البرامكة ينسبون إلى برمك وهو من مجوس بلخ ومن كبار قومها وأشرافهم، وأحد خدام معبد النوبهار (New Bahar) يُوقد نيرانها التي يقدسها المجوس (1). وليس برمك اسم لشخص وإنما هو لقب يُطلق على خدام معبد النوبهار (2)، وهو تقليد وراثي وكانت الأراضي الملحقة بهذا المعبد في يد أبناء هذه الأسرة (3).

ينتسب البرامكة إلى أهالي بلخ ، التي تعد من أكبر مدن خراسان (4) ، وكانت سنتهم إذا بنوا بناءاً جميلاً كللوه بالريحان (النوبهار) وتوخوا لذلك أول ريحان يطلع في ذلك الوقت ، فلما بنوا ذلك البيت جعلوا عليه أول ما يظهر من الريحان وكان البهار (Bahar) فسمي (نوبهار) ، وكانت الفرس تعظمه ، وكان يسمونه السادن الأكبر برمك ، فلم يزل يليه برمك بعد برمك إلى ان انتهت السدانة إلى والد خالد البرمكي (5) أسلم خالد (الجد الأعلى للبرامكة) في أواخر عهد الخلافة الأموية ، تعاطف مع الدعوة العباسية في خرا سان وقاتل من اجلها تحت راية أبي مسلم الخراساني ثم التحق بعد إعلان الثورة بجيش قحطبة بن شبيب الطائي الذي زحف نحو العراق واكتسح جيوش الأمويين فيه (6) .

تولى خالد البرمكي الوزارة في عهد الخليفة أبي العباس بعد (أبي سلمة الخلال)، وتولى إقليم فارس من قبل الخليفة المنصور (7). أما يحيى بن خالد البرمكي فقد ضم إليه الخليفة المهدي ابنه هارون وجعله في حجره (8) كما كان ليحيى بن خالد وابنيه جعفر والفضل مكانة كبيرة عند الخليفة الرشيد ونفوذ وصلاحيات في الخلافة العباسية (9) فقد عهد الخليفة الرشيد ليحيى بن خالد خاتم الخلافة ثم صار إلى جعفر بن يحيى ثم ردّه الخليفة الرشيد ليحيى بن خالد ثم صار في يد الخليفة الرشيد (10). وكان يحيى أيضاً وزير الخليفة الرشيد وصاحب أمره كله (11). استمر الاهتمام بالأسرة البرمكية إلى أن عاقبهم الخليفة الرشيد في سنة (187هـ/802 م) (12).

______________

(1) المقدسي، البدء …، ج6، ص104؛ الجومرد، هارون …، ص69؛ Farouk Omar Fozee, Abbāsiyyāt, Baghdad, Dar AL Horea, 1976, p., 28.

(2)  دائرة المعارف الإسلامية، مادة البرامكة، مج3، ص492؛ الخضري بك، المرجع السابق، ص11؛ Fozee, OP., cit., p., 28.

(3)  الحموي، المصدر السابق، مج5، ص308.

(4) اليعقوبي، البلدان، ص53.

(5) الحموي، المصدر السابق، مج5، ص308، 309.

(6) ابن الطقطقي، المصدر السابق، ص156؛ الجومرد، هارون …، ص69؛ شلبي، المرجع السابق، ج3، ص286-287.

(7) ابن خلكان، المصدر السابق، مج6، ص219-220؛ محمد احمد برانق، البرامكة في ظلال الخلفاء، القاهرة، دار المعارف، (د.ت)، ص15.

(8) ابن خلكان، المصدر السابق، مج6، ص221.

(9) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص429؛ الخضري بك، المرجع السابق، ص111؛ Fozee, Op., cit., pp., 29-30.                                                                                                                 

(10)  الطبري، المصدر السابق، ج8، ص251.

(11) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص751-752.

(12) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص458.