الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
المغترون من المتصوفة
المؤلف: باقر شريف القرشي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج3 , ص25-29.
30-9-2016
1491
منهم أرباب البوقات ، و هم القلندرية الذين لا يعرفون معنى التصوف و لا شيئا من مراسيم الدين ، وصرفوا اوقاتهم في التكدى والسؤال من الناس ، و يظنون أنهم تاركون للدنيا مقبلون على الآخرة ، مع انهم لو ظفروا بشيء من أمور الدنيا لأخذوه بجميع جوارحهم فهؤلاء ارذل الناس بوجوه كثيرة لا تخفى.
و(منهم) من اغتر بالزي ، و المنطق ، و لبس الصوف ، و اطراق الرأس و ادخاله في الجيب و خفض الصوت ، و تنفس الصعداء ، و تحريك البدن في الطول و العرض ، و السقوط إلى الأرض ، (لا) سيما إذا سمعوا كلاما في الوحدة و العشق ، مع عدم اطلاعهم على حقيقة شيء منهما.
وربما تجاوز بعضهم من ذلك إلى الرقص و التصفيق ، و إبداء الشهيق و النهيق ، و اختراع الاذكار، و التغني بالاشعار , و غير ذلك من الحركات القبيحة و الهيئات الشنيعة ، و يظن أن العبد بهذه الحركات و الأفعال يصل إلى الدرجات العالية ، و لم يعلم المغرور أنها تقرب العبد إلى سخط اللّه و عذابه.
و(منهم) من وقع في الاباحة ، و طوى بساط الشرع و الاحكام ، و ترك الفصل بين الحلال و الحرام ، يتكالب على الحرام و الشبهات ، ولا يحترز عن أموال الظلمة و السلاطين ، و ربما قال : المال مال اللّه و الخلق عيال اللّه ، فهم فيه سواء .
وربما قال : ان اللّه مستغن عن عملي ، فأي حاجة إلى أن أتعب نفسي فيه؟ , و ربما قال : لا وزن لأعمال الجوارح ، و إنما النظر إلى القلوب ، و قلوبنا و الهة إلى حب اللّه و اصلة إلى معرفة اللّه , و ربما خاضوا في الشهوات الدنيوية ، و قالوا : إنها لا تصدنا عن طريق اللّه ، لقوة نفوسنا وقوة اقدامنا فيها ، و إنما يحتاج العوام إلى تهذيب النفس بالأعمال البدنية ، ونحن مستغنون عنه.
فهؤلاء يرفعون درجتهم عن درجة الأنبياء (عليهم السلام) إذ كانوا يصرحون بأن ارتكاب الأمور المباحة فضلا عن الخطايا و المعاصي يصدهم عن طريق اللّه ، حتى يبكون سنين متوالية على ترك الراجح و فعل المرجوح ، فهم أشد الناس غرورا ، و أعظم الخلق حماقة و جهلا.
و(منهم) من يدعي غاية المعرفة و اليقين ، والوصول إلى درجات المقربين ، و مشاهدة المعبود ومجاورة المقام المحمود ، و الملازمة في عين الشهود ، و تلقف من الطامات كلمات يرددها و يظن أنه يتكلم عن الوحي و يخبر عن السماء.
وينظر إلى العباد و الفقهاء و المحدثين و سائر أصناف العلماء بعين الحقارة و الازدراء ، يقول في العباد : إنهم أجراء مبعوثون ، و في العلماء : أنهم بالحديث عن اللّه لمحجوبون ، و يدعي لنفسه من الكرامات ما لا يدعيه نبي و لا ولي ، و يدعي كونه و أصلا إلى الحق فارغا عن أعباء التكليف ، لا علما أحكم و لا عملا هذب ، لم يعرف من المعارف إلا أسماء يتفوه بها عند الأغنياء للوصول إلى بعض حطامهم الخبيثة ، فهو عند اللّه من الفجار المنافقين ، وعند أرباب القلوب من الحمقى الجاهلين ، مع ظنه أنه من المقربين ، فهو أشد الغافلين المغرورين.
و(منهم) ملامية يرتكبون قبائح الاعمال و شنائع الافعال الموجبة للبعد عن طريق المروة ، ظنا منهم أن هذا موجب لكسر النفس و إزالة ذمائم الأخلاق ، و لم يعلموا ان هذه الافعال من الذمائم و قد نهى صاحب الشرع عنه.
و(منهم) من اشتغل بالرياضة و المجاهدة ، و قطع بعض المنازل ، و وصل إلى بعض المقامات على قدر سعيه و مجاهدته ، إلا أنه لم يتم سلوكه و انقطع عن سائر المقامات ، اما لاعتراض مفسد في اثناء السلوك ، أو لوقوعه في الاثناء ظنا منه انه وصل إلى اللّه و لم يصل بعد ، فان للّه سبعين حجابا من نور، و لا يصل السالك إلى حجاب من تلك الحجب في الطريق الا و يظن انه قد وصل ، و إليه الإشارة في حكاية الخليل ، حيث رأى أولا كوكبا ، فقال : «هذا ربي» ، ثم انتقل إلى القمر، ثم عنه إلى الشمس ، فانه ليس المراد بالكوكب و القمر و الشمس هذه الاجسام المضيئة ، فان شأن مثل الخليل أعظم من أن يظن كونها آلهة ، بل هذا ينافي شأنه و رتبته فالمراد بها الأنوار التي هي من حجب اللّه ، و يراها السالك في الطريق ، و لا يتصور الوصول إلى اللّه الا بالوصول إلى هذه الحجب ، و هي حجب من النور بعضها أعظم من بعض فاستعير لفظ الكواكب لصغره لاقل مراتبها ، و القمر لاوسطها ، و الشمس لاعظم مراتبها ، و الخليل (عليه السلام) لم يزل عند سيره في الملكوت يصل الى نور بعد نور، و يتخيل إليه في أول ما يلقاه أنه قد وصل ، ثم انكشف له أن وراءه امر، فيترقى إليه حتى وصل إلى الحجاب الاقرب فقال : هذا أكبر، فلما ظهر أنه مع عظمته غير خال عن الهوى في حضيض النقص و الانحطاط عن ذروة الكمال ، قال تعالى : {لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} [الأنعام : 76] , { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام : 79].
فسالك هذا الطريق قد يغتر في الوقوف على بعض هذه الحجب ، و ربما يغتر بالحجاب الأول وأول الحجاب بين اللّه و بين العبد هو قلبه ، فانه أمر رباني و نور من أنوار اللّه تتجلى فيه حقيقة الحق كله ، حتى يتسع لجملة العالم و يحيط به و تنجلى فيه صورة الكل ، و عند ذلك يشرق نوره اشراقا عظيما ، اذ يظهر فيه الوجود كله على ما هو عليه ، و هو في أول الامر كان محجوبا ، فإذا تجلى نوره و انكشف فيه جماله بعد اشراق نور اللّه تعالى ربما التفت صاحب القلب إلى القلب ، فيرى من جماله الفائق ما يدهشه ، فربما يسبق لسانه في هذه الدهشة فيقول : انا الحق! فان لم يتضح له ما وراء ذلك ، اغتر به ، و وقف عليه و هلك ، و كان قد اغتر بكوكب صغير من أنوار الحضرة الآلهية ، و لم يصل بعد إلى القمر، فضلا عن الشمس فهو مغرور.
وهذا محل الالتباس ، اذ المتجلى يلتبس بالمتجلى فيه ، كما يلتبس لون ما يتراءى في المرآة فيظن أنه لون المرآة ، و كما يلتبس ما في الزجاج بالزجاج فيظن أنه لون الزجاج ، كما قيل :
رق الزجاج و رقت الخمر فتشابها و تشاكل الامر
فكأنما خمر و لا قدح وكأنما قدح و لا خمر
وبهذه العين نظر النصارى إلى المسيح ، فرأوا اشراق نور اللّه قد تلألأ فيه ، فغلطوا فيه ، كمن يرى كوكبا في مرآة أو في ماء ، فيظن أن الكوكب في المرآة أو في الماء ، فيمد اليد إليه ، فهو مغرور , و أنواع الغرور في طريق السلوك إلى اللّه كثيرة لا تخفى على أرباب البصيرة.
ثم أكثر المتلبسين بلباس العارفين - مع كذبهم فيما يدعونه ، و نقصانهم في طريق السلوك ، و جهلهم بحقيقة الأمر، و عدم قطعهم جل المقامات - يتشبهون بالصادقين من العرفاء في زيهم و هيئتهم و آدابهم و مراسمهم و الفاظهم ، ظانين أنهم بهذا التشبه يصلون إلى مراتبهم ، فهيهات هيهات! إن الوصول الى درجة كل أحد إنما تحصل بالاتصاف بأوصافه الباطنة والتخلق باخلاقه النفسية ، دون التشبه به في حالاته الظاهرة ، و قد شبههم بعض الأكابر بامرأة عجوز سمعت أن الشجعان من المقاتلين تثبت أسماؤهم في الديوان و يقطع لكل واحد منهم قطر من أقطار المملكة ، فتاقت نفسها إلى أن تكون مثلهم ، فلبست درعا ، و وضعت على رأسها مغفرا وتعلمت من رجز الأبطال أبياتا ، و تعلمت كيفية جولانهم في الميدان ، و تلقفت جميع شمائلهم في الزي و المنطق و الحركات و السكنات ، وتوجهت إلى المعسكر ليثبت اسمها في ديوان الشجعان ، فلما وصلت إليه ، أنفذت إلى ديوان العرض ، وأمرت بأن تجرد عن المغفر و الدرع وينظر إلى حقيقتها ، و تمتحن بالمبارزة مع بعض الشجعان ليعرف قدر شجاعتها ، فلما جردت فإذا هي عجوز ذات منة ضعيفة لا تقدر على شيء ، فقيل لها : أجئت للاستهزاء بالملك وأهل حضرته؟ , خذوها و القوها قدام الفيل ، فداسها و نحتها.
فهكذا يكون حال المدعين للتصوف و العرفان في القيامة ، اذا كشف عنهم الغطاء وعرضوا إلى القاضي الحق الذي لا ينظر الى الزي و اللباس بل إلى سر القلب و صفاته.