تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
تفسير الاية (15-17) من سورة الفتح
المؤلف: اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
المصدر: تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة: ......
8-10-2017
3741
قال تعالى: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (15) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَو يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا } [الفتح: 16، 17].
قال [ سبحانه] {سيقول لك المخلفون} يعني هؤلاء {إذا انطلقتم} أيها المؤمنون {إلى مغانم لتأخذوها} يعني غنائم خيبر {ذرونا نتبعكم} أي اتركونا نجىء معكم وذلك أنهم لما انصرفوا من عام الحديبية بالصلح وعدهم الله سبحانه فتح خيبر وخص بغنائمها من شهد الحديبية فلما انطلقوا إليها قال هؤلاء المخلفون ذرونا نتبعكم فقال سبحانه {يريدون أن يبدلوا كلام الله} أي مواعيد الله لأهل الحديبية بغنيمة خيبر خاصة أرادوا تغيير ذلك بأن يشاركوهم فيها عن ابن عباس وقيل يريد أمر الله لنبيه أن لا يسير معه منهم أحد عن مقاتل.
{قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل} أي قال الله بالحديبية قبل خيبر وقبل مرجعنا إليكم إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية لا يشركهم فيها غيرهم هذا قول ابن عباس ومجاهد وابن إسحاق وغيرهم من المفسرين وقال الجبائي أراد بقوله {يريدون أن يبدلوا كلام الله} قوله سبحانه قل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا وهذا غلط فاحش لأن هذه السورة نزلت بعد الانصراف من الحديبية في سنة ست من الهجرة وتلك الآية نزلت في الذين تخلفوا عن تبوك وكانت غزوة تبوك بعد فتح مكة وبعد غزوة حنين والطائف ورجوع النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) منها إلى المدينة ومقامه ما بين ذي الحجة إلى رجب ثم تهيأ في رجب للخروج إلى تبوك وكان منصرفه من تبوك في بقية رمضان من سنة تسع من الهجرة ولم يخرج (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعد ذلك لقتال ولا غزو إلى أن قبضه الله تعالى فكيف تكون هذه الآية مرادة بقوله {كلام الله} وقد نزلت بعده بأربع سنين لولا أن العصبية ترين على القلوب ثم قال {فسيقولون بل تحسدوننا} أي فسيقول المخلفون عن الحديبية لكم إذا قلتم هذا لم يأمركم الله تعالى به بل أنتم تحسدوننا أن نشارككم في الغنيمة فقال سبحانه ليس الأمر على ما قالوه {بل كانوا لا يفقهون} الحق وما تدعونهم إليه {إلا قليلا} أي إلا فقها قليلا أو شيئا قليلا وقيل معناه إلا القليل منهم وهم المعاندون .
ثم قال سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) {قل} يا محمد {للمخلفين} الذين تخلفوا عنك في الخروج إلى الحديبية {من الأعراب ستدعون} فيما بعد {إلى قوم أولي بأس شديد} وهم هوازن وحنين عن سعيد بن جبير وعكرمة وقيل هم هوازن وثقيف عن قتادة وقيل هم ثقيف عن الضحاك وقيل هم بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب عن الزهري وقيل هم أهل فارس هم ابن عباس وقيل هم الروم عن الحسن وكعب وقيل هم أهل صفين أصحاب معاوية والصحيح أن المراد بالداعي في قوله {ستدعون} هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنه قد دعاهم بعد ذلك إلى غزوات كثيرة وقتال أقوام ذوي نجدة وشدة مثل أهل حنين والطائف ومؤتة إلى تبوك وغيرها فلا معنى لحمل ذلك على ما بعد وفاته {تقاتلونهم أو يسلمون} معناه أن أحد الأمرين لا بد أن يقع لا محالة وتقديره أوهم يسلمون أي يقرون بالإسلام ويقبلونه وقيل ينقادون لكم وفي حرف أبي أو يسلموا وتقديره إلى أن يسلموا وفي النصب دلالة على أن ترك القتال من أجل الإسلام إذا وقع {فإن تطيعوا} أي فإن تجيبوا إلى قتالهم {يؤتكم الله أجرا حسنا} أي جزاءا صالحا {وإن تتولوا} عن القتال وتقعدوا عنه {كما توليتم من قبل} عن الخروج إلى الحديبية {يعذبكم عذابا أليما} في الآخرة {ليس على الأعمى حرج} أي ضيق في ترك الخروج مع المؤمنين في الجهاد والأعمى الذي لا يبصر بجارحة العين {ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} في ترك الجهاد أيضا قال مقاتل عذر الله أهل الزمانة والآفات الذين تخلفوا عن المسير إلى الحديبية بهذه الآية {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار} معناه في الأمر بالقتال {ومن يتول} عن أمر الله وأمر رسوله فيقعد عن القتال {يعذبه عذابا أليما} .
_________________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج9، ص191- 193.
{ سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ} . هؤلاء المخلفون هم الذين أبوا الخروج مع النبي ( صلى الله عليه واله ) حين توجه إلى مكة في أواخر سنة ست للهجرة ، وهم الذين عناهم اللَّه بقوله في الآية السابقة . {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا} الخ . . . لقد رغب النبي إليهم في المسير معه ، فخافوا من قريش وقالوا : أموالنا وأهلنا ، وبعد أن رجع النبي من الحديبية مكث في المدينة إلى أوائل سنة سبع ، ثم خرج غازيا إلى خيبر ، وكان فيها مغانم كثيرة ، تحركت لها شهوة المخلفين ، فقالوا للنبي والمؤمنين : خذونا معكم إلى تلك المكاسب والمغانم ! . . . عرضوا أنفسهم هنا للخروج ، وبالأمس دعوا إليه فتذرعوا بمشاغل الأهل والأموال خوفا من الجهاد والقتال . . . وهذا منطق من أسرته المطامع ولا يتحرك إلا بوحي منها .
{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} . ضمير يريدون ويبدلوا يعود إلى المخلفين ، والمراد بكلام اللَّه هنا وعده تعالى بحرمان المخلفين من المغانم التي أشار إليها سبحانه بقوله : {إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها} . ولكن اللَّه ، جلت حكمته ، لم يبين لنا ما هي هذه المغانم ؟ هل هي مغانم خيبر أو غيرها ؟ . ومع هذا قال المفسرون : ان اللَّه سبحانه وعد أهل بيعة الرضوان بالحديبية ، وعدهم أن تكون مغانم خيبر مختصة بهم دون غيرهم . وقال الرازي : هذا هو الأشهر عند المفسرين ، وقال المراغي : (وفيه أخبار صحيحة) . . . وليس هذا ببعيد لأن غزوة خيبر كانت الأولى بعد صلح الحديبية .
ومهما يكن فإن اللَّه سبحانه أمر نبيه الكريم أن يقول للمخلفين : {لَنْ تَتَّبِعُونا} إلى أخذ المغانم لأنكم رفضتم اتباعنا إلى مكة خوفا من القتل { كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} فهو الذي أخبرنا بأنه لا نصيب لكم في المغانم {فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا} كلا . . . ان اللَّه لم يحرمنا من الغنائم ، ولكن أنتم الذين حرمتمونا حسدا لنا وبغيا علينا { بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} . هذا رد منه تعالى على قولهم :
{تَحْسُدُونَنا ) ومعناه كلا ، ليس الأمر كما زعمتم ، وإنما هو جهلكم ومعصيتكم لأكثر أحكام اللَّه .
{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرابِ} وهم الذين أبوا الخروج مع رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) إلى مكة {سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} . والداعي هو رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) فإنه دعاهم بعد غزوة خيبر إلى غزوة حنين والطائف وتبوك {تُقاتِلُونَهُمْ أَو يُسْلِمُونَ} أي ان الأشداء الذين ستدعون إلى قتالهم يخيرهم الرسول بين أمرين :
إما السيف وإما الإسلام ، فهل تلبون دعوة الرسول أو تنكصون على أعقابكم كما فعلتم من قبل ؟ . وبكلام آخر ان صمودكم في قتال أولي البأس الشديد هو المحك لصدقكم ، وليس أخذ الغنائم {فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً} وهو الغنيمة في الدنيا والجنة في الآخرة ، أو الجنة وعلو المنزلة عند اللَّه لمن يقتل منكم في سبيله .
{وإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً} وأي عذاب أشد ألما من عذاب جهنم ؟ {لَيْسَ عَلَى الأَعْمى حَرَجٌ ولا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ ولا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ } .
لا إثم على هؤلاء الأصناف . الثلاثة إذا تخلفوا عن الجهاد من أجل الدعوة إلى الإسلام ، أما الجهاد لدفاع العدو وردعه عن الاعتداء فهو حتم على الجميع رجالا ونساء وصغارا مميزين وكبارا أصحاء وغير أصحاء . . . من كل حسب طاقته { ومَنْ يُطِعِ اللَّهً ورَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ ومَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً }. المعنى واضح ، وهو الجنة لمن أطاع ، والنار لمن عصى ، وقد تكرر هذا المعنى في عشرات الآيات لمناسبة ذكر عمل الخير والشر ، وللتنبيه بأن اللَّه عادل وحكيم ، وان الإنسان لن يترك سدى ، وانه سيلقى اللَّه بأعماله ، وانها هي وحدها موضوع الحساب ومقياس الجزاء .
_____________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7، ص92-93.
قوله تعالى: {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم} إلى آخر الآية إخبار عن أن المؤمنين سيغزون غزوة فيرزقون الفتح ويصيبون مغانم ويسألهم المخلفون أن يتركوهم يتبعونهم طمعا في الغنيمة، وتلك غزوة خيبر اجتاز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنون إليه ففتحوه وأخذوا الغنائم وخصها الله تعالى بمن كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفره الحديبية لم يشرك معهم غيرهم.
والمعنى: أنكم ستنطلقون إلى غزوة فيها مغانم تأخذونها فيقول هؤلاء المخلفون: اتركونا نتبعكم.
وقوله: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} قيل: المراد به وعده تعالى أهل الحديبية أن يخصهم بغنائم خيبر بعد فتحه كما سيجيء من قوله: {وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه الآية}، ويشير إليه في هذه الآية بقوله: {إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها}.
وقوله: {قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل} أمر منه تعالى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يمنعهم عن اتباعهم استنادا إلى قوله تعالى من قبل أن يسألوهم الاتباع.
وقوله: {فسيقولون بل تحسدوننا} أي سيقول المخلفون بعد ما منعوا عما سألوه من الاتباع: {بل تحسدوننا} وقوله: {بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا} جواب عن قولهم: {بل تحسدوننا} لم يوجه الخطاب إليهم أنفسهم لأن المدعي أنهم لا يفقهون الحديث ولذلك وجه الخطاب بالجواب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: {بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا}.
وذلك أن قولهم: {بل تحسدوننا} إضراب عن قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم بأمر الله: {لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل} فمعنى قولهم: إن منعنا من الاتباع ليس عن أمر من قبل الله بل إنما تمنعنا أنت ومن معك من المؤمنين أهل الحديبية أن نشارككم في الغنائم وتريدون أن تختص بكم.
وهذا كلام لا يواجه به مؤمن له عقل وتمييز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المعصوم الذي لا يرد ولا يصدر في شأن إلا بأمر من الله اللهم إلا أن يكون من بساطة العقل وبلادة الفهم فهذا القول الذي واجهوا به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم مدعون للإيمان والإسلام أدل دليل على ضعف تعقلهم وقلة فقههم.
ومن هنا يظهر أن المراد بعدم فقههم إلا قليلا بساطة عقلهم وضعف فقههم للقول لا أنهم يفقهون بعض القول ولا يفقهون بعضه وهو الكثير ولا أن بعضهم يفقه القول وجلهم لا يفقهونه كما فسره به بعضهم.
قوله تعالى: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون} إلخ، اختلفوا في هذا القوم من هم؟ فقيل: المراد به هوازن، وقيل: ثقيف، وقيل: هوازن وثقيف، وقيل: هم الروم في غزاة مؤتة وتبوك، وقيل: هم أهل الردة قاتلهم أبوبكر بعد الرحلة، وقيل: هم الفارس، وقيل: أعراب الفارس وأكرادهم.
وظاهر قوله: {ستدعون} أنهم بعض الأقوام الذين قاتلهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد فتح خيبر من هوازن وثقيف والروم في مؤتة، وقوله تعالى سابقا: {قل لن تتبعونا} ناظر إلى نفي اتباعهم في غزوة خيبر على ما يفيده السياق.
وقوله: {تقاتلونهم أو يسلمون} استئناف يدل على التنويع أي إما تقاتلون أو يسلمون أي إنهم مشركون لا تقبل منهم جزية كما تقبل من أهل الكتاب بل إما أن يقاتلوا أو يسلموا.
ولا يصح أخذ {تقاتلونهم} صفة لقوم لأنهم يدعون إلى قتال القوم لا إلى قتال قوم يقاتلونهم، وكذا لا يصح أخذ حالا من نائب فاعل {ستدعون} لأنهم يدعون إلى قتال القوم لا أنهم يدعون إليهم حال قتالهم، كذا قيل.
ثم تمم سبحانه الكلام بالوعد والوعيد على الطاعة والمعصية فقال: {فإن تطيعوا} أي بالخروج إليهم {يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا} أي بالمعصية وعدم الخروج {كما توليتم من قبل} ولم تخرجوا في سفره الحديبية {يعذبكم عذابا أليما} أي في الدنيا كما هو ظاهر المقام أوفي الدنيا والآخرة معا.
قوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} رفع للحكم بوجوب الجهاد عن ذوي العاهة الذين يشق عليهم الجهاد برفع لازمه وهو الحرج.
ثم تمم الآية أيضا بإعادة نظير ذيل الآية السابقة فقال: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما}.
____________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج18، ص229-231.
المخلّفون الانتهازيّون:
يعتقد أغلب المفسّرين أنّ هذه الآيات ناظرة إلى «فتح خيبر» الذي كان في بداية السنة السابعة للهجرة وبعد صلح الحديبيّة! وتوضيح ذلك أنّه طبقاً للرّوايات حين كان النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعود من الحديبيّة بشّر المسلمين المشتركين بالحديبيّة ـ بأمر الله ـ بفتح خيبر، وصرّح أن يشترك في هذه الحرب من كان في الحديبيّة من المسلمين فحسب، وأنّ الغنائم لهم وحدهم ولن ينال المخلّفين منها شيء أبداً.
إلاّ أنّ عبيد الدنيا الجبناء لمّا فهموا من القرائن أنّ النّبي سينتصر في المعركة المقبلة قطعاً ـ وأنّه ستقع غنائم كثيرة في أيدي جنود الإسلام ـ أفادوا من الفرصة، فجاؤوا الى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطلبوا منه أن يأذن لهم بالاشتراك في حرب خيبر، وربّما توسّلوا بهذا العذر، وهو أنّهم يريدون التكفير عن خطئهم السابق والتوبة من الذنب وأن يتحمّلوا عبءَ المسؤولية، والخدمة الخالصة للإسلام والقرآن ويريدون الجهاد مع رسول الله في هذا الميدان، وقد غفلوا عن نزول الآيات آنفاً وأنّها كشفت حقيقتهم من قبلُ كما نقرأ ذلك في الآية الأُولى من الآيات محل البحث ـ: {سيقول المخلّفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتّبعكم..}.
ولا نجد ذلك في هذا المورد فحسب، بل في موارد كثيرة نجد هؤلاء الطامعين يركضون وراء اللقمة الدسمة التي لا تقترن بألم. ويهربون من المواطن الخطيرة وساحات القتال كما نقرأ ذلك في الآية (42) من سورة التوبة: {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ } [التوبة: 42].
وعلى كلّ حال فإنّ القرآن الكريم يقول رداً على كلام هؤلاء الانتهازيين وطالبي الفُرص {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ثمّ يضيف قائلاً للنبي: {قل لن تتبعونا}.
وليس هذا هو كلامي بل {كذلكم قال الله من قبل} وأخبرنا عن مستقبلكم أيضاً.
إنّ أمر الله أن تكون غنائم خيبر خاصّة بأهل الحديبيّة ولن يشاركهم في ذلك أحد. لكنّ هؤلاء المخلّفين الصلفين استمروا في تبجّحهم واتهموا النبيّ ومن معه بالحسد كما صرّح القرآن بذلك: {فسيقولون بل تحسدوننا}.
وهكذا فإنّهم بهذا القول يكذّبون حتى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعدّون أساس منعهم من الاشتراك في معركة خيبر الحسد فحسب.
وفي ذيل الآية يصرّح القرآن عن حالهم فيقول: {بل كانوا لا يفقهون إلاّ قليلاً}.
أجل إنّ أساس جميع شقائهم وسوء حظهم هو جهلهم وعدم فقاهتهم، فالجهل ملازم لهم أبداً، جهلهم بالله سبحانه وعدم معرفة مقام النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وجهلهم عن مصير الإنسان وعدم توجّههم إلى أنّ الثروة في الدنيا لا قرار فيها، فهي زائلة لا محالة!.
صحيح أنّهم أذكياء في المسائل المادية والمنافع الشخصية، ولكن أي جهل أعظم من أن يبيع الإنسان جميع كيانه وكلّ شيء منه بالثروة!
وأخيراً وطبقاً لما نقلته التواريخ فإنّ النّبي الأكرم وزّع غنائم خيبر على أهل الحديبيّة فحسب، حتى الذين لم يشتركوا في خيبر وكانوا في الحديبيّة جعل لهم النّبي سهماً من غنائم خيبر، وبالطبع لم يكن لهذا المورد أكثر من مصداق واحد وهو «جابر بن عبد الله الأنصاري»(2).
واستكمالاً لهذا البحث فإنّ الآية التالية تقترح على المخلّفين عن الحديبيّة اقتراحاً وتفتح عليهم باب العودة فتقول: {قل للمخلّفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلّمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً وإن تتولّوا كما تولّيتم من قبل يعذّبكم عذاباً أليماً}.
فمتى ما ندمتم عن أعمالكم وسيرتكم السابقة ورفعتم اليد عن عبادة الدنيا وطلب الراحة، فينبغي أن تؤدّوا امتحان صدقكم في الميادين الصعبة وأن تُسهموا فيها مرّةً أخرى، وإلاّ فإنّ إجتناب الميادين الصعبة، والمساهمة في الغنائم وميادين الراحة غير مقبول بأي وجه ودليل على نفاقكم أو ضعف إيمانكم وجبنكم.
الطريف هنا أنّ القرآن كرر التعبير بالمخلّفين في آياته، وبدلاً من الاستفادة من الضمير فقد عوّل على الاسم الظاهر.
وهذا التعبير خاصةً جاء بصيغة اسم المفعول «المخلَّفين» أي المتروكين وراء الظهر، وهو إشارة إلى أنّ المسلمين المؤمنين حين كانوا يشاهدون ضعف هؤلاء وتذرعهم بالحيل كانوا يخلّفونهم وراء ظهورهم ولا يعتنون أو يكترثون بكلامهم! ويسرعون إلى ميادين الجهاد!.
ولكنّ من هم هؤلاء القوم المعبّر عنهم بـ «أولي بأس شديد» في الآية وأي جماعة هم؟! هناك كلام بين المفسّرين..
وجملة {تقاتلونهم أو يسلمون} تدلُّ على أنّهم ليسوا من أهل الكتاب، لأنّ أهل الكتاب لا يُجبرون على قبول الإسلام، بل يُخيّرون بين قبوله أو دفع الجزية والحياة مع المسلمين على شروط أهل الذمّة.
وإنّما الذين لا يُقبل منهم إلاّ الإسلام هم المشركون وعبدة الأصنام فحسب، لأنّ الإسلام لا يعترف بعبادة الأصنام ديناً ويرى انّه لابدّ من إجبار الناس على ترك عبادتها.
ومع الإلتفات إلى أنّه لم تقع معركة مهمّة في عصر النّبي بعد حادثة الحديبيّة مع المشركين سوى فتح مكّة وغزوة حنين، فيمكن أن تكون الآية المتقدّمة إشارة إلى ذلك وخاصّة غزوة حنين لأنّها اشترك فيها أولو بأس شديد من «هوازن» و«بني سعد».
وما يراه بعض المفسّرين من احتمال أنّ الآية تشير إلى غزوة (مؤتة) التي حدثت مع أهل الروم فهذا بعيد، لأنّ أهل الروم كانوا كتابيين.
واحتمال أنّ المراد منها الغزوات التي حدثت بعد النّبي ومن جملتها غزوة فارس واليمامة، فهذا أبعد بكثير، لأنّ لحن الآيات مشعر بأنّ الحرب ستقع في زمان النبيّ ولا يلزمنا أبداً أن نطبّق ذلك على الحروب التي حدثت بعده، ويظهر أنّ للدوافع السياسية أثراً في بعض الأفكار المفسّرين في هذه القضية!.
وهنا ملاحظة جديرة بالتأمّل وهي أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يَعِدُهم بالقول أنّهم سيغنمون في الحروب والمعارك المقبلة، لأنّ الهدف من الجهاد ليس كسب الغنائم بل المعوّل عليه هو ثواب الله العظيم وهو عادةً إنّما يكون في الدار الآخرة!
وهنا ينقدح هذا السؤال، وهو أنّ الآية (83: من سورة التوبة تردّ ردّاً قاطعاً على هؤلاء المخلّفين فتقول: {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ} [التوبة: 83].
في حين أنّ الآية محل البحث تدعوهم إلى الجهاد والقتال في ميدان صعب (ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد). فما وجه ذلك؟
ولكن مع الإلتفات إلى الآية (83) في سورة التوبة تتعلق بالمخلّفين في معركة تبوك الذين قطع النّبي الأمل منهم، أمّا الآية محل البحث فتتحدّث عن المخلّفين عن الحديبيّة، وما يزال النّبي يأمل فيهم المشاركة، فيتّضح الجواب على هذا الاشكال!.
وحيث أنّ من بين المخلّفين ذوي أعذار لنقص عضوي في أبدانهم أو لمرض وما الى ذلك فلم يقدروا على الإشتراك في الجهاد، ولا ينبغي أن نُجحد حقهم، فإنّ الآية الأخيرة من الآيات محلّ البحث تبيّن أعذارهم وخاصّة أنّ بعض المفسّرين قالوا إنّ جماعة من المعوّقين جاؤوا إلى النّبي بعد نزول الآية وتهديدها للمخلّفين بقولها «يعذّبكم عذاباً أليماً»، فقالوا: يا رسول الله ما هي مسؤوليتنا في هذا الموقع؟ فنزل قوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج}.
وليس الجهاد وحده مشروطاً بالقدرة، فجميع التكاليف الإلهيّة هي سلسلة من الشرائط العامة ومن ضمنها الطاقة والقدرة، وكثيراً ما أشارت الآيات القرآنية إلى هذا المعنى وفي الآية (286) من سورة البقرة نقرأ تعبيراً كلياً عن هذا الأصل وهو: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
وهذا الشرط ثابت بالأدلة النقلية والعقليّة!.
وبالطبع فإن هذه الجماعة وإن كانت معذورة من الاشتراك في ميادين الجهاد، إلاّ أنّ عليها أن تساهم بمقدار ما تستطيع لتقوية قوى الإسلام وتقدّم الأهداف الإلهية كما نقرأ ذلك في الآية (91) من سورة التوبة: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 91].
أي أنّهم إذا لم يستطيعوا أن يؤدّوا عملاً بأيديهم، فلا ينبغي أن يألوا جهداً فيما يقدرون عليه ولا يعتذروا بألسنتهم عنه، وهذا التعبير الطريف يدلّ على أنّه لا ينبغي الاغماض عن القدرات أبداً، وبتعبير آخر أنّهم إذا لم يستطيعوا أن يشاركوا في الجبهة فعلى الأقل عليهم أن يُحكموا المواضع الخلفية للجبهة!
ولعلّ الجملة الأخيرة في الآية محل البحث تشير أيضاً إلى هذا المعنى فتقول: {ومن يطع الله ورسوله يُدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار ومن يتولّ يعذّبه عذاباً أليماً}.
وهذا الاحتمال وارد أيضاً، وهو أنّ بعض الأفراد في المواقع الاستثنائية يعتذرون عن المساهمة
الأمثل / الجزء السادس عشر / صفحة -ويسيئون فهم النص- فالقرآن هنا يحذّرهم أنّهم إذا لم يكونوا معذورين واقعاً فإنّ الله أعدّ لهم عذاباً أليماً.
ومن نافلة القول أنّ كون المريض والأعمى والأعرج معذورين خاص بالجهاد، أمّا في الدفاع عن حمى الإسلام والبلد الإسلامي والنفس فيجب أن يدافع كلٌّ بما وسعه، ولا استثناء في هذا المجال!
___________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج13 ، ص42-46.
2 ـ سيرة ابن هشام، ج 3، ص 364.