الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
علاج العجب إجمالا
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج1 , ص362-365.
6-10-2016
1735
هو أن يعرف ربه ، و أنه لا تليق العظمة و العزة إلا به ، و أن يعرف نفسه حق المعرفة ، ليعلم أنه بذاته أذل من كل ذليل و أقل من كل قليل ، و لا تليق به إلا الذلة و المهانة و المسكنة ، فما له والعجب و استعظام نفسه ، فإنه لا ريب في كونه ممكنا ، و كل ممكن في ذاته صرف العدم و محض اللا شيء ، كما ثبت في الحكمة المتعالية ، و وجوده و تحققه و كماله و آثاره جميعا من الواجب الحق ، فالعظمة و الكبرياء إنما تليق بمفيض وجوده و كمالاته ، لا لذاته التي هي صرف العدم و محض الليس ، فإن شاء أن يستعظم شيئا و يفتخر به فليستعظم ربه و به افتخر ويستحقر نفسه غاية الاستحقار و حتى يراها صرف العدم و محض اللا شيء.
وهذا المعنى يشترك فيه كل ممكن كائنا من كان .
وأما المهانة و الذلة التي تخص هذا المعجب و بني نوعه ، فكون أوله نطفة قذرة و آخره جيفة عفنة ، و كونه ما بين ذلك حمال نجاسات منتنة ، و قد مرّ على ممر البول ثلاث مرات.
وتكفيه آية واحدة من كتاب اللَّه تعالى لو كان له بصيرة ، و هي قوله : { قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ } [عبس : 17 - 22] .
فقد أشارت الآية إلى أنه كان أولا في كتم العدم غير المتناهي ، ثم خلقه من أقذر الأشياء الذي هو نطفة مهينة ، ثم أماته و جعله جيفة منتنة خبيثة.
وأي شيء أخس و أرذل ممن بدايته محض العدم ، و خلقته من أنتن الأشياء و أقذرها ، و نهايته الفناء و صيرورته جيفة خبيثة.
وهو ما بين المبدإ و المنتهى عاجز ذليل ، لم يفوض إليه أمره ، و لم يقدر على شيء لنفسه ولا لغيره ، إذ سلطت عليه الأمراض الهائلة ، و الأسقام العظيمة ، و الآفات المختلفة ، و الطبائع المتضادة ، من المرة و الدم و الريح و البلغم ، فيهدم بعض أجزائه بعضا ، شاء أم أبى ، رضي أم سخط ، فيجوع كرها ، و يعطش كرها ، و يمرض كرها ، و يموت كرها ، لا يملك لنفسه نفعا و ضرا و لا خيرا و شرا.
يريد أن يعلم الشيء فيجهله ، و يريد أن يذكر الشيء فينساه ، و يريد أن ينسى الشيء فلا ينساه ويريد أن ينصرف قلبه إلى ما يهمه فيجول في أودية الوساوس و الأفكار بالاضطرار.
فلا يملك قلبه قلبه ، و لا نفسه نفسه.
يشتهى الشيء و فيه هلاكه و يكره الشيء و فيه حياته ، يستلذ ما يهلكه و يرديه و يستبشع ما ينفعه و ينجيه ، و لا يأمن في لحظة من ليله أو نهاره أن يسلب سمعه و بصره و علمه و قدرته و تفلج أعضاؤه ، و يختلس عقله ، و تختطف روحه ، و يسلب جميع ما يهواه في دنياه ، و هو مضطر ذليل ، أن ترك فنى ، و أن خلى ما بقي ، عبد مملوك ، لا يقدر على شيء من نفسه و لا من غيره ، فأي شيء أذل منه لو عرف نفسه؟ , و أنى يليق العجب به لو لا جهله؟.
و هذا وسط أحواله.
و أما آخره ، فهو الموت - كما عرفت - فيصير جيفة منتنة قذرة ، ثم تضمحل صورته ، و تبلى أعضاؤه ، و تنخر عظامه ، و تتفتت أجزاؤه ، فيصير رميما رفاتا ، ثم يصير روثا في أجواف الديدان ، يهرب منه الحيوان ، و يستقذره كل إنسان ، و أحسن أحواله أن يعود إلى ما كان فيصير ترابا تعمل منه الكيزان ، و يعمر منه البنيان ، فما أحسنه لو ترك ترابا ، بل يحيى بعد طول البلى ليقاسي شدائد البلا ، فيخرج من قبره بعد جمع أجزائه المتفرقة ، و يساق إلى عرصات القيامة ، فيرى سماء مشققة ، و أرضا مبدلة ، و جبالا مسيرة ، و نجوما منكدرة ، و شمسا منكسفة ، و جحيما مسعرة ، وجنة مزينة ، و موازين منصوبة ، و صحائف منشورة فإذا هو في معرض المؤاخذة و الحساب و عليه ملائكة غلاظ شداد ، فيعطى كتابه إما بيمينه أو شماله ، فيرى فيه جميع أعماله و أفعاله ، من قليل و كثير و نقير و قطمير.
فإن غلبت سيئاته على حسناته و كان مستحقا للعذاب و النار، تمنى أن يكون كلبا أو خنزيرا لصير مع البهائم ترابا و لا يلقى عقابا و لا عذابا.
ولا ريب في أن الكلب و الخنزير أحسن و أطيب ممن عصى ربه القهار و يعذب في النار، إذ أولهما و آخرهما التراب ، و هو بمعزل عن العقارب و العذاب ، و الكلب و الخنزير لا يهرب منهما الخلق ، و لو رأى أهل الدنيا من يعذب في النار لصعقوا من وحشة خلقته و قبح صورته. ولو وجدوا ريحه لماتوا من نتنه ، و لو وقعت قطرة من شرابه الذي يسقاه في بحار الدنيا صارت أنتن من الجيفة المنتنة.
فما لمن هذه حاله و العجب و استعظام نفسه ! و ما أغفله من التدبر في أحوال يومه و أمسه ! و لو لم يدركه العذاب و لم يؤمر به إلى النار فإنما ذلك للعفو، لأنه ما من عبد إلا و قد أذنب ذنبا و كل من أذنب ذنبا استحق عقوبة ، فلو لم يعاقب فإنما ذلك للعفو.
ولا ريب في أن العفو ليس يقينا ، بل هو مشكوك فيه ، فمن استحق عقوبة و لا يدري أيعفى عنها أم لا ، يجب أن يكون أبدا محزونا خائفا ذليلا ، فكيف يستعظم نفسه و يلحقه العجب ، ألا ترى أن من جنى على بعض الملوك بما استحق به ألف سوط مثلا ، فأخذ و حبس في السجن.
وهو منتظر أن يخرج إلى العرض و تقام عليه العقوبة على ملأ من الخلق ، و ليس يدري أيعفى عنه أم لا ، كيف يكون ذله في السجن؟.
أفترى أنه مع هذه الحالة يكون معجبا بنفسه؟! و لا أظنك أن تظن ذلك.
فما من عبد مذنب ، و لو أذنب ذنبا واحدا ، إلا و قد استحق عقوبة من اللَّه ، و الدنيا سجنه ، و لا يدري كيف يكون أمره ، فيكفيه ذلك خوفا و مهانة و ذلة , فلا يجوز له أن يعجب و يستعظم نفسه .