أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2019
740
التاريخ: 16-3-2019
1114
التاريخ: 16-3-2019
636
التاريخ: 9-4-2019
1768
|
القوانين الصوتية:
قد ركز الباحثون جوانب الاختلاف المطرد بين الأصوات في اللغات السامية في شكل قوانين تسجل أوجه التقابل الصوتي(1). ويمكن استخراج قوانين التقابل الصوتي في اللغات السامية من مقارنة الألفاظ الأساسية المشتركة في هذه اللغات، وذلك تجنبًا للانطلاق من ألفاظ غير مشتركة ودخيلة. ونوضح فكرة القوانين الصوتية في ضوء عدد من أهم هذه القوانين في اللغات السامية.
الثاء العربية ومقابلاتها في اللغات السامية:
تدل مقارنة مجموعة من الألفاظ الأساسية في اللغات السامية والتي جاء في صيغها العربية صوت الثاء(2) أن الأكادية تعرف مكانها صوت الشين، وأن العربية تعرف في مكانها الشين أيضا، ولكن الآرامية تعرف الثاء، والحبشية تعرف السين في نفس المواضع، ويتضح هذا من الأمثلة التالية:
ص202
وهنا نلاحظ اطراد بعض التغيرات، فالثاء العربية تقابلها الشين في الأكادية والعربية، وتكتب الشين في الخط الصوتي بعلامة السين وفوقها علامة مميزة تكاد تكون بديلا مرئيا عن نقط الشين العربية بشكل معكوس. وليس من الممكن تصور أن الشين هنا هي الصوت الأصلي في اللغة السامية الأم، بل من الممكن تيسير كل الأصوات الموجودة هنا باعتبار أن الثاء تمثل الصيغة الأقدم، وأن الشين والثاء والسين تمثل تطورات خاصة بكل لغة من هذه اللغات على حدة. ونكتفي هنا ببيان تحول الثاء التي افترضناها في اللغة السامية الأم والموجودة في الغربية الى الثاء في الآرامية. فهذا التغير عبارة عن تحول نطق الأصوات بين الاسنانية مثل الثاء والذال الى المقابلات الاسنانية الثاء والدال، على نحو ماحدث في تغير العربية الفصحى الى لهجات مصر والشام. والثاء العربية يقابلها في هذه اللهجات كما يقابلها في الآرامية صوت التاء، نجد هذا واضحا في الكلمات اثنين/ اتنين، ثعلب / تعلب، في العربية وكذلك في اسم الاشارة: ذا / ده، ذه/ دي ، فالتغير الذي حدث للثاء السامية الأةلى الى التاء في الآرامية موازٍ للتغير الذي حدث بعد ذلك عندما تحولت الثاء في العربية الفصحى الى تاء في اللهجات العربية في مصر والشام. وفي هذا دليل على قدم الثاء العربية وأنها رغم اختلاف مقابلاتها في اللغات السامية الأخرى تعد امتدادا مباشرا للثاء في اللغة السامية الأولى أي قبل الهجرات السامية.
الضاد العربية ومقابلاتها في اللغات السامية:
وصفت العربية بأنها لغة الضاد وكأن الضاد لم تأت إلا في العربية. والواقع أن
ص203
الضاد من الأصوات التي تشترك فيها العربية الشمالية مع العربية الجنوبية القديمة. ويقابلها في اللغات السامية الشمالية الصاد في العبرية والأكادية، والعين في الآرامية يتضح هذا من المثال التالي(3):
وتعد الضاد هنا سمة من سمات العربية الشمالية والعربية الجنوبية. ويرى أكثر الباحثين أن الضاد تمثل الصوت الأقدم في هذه المجموعة، ولكن هناك اختلافا في معرفة كيفية نطق تلك الضاد في اللغة السامية الأولى فضلا عن نطقها العربي القديم الذي لا يزال موضوع خلاف بين الباحثين. ويعد التقابل بين الضاد العربية والعين الآرامية من الظواهر المؤكدة التي يصعب إيجاد تفسير صوتي لها.
وفي كل الأمثلة السابقة لاحظنا وجود ضمة الرفع في الصيغة الأكادية. ويعد الإعراب رفعًا ونصبًا وجرًّا من السمات المشتركة للعربية والأكادية مما يشير إلى كونه موروثا من اللغة السامية الأولى، كما لوحظ في الأمثلة السابقة انتهاء الصيغة الآرامية بفتحة طويلة كانت تدل على كون الكلمة مَعْرِفة. وبغض النظر عن عدد من الأصوات التي تغيرت في اللغة العربية عنها في السامية الأولى، فإن أصوات العربية تعد بصفة عامة امتدادًا مباشرًا للأصوات التي افترض العلماء وجودها في اللغة السامية الأولى قبل الهجرات السامية.
ص204
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: Brockelmann, Grundriss I, 125-136
(2) bergtrasser, einffhrung s. 183.
(3) انظر Bergatasser, Einfuhurng s.185.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|