أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2018
1115
التاريخ: 10-12-2018
15131
التاريخ: 3-12-2018
1954
التاريخ: 1-12-2018
1389
|
علم اللغة، هو العلم الذي يبحث في اللغة، ويتخذها موضوعا له، فيدرسها من النواحي الوصفية، والتاريخية، والمقارنة، كما يدرس العلاقات الكائنة بين اللغات المختلفة، أو بين مجموعة من هذه اللغات، ويدرس وظائف اللغة وأساليبها المتعددة، وعلاقتها بالنظم الاجتماعية المختلفة.
وموضوع علم اللغة، هو كل النشاط للإنسان في الماضي والحاضر، يستوي في هذا الإنساني البدائي والمتحضر، واللغات الحية والميتة، والقديمة والحديثة، دون اعتبار لصحة أو لحن، أو جودة أو رداءة، أو غير ذلك(1).
واللغة التي يبحث فيها هذا العلم، ليست هي اللغة العربية أو الإنجليزية أو الألمانية، وإنما هي اللغة في ذاتها، ومن أجل ذاتها(2)، هي "اللغة" التي تظهر وتتحقق، في أشكال لغات أخرى كثيرة ولهجات متعددة، وصور مختلفة من صور "الكلام" الإنساني، فمع أن اللغة العربية، تختلف عن الإنجليزية، وهذه تختلف عن الألمانية، فإن هناك أصولا وخصائص جوهرية، تجمع ما بين هذه اللغات، كما تجمع بينها وبين سائر اللغات، وصور الكلام الإنساني، وهو أن كلا منها لغة، أو نظام اجتماعي معين، تتكلمه جماعة معينة، بعد أن تتلقاه عن المجتمع، وتحقق به وظائف معينة، ينتقل من جيل إلى جيل، فيمر بأطوار من التطور، متأثرا في ذلك بسائر النظم الاجتماعية، والسياسية، الاقتصادية، والدينية وغير ذلك.
ص7
وهكذا نرى أن علم اللغة، يستقى مادته من النظر في اللغات على اختلافها، وهو يحاول أن يصل إلى فهم الحقائق والخصائص، التي تجمع اللغات الإنسانية كلها، في إطار واحد.
وتتحدد لذلك وظائف علم اللغة فيما يلي(3):
1- وصف ما وصل إلينا من اللغات البشرية، والتأريخ لها، وتقسيم اللغات إلى فصائل وعائلات، وإعادة صوغ اللغات الأم، لكل هذه الفصائل، على قدر الإمكان.
2- البحث عن القوى المؤثرة في حياة اللغات في كل مكان، واكتشاف القوانين العامة، التي تفسر الظواهر اللغوية الخاصة بكل لغة.
3- تحديد مجالات علم اللغة، والبحث عن تعريف مناسب لهذا العلم.
وكان لا بد لكي تكتمل مباحث هذا العلم، أن يسبق بدراسات تفصيلية لمعظم لغات البشر، وقد مهدت تلك الدراسات المستقلة لكل لغة على حدة، للبحث في تاريخ اللغات والمقارنة بينها، فكثر التفكير في نشأة اللغة، وفي تطورها، وفي العائلات اللغوية، وغير ذلك.
نعم إن تلك الدراسات السابقة للغات البشر، أو لأشهرها، يعاد النظر فيها الآن مرة أخرى. والذي يدعو إلى إعادة النظر فيها، هو نتائج "علم اللغة" نفسه؛ لأن بعض تلك الدراسات، قام على أسس غير سليمة، أو استعان بوسائل قاصرة، ولكن تلك الدراسات، مع ما فيها من
ص8
قصور، كانت خطوة أساسية، لظهور "علم اللغة"، ووصوله إلى ما وصل إليه الآن.
ومن واجبات اللغوي أن يدرس اللغة كما هي، فليس له أن يغير من طبيعتها، شأنه في ذلك شأن الباحث في أي علم من العلوم، فليس له أن يقتصر في بحثه على جوانب من اللغة مستحسنا إياها، وينحي جوانب أخرى، استهجانا لها، أو استخفافا بها، أو لغرض في نفسه، أو لأي سبب آخر من الأسباب.
ولا ترمي دراسة علم اللغة إلى أغراض عملية، فالباحث اللغوي يدرس اللغة لغرض الدراسة نفسها، فهو يدرسها دراسة موضوعية، تستهدف الكشف عن حقيقتها، فليس من موضوع دراسته، أن يحقق أغراضا تربوية مثلا، أو أية أغراض عملية أخرى، فهو لا يدرسها بغرض الارتقاء بها مثلا، أو تصحيح جوانب منها، أو القضاء على عوج فيها، فإن عمله يجب أن يقتصر على وصفها وتحليلها، بطريقة موضوعية.
ص9
__________
(1) انظر: F De Saussure Grundfragen S 7
(2) انظر: علم اللغة للدكتور محمود السعران 51.
(3) انظر: F De Saussure Grundfragen K 7
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|