القسم من (الاساليب) التي لا يستغني عنها انسان, وتستعمل فيه جملة تسمى جملة القسم, وهي جملة فعلية, لا يجوز ظهورها إلا مع حرف الباء, فتقول:
أقسم باللهِ.
أحلف باللهِ.
باللهِ.
ومعنى ذلك أن القسم يتم بجملة فعلية وبعدها شبه جملة مكون من حرف جر ومجرور هو الاسم المقسم به, وشبه الجملة هذا يتعلق بفعل القسم سواء كان مذكرا أم محذوفا.
وحروف القسم الشائعة ثلاثة: الباء, والواو, والتاء.
أما الباء فهي الأصل في القسم كما يقولون, ولذلك تتميز عن الواو والتاء بأشياء:
1- أن فعل القسم يجوز ظهوره معها, أما مع الواو والتاء فيجب حذفه:
أقسم بالله. بالله.
والله. تالله.
2- تدخل على الاسم الظاهر وعلى الضمير, أما الواو والتاء فلا تدخلان غلا على الاسم الظاهر:
أقسم بالله. أقسم به.
والله. تالله.
ص323
3- يمكن أن يكون جوابها جملة استفهامية, ولا يجوز ذلك مع الواو والتاء, فتقول:
بالله, هل اديت واجبك؟
ولايجوز أن تقول:
* والله, هل أديت واجبك؟
* تالله, هل أديت واجبك؟
جواب القسم:
يتطلب القسم جوابا لابد أن يكون جملة, تسمى جملة جواب القسم, وهي الجملة التي تريد تأكيدها بالقسم, وجملة القسم, كأي جواب آخر, لامحل لها من الاعراب.
وهي قد تكون جملة اسمية أو فعلية.
- فإذا كانت اسمية مثبتة فالاغلب اقترانها بـ (إن) و (اللام) أو إحداهما:
والله إن الغرور لَمُهْلِكٌ.
الواو: حرف جر, ولفظ الجلالة مجرور, وشبه الجملة يتعلق بفعل محذوف تقيره: أقسم.
إن: حرف توكيد ونصب, والغرور اسم إن, واللام هي اللام المزحلقة.
ومهلك خبر إن. والجملة جواب القسم لامحل لها من الاعراب.
ولك أن تقول: والله إن الغرور مهلك.
و: والله للغرور مهلك.
- وإذا كانت اسمية منفية لم يقترن بشيء إلا حرف النفي:
والله ما إنسانٌ مخلدٌ.
- أما إذا كانت جملة القسم فعلية مثبتة فعلها مضارع فالأغلب اقترانها باللام ونون التوكيد معا:
ص324
والله لينجحَنَّ المجتهدُ.
والله: شبه جملة متعلق بفعل محذوف, تقديره أقسم.
اللام: واقعة في جواب الشرط, وينجحن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة, والمجتهد فاعل, والجملة جواب القسم لامحل لها من الاعراب.
- فإذا كانت فعلية مثبتة فعلها ماض منصوب فالاغلب اقترانها باللام وقد:
والله لقد انتصر الحق.
اللام: واقعة في جواب القسم, وقد حرف تحقيق, انتصر فعل ماضي وفاعل,
والجملة جواب القسم لامحل لها من الاعراب.
فإذا كان الفعل الماضي جامدا فالأغلب اقترانه باللام فقط:
والله لنعم خلق المرء الصدق.
- فإذا كانت الجملة الفعلية منفية لم تقترن بشيء إلا حرف النفي:
والله ما خان مؤمن وطنه.
والله لا يسعى مؤمن حق إلا إلى الخير.
اقتران الشرط والقسم:
يشيع في العربية استعمال شرط وقسم في جملة واحدة، وكلٌّ يطلب جوابا، فلأيهما يكون؟
القاعدة العامة أن الجواب يكون للسابق منهما:
إن تجتهدْ والله تنجحْ.
تنجح هنا فعل مضارع مجزوم؛ لأنه واقع في جواب الشرط؛ لأن الشرط هو السابق، والجملة من الفعل والفاعل جواب الشرط لا محل لها من الإعراب، أما جواب القسم فمحذوف يدل عليه جواب الشرط.
ص325
إن تجتهدْ والله فأنت ناجح.
الجواب هنا اقترن بالفاء؛ لأنه جواب الشرط حيث إنه سبق القسم.
والله إن تجتهد لتنجحن.
الجواب هنا للقسم لسبقه، بدليل دخول اللام على الفعل المضارع وكذلك توكيده بالنون. وعلى ذلك نقول: إن جملة "لتنجحن" لا محل لها من الإعراب جواب القسم، أما جواب الشرط فمحذوف دل عليه جواب القسم.
- يشيع في العربية استخدام اللام مع "إن" الشرطية، وهذه اللام ليست هي الواقعة في جواب القسم، بل تسمى اللام الموطئة للقسم، وهي علامة على وجود قسم سابق على الشرط، ومن ثَمَّ فإن الجواب يكون للقسم.
لئن اجتهدت لتنجحن.
اللام موطئة للقسم، وإن حرف الشرط، واجتهدت فعل وفاعل، واللام واقعة في جواب القسم، وتنجحن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
- فإذا جاء الشرط والقسم بعد مبتدأ فالجواب يكون دائما للشرط سواء تقدم أو تأخر:
زيد والله إن يجتهد ينجح.
زيد: مبتدأ، والله شبه جملة متعلق بفعل محذوف، وإن حرف شرط، ويجتهد فعل مضارع مجزوم لكونه فعل الشرط، وفاعله مستتر، وينجح فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الشرط، وفاعله مستتر، والجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب، وجواب القسم محذوف دل عليه جواب الشرط.
ص326
الاكثر قراءة في القسم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة