أخذ محمد الأحكام والقصص والحديث من التوراة والمسيحية والسامرية ، وأن لفظا جهنم والسكينة عبري ، أما الدنيا فقد أخذ صورتها من وعاظ النصارى ، وأن عالم الأرواح والسحر مهد الطريق لظهور الإسلام |
1726
07:17 صباحاً
التاريخ: 13-1-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2017
1460
التاريخ: 15-1-2019
1881
التاريخ: 15-1-2019
2088
التاريخ: 18-11-2016
1399
|
[نص الشبهة] : [أخذ محمد الاحكام والقصص والحديث من التوراة والمسيحية والسامرية ، وان لفظا جهنم والسكينة عبري ، اما الدنيا فقد اخذ صورتها من وعاظ النصارى ، ان عالم الارواح والسحر مهد الطريق لظهور الاسلام واليك التفصيل] :
عن استقاء محمد من التوراة يقول ( هورفتز J. Horovitz ) تحت مادّة ( التوراة ) : ( وفي القرآن إلى جانب مثل هذه الإشارات البيّنة إلى التوراة ، قصص وأحكام استقاها منها وردّدها في مواضع كثيرة ، دون أنْ يذكر المصدر الذي نقل عنه ، وقد ساق أغلب هذا القصص في صيغته الهجاديّة (1) وحوّر بعضه بحيث يُلائم أغراض محمّد الخاصّة )(2) .
وتحت مادّة ( جهنّم ) يقول ( كارادي فو B. Carrade Vaux ) : ( جهنّم : وهي كلمة مشتقّة من اللفظ العِبري ( جيحنّون ) أو ( وادي هنوم ) ، ( انظر سِفر يوشع ، الإصحاح الخامس عشر ، الفقرة -8- وكان وادياً بالقرب من بيت المقدّس ، تُقدّم فيه القرابين إلى مولك في أيّام العقوق ، وكلمة ( جهنّام ) بألفٍ بعد النون معناها البئر العميق . وقد تردّد ذكر جهنّم وفكرة جهنّم كثيراً في القرآن إمّا لأنّ محمّداً نفسه قد بدهته هذه الفكرة وإمّا لأنّه رأى أنّه من المفيد أنْ يلحّ في ذكرها لتفعل فعلها في مشاعر السامعين )(3) .
وتحت مادّة ( دنيا ) يقول ( كارادي فو ) : (... وأُسلوب محمّد في استعمال هذه الكلمة يذكّرنا تماماً بأُسلوب وعّاظ النصارى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (سورة البقرة ـ الآية80) (4) ، وجاء في القرآن أيضاً (سورة الأعلى ، الآيات من 16 ـ 19) : {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا *وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى *إِنّ هذَا لَفِي الصّحُفِ الأُولَى *صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} ، ونحن نستدلّ من هذه الآيات أنّ محمّداً لم يدّعِ أنّه أتى بجديد وهو يلقي بمواعظ من هذا القبيل ، على أنّ الشيء الذي يُنسب لليهوديّة يجب أنْ يُنسب إلى المسيحيّة )(5) .
وتحت مادّة ( السكينة ) يقول ( جويل B. Joel ): ( السكينة : كلمةٌ مستعارةٌ من العبريّة ( شكينا ) ، وهي تدلّ في هذه اللغة على حضرة الله بالمعنى الروحي الخالص ، وتتجلّى هذه الحضرة أحياناً بعلامة كنار أو سحابة أو نور ممّا يستطاع إدراكه بالحواس .
ومن الواضح أنّ النبيّ لم يتبيّن بجلاء المعنى الحق لهذه الكلمة ، إذ يقول : إنّ السكينة هي وبعض الآثار كانت مودعة في تابوت بني إسرائيل المقدّس ، ولعلّه قرن هذه الكلمة العبريّة المستعارة بتصوّرات استقاها من العقائد الوثنيّة في الجن )(6) .
وتحت مادّة ( السحر ) يقول ( هيك ): ( وهكذا نجد أنّ عالم الأرواح في جزيرة العرب ، مهد الإسلام ، على أيّام محمّد ، كان يتألّف ـ بصرف النظر عن الآثار المسيحيّة واليهوديّة التي في هذا الدين ـ مِن الله ومن الآلهة القبليّة والجن ، وكان الكهّان والسحرة والعرّافون والشعراء والمجذوبون ، صلة الوصل بين الناس وبين هذا العالم )(7) .
وتحت مادّة ( داود ) ومن خلال بحثه عن مصدر معلومات محمّد عن النبيّ داود يقول ( كارادي فو ): ( وقد ورد ذكره [داود] في التوراة . وفي القرآن عدّة آيات تشير إلى قصّة الملك النبيّ داود ، خليفة الله ( سورة ص ـ الآية 25 ) ، وقد حُرّفت هذه القصّة شأن غيرها من قصص الأنبياء بعض التحريف ، ويظهر فيها أثر من مذهب الربانيّين ، أو قُل : إنّه يبدو فيها أثر السعي إلى تفسير بعض آيات مِن التوراة لم تعرف على وجهها الصحيح ، فقد كان محمّد يعلم أنّ داود قتل جالوت ( القرآن ، سورة البقرة ـ الآية 250 وما بعدها ) وأنّ الله آتاه الزبور ، والزبور سِفر من الأسفار الأربعة التي عرفها محمّد من التوراة )(8) .
وتحت مادّة ( الجنّة ) يقول ( كارادي فو ) : ( ولا بدَّ من أنّ يكون محمّد أو معلّموه المجهولون قد رأوا بعض التصاوير أو بعض قطع الفسيفساء المسيحيّة التي تُصوّر حدائق الفردوس ، وأوّلوا صورَ الملائكة كما لو كانت صورَ الوِلدان والحُور )(9) .
ويقول ( كاستر ) تحت مادّة ( الأدب السامري ) : ( والتشابه بين أصل الحديث وبين السنّة السامريّة الشفويّة ، أوثق من التشابه بين الحديث وبين السنّة اليهوديّة أو المسيحيّة )(10) .
[جواب الشبهة] : هذه من موارد الدسّ والتشويه الاستشراقي ، تستهدف تكوين الشبهة المدّعاة ، بأنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، تأثّر واستقى من اليهوديّة والنصرانيّة أو الجاهليّة ، في صياغة آيات قرآنه ومفردات وأحكام دينه الجديد ، وهي في مُجملها تحاول اختلاق وصياغة شبهة أساسيّة طالما بذلوا جهدهم لدعمها وتأكيدها ، وهي أنكار الوحي الإلهي للنبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وأنّ ما جاء به لا يعدو أنْ يكون تلفيقاً بين ما اقتبسه من اليهود والنصارى ، ومن مفردات ومؤثّرات بيئته الجاهليّة آنذاك .
اما قول قول ( هورفتر ) تحت مادّة ( التوراة ) وقول ( كارادي فو ) تحت مادّة ( داود ) وتحت مادّة ( الجنّة ) فيه نفس ما أوردناه على قول ( هيك ) السالف تحت مادّة ( سحر ) وهو : ان فيه انسياقٌ واضح مع إنكار الوحي الإلهي للرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) [وجوابه في الصفحة (313-346) من هذا الكتاب في موضوع ادّعاء النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وابتكاره واصطناعه وتأثره بمَن حوله] .
[على انه] لم يسُق إلينا القائل دليلاً واحداً ولا شاهداً على مدّعاه .
إلاّ أنّه لا يعدم وجود تقارب والتقاء في بعض المفاهيم والعقائد والأحكام والإسلاميّة مع الأديان السابقة كالمسيحيّة واليهوديّة ؛ لأنّ الإسلام لا ينكر تلك الأديان ، ولا ينكر الرسُل الذين أرسلهم الله سبحانه بها ، ولا الكتب المنزّلة من لدنه تعالى عليهم ، كالتوراة والإنجيل ، بل يصرّح بأنّه خاتم الأديان وأكملها ، وأنّ القرآن المجيد خاتم الكتب ، والرسول الكريم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خاتم الأنبياء وأكملهم ، إلاّ أنّه يعتقد بأنّ يد التحريف قد طالت هذه الأديان والكتب ، كما يعتقد أنّ النسخ حصل للعديد من الأحكام التشريعيّة (11) الواردة فيها ، وما تبقّى من الصحيح وغير المنسوخ منها يُقارب ويلتقى عادة مع ما جاء به الإسلام ؛ لأنّه من سراجٍ ومصدرٍ واحد .
مضافاً إلى أنّ عبارتيهما تشيران إلى أنّ الأصل ـ في عقيدتهما ـ هو ما ورد في التوراة ، وهو الصحيح الذي لا تحريف فيه ، وأنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) هو الذي حرّف بعضه ليُلائم أغراضه الخاصّة ، ويقصد من ذلك أنّ القرآن من صُنع محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأنّه حرّف ما في التوراة ليُميّز دعوته ويُظهرها بثوبٍ جديد .
والكلام نفسه يرد على قوله تحت مادّة ( الجنّة ) : ( ولابدّ من أنْ يكون محمّد ومعلّموه المجهولون...) على أنّه لم يسُق أدنى دليل أو قرينة على أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان قد رأى كنائس ليُشاهد فيها مثل هذه الصور ، أو أنّ له معلّمين مجهولين ، إذ ليس في مثل هذه الأقوال إلاّ التمحّل والتعبير عن الخلفيّة المتعصّبة بهذه الافتراءات .
وهكذا يرد على قول ( كاستر ) تحت مادّة ( الأدب السامري ) : ( التشابه بين أصل الحديث وبين السنّة السامريّة الشفوية...) إلى آخره ، فكلّها دعاوى جزافيّة لا وزن لها في معايير البحث العلمي .
واما القول بان لفظا جهنم والسكينة عبري ففيه : أنّ طريقة الاستدلال على كون كلمة من الكلمات المذكورة في أقوال الآخرين دخيلةٌ ومأخوذةٌ من العبريّة ، مثلاً لمجرد وجود شبَه لفظي في حرف أو حرفين بين الكلمة العربيّة وكلمة بمعناها في العبريّة متكلّفة لا تخلو من تمحّل ومغالطة ، إذ بهذه الطريقة سوف نهدم الكثير من صِيغ الوضع اللفظي للّغات ، إلاّ إذا ساق المدّعي دليلاً أو قرينةً معتبرةً على مدّعاه .
ــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا وردت في الأصل ، وليس لهذه الكلمة معنى في معاجم اللغة ، إلاّ أنْ تكون مشتقّة خطأً من كلمة ( تهجّد ) ولا صحّة لهذا الاشتقاق لا لفظاً ولا معنىً يلائم الجملة .
(2) دائرة المعارف الإسلاميّة 6 : 1 ـ 2 .
(3) المصدر 7 : 195 ـ 196 .
(4) في المصحف العثماني رقم الآية 86 .
(5) المصدر 9 : 301 .
(6) المصدر 12 : 18 ـ 19 .
(7) المصدر 11: 304 .
(8) المصدر 9: 121 .
(9) المصدر 7 : 142 .
(10) المصدر 11 : 107 .
(11) لأنّ النسخ ينحصر أمره بالأحكام التشريعيّة دون العقائد والوقائع ، إنّما الذي يحصل في الأخيرين هو الإجمال أو التفصيل ، والبيان لمفرداتها بما يتناسب وتطوّر الإدراك والفكر البشري والمناسبات الموضوعيّة لها.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|