في وعي الفرد , وتكون تحت سيطرته وارادته ويكون فيها الفرد قادراً على معرفتها , والتحكم فيها وتوجيهها أو تعديلها أو ايقافها أو تأجيل التعبير عنها , فهي مجموعة الدوافع التي تكون تحت سيطرة الفرد لأنها خاضعة لعقله الواعي .
الدوافع اللاشعورية : هي تلك الدوافع التي تكمن وراء تصرفات الانسان وسلوكه ولا يعرفها ففي كثير من الحالات يسلك الانسان بعض السلوكيات دون أن يعرف سببها , وتكون صادرة من لا شعوره أو عقله الباطني, مثل بعض حالات التعدي غير المقصود أو الحب أو الكراهية لشخص ما دون وجود سبب ظاهري , وكذلك التصرفات السلوكية الشاذة , ويكون منبعها دوافع نفسية لا شعورية (العقد النفسية) والتي ما هي إلاّ تكوينات لخبرات معقدة حدثت للفرد وأحيطت بجو انفعالي قوي , وكانت من النوع القوي الذي لا يحتمله أو لا يرضى عنه العقل الظاهر فهبطت إلى أعماق اللاشعور في النفس لتبقى كامنة لا يدري عنها صاحبها , ولكنها نشيطة فاعلة تؤثر على التصرفات من غير أن يشعر بها صاحبها .
ويعتبر " سيجموند فرويد" الطبيب النمساوي وزعيم مدرسة التحليل النفسي الرائد الذي تمكن من كشف ما يطلق عليه اسم الدوافع اللاشعورية , عن طريق منهجه (التنويم المغنطيسي) الذي كان يستخدمه مع مرضاه , ففتح أبواب البحث في أعماق النفس , ومكونات الجهاز النفسي .
أهمية الدافعية من الوجهة التربوية .
تبدو أهميتها من حيث كونها هدفاً تربوياً في ذاتها , فاستثارة دافعية الطلاب وتوجيهها وتوليد اهتمامات معينة لديهم تجعلهم يقبلون على ممارسة النشاطات المختلفة من نشاطات معرفية وحركية وعاطفية . كما تبدو أهميتها من حيث كونها وسيلة يمكن استخدامها في سبيل انجاز أهداف تعليمية معينة على نحو فعّال وذلك من حيث كونها أحد العوامل التي تحدد قدرة الطالب على التحصيل والإنجاز , لأنها تتعلق بميوله واهتماماته , وتوجهه إلى بعض النشاطات دون غيرها . كما أنها على علاقة أيضاً بحاجاته , فتحصل من بعد المثيرات كمعززات تؤثر في تصرفاته , وتحثه على المتابعة
والعمل بشكل نشط وفعّال (3).
وباختصار فإن من الممكن أن تقود حيواناً إلى الماء , وتحاول اجباره على الشرب ولكن لا يمكن أن يشرب إذا لم يكن بحاجة إلى الشرب , أي إذا لم يكن عنده دافع العطش , وكذلك بالنسبة للمتعلم , فإن من الصعوبة أن يتعلم بشكل جيد وفعال إذا لم يكن ذلك مقترناً بالحاجة إلى التعلم , والتي يكون لها أثر في التعزيز والتغيير في سلوكه .
___________
1ـ د. أحمد عزت راجح : اصول علم النفس , طبعة سادسة . الدار القومية للطباعة والنشر , القاهرة 1961 : 89 .
2ـ د. محمد خليفة بركات , ودكتور محمد أبو العلا أحمد , علم النفس العام . ج1 , مكتبة عين الشمس , القاهرة 1970 : 131 .
3- د. عبد المجيد نشواتي , علم النفس التربوي ــ الطبعة الثانية , دار الفرقان ــ عمان 1986 , ص206 , 207 .