السامرة قد أثّروا أثراً عميقاً في تكييف الدين الذي جاء به محمّد وإظهاره في الصورة التي تجلّى بها |
1775
10:33 صباحاً
التاريخ: 13-1-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2019
1666
التاريخ: 8-2-2017
1381
التاريخ: 14-1-2019
1805
التاريخ: 18-11-2016
1067
|
[نص الشبهة] : تحت مادّة ( السامرة ) يقول ( كاستر M. Gaster ) : (... على إنّني لا أتردّد في القول بأنّ مقارنة أُصول العقيدة السامريّة بأُصول العقيدة الإسلاميّة ، سيُبيّن أنّ السامرة قد أثّروا أثراً عميقاً في تكييف الدين الذي جاء به محمّد وإظهاره في الصورة التي تجلّى بها . وكان السامرة أبعد من أنْ يتأثّروا بمحمّد ، ولكن السامرة أنفسهم هُم الذين أثّروا فيه )(1) .
وتحت مادّة ( السامرة ) أيضاً يقول ( كاستر ) : (... زد على ذلك أنّ أوّل عبارة في القرآن هي باسم الله ، ولهذه العبارة شأنٌ خاص ، فقد جرى المسلمون على استعمالها في كلّ أمرٍ من أُمور دينهم ، والحقّ أنّ كلّ شعيرة من شعائر الإسلام تبدأ بها ، وليست هذه العبارة ابتهالاً مباشراً إلى الله ، ولكنها دعوة باسمه القويّ القدير ، وهي جزءٌ من الصوفيّة اليهوديّة والسامريّة ، وهي أيضاً الأصل في معظم التكهّنات السحريّة عند القدماء .
وما كانت هذه المعرفة لتتيسّر للنبيّ إلاّ عن طريق اليهود أو النصارى عامّة ، والسامرة خاصّة ، ثُمّ استُعمل هذه العبارة على النحو الذي عرفنا ، وافتتح بها أوّل آية من آيات القرآن... على أنّها تصبح مفهومة إذا ما قارنّاها بالدعاء السامري الذي يناظرها : ( بسم الله نبدأ ونختم ) أو في رواية أُخرى : ( باسم الله نبدأ أو نُقبل ) وهذه الصيغة هي التي يستعملها السامرة دائماً، وهي ترد في مستهلّ الـ ( كينوش ) الذي يجمع بين دفّتيه أقدم الصلوات والتراتيل ، وفي مستهلّ الحجاب القديم لليهود ، كما ترد في بداية كلّ شيء .
واختصرت هذه العبارة بتمامها بمرور الزمن من كثرة الاستعمال ، وبلغت محمّداً بهذه الصيغة التي حُذِفَ منها جزؤها الثاني، لأنّه أصبح معروفاً ومفهوماً حقّ الفهم ، ولكنّها كانت في الحقّ بداية صيغة ليس لها معنى إذا لم تتم ، ومع ذلك فإنّها تعتمد على نظريّةٍ كانت جديدة على العالم الإسلامي ، ونعني بها الطبيعة الصوفيّة لاسم الله )(2) .
وتحت نفس المادّة يقول كاستر : (... قال أبو الفتح : إنّ ثلاثةَ حكماء من أهل التنجيم تنبّأوا بظهور محمّد ونجاح رسالته ، وكان أحدهم يهوديّاً ، والثاني مسيحيّاً ، والثالث سامريّاً ، وقد ذهبوا جميعاً إلى محمّد لينبّئوه بما سيكون له من شأنٍ عظيم ، وتأثّر النبيّ بمقالهم وقَبِل نبوءاتهم شاكراً ، واستطاع أنْ يهدي اليهود والنصارى إلى دينه .
أمّا اليهودي فكان ( كعب الأحبار ) المشهور ، وأمّا النصراني فكان ( آب سَمْلِيَهْ ) ، على أنّ السامري أبى أنْ يدخل في الدين الجديد ، وإنْ كان قد استطاع أنْ يؤثّر في النبيّ أكثر من صاحبيه...
وهؤلاء الحكماء الثلاثة يمثّلون ، خير تمثيل ، الأديان الثلاثة التي كان لها شأنٌ في تكييف الإسلام )(3) ، ويستمرّ كاستر فيقول : ( إنّا لنتساءل إلى أيّ حدٍّ أثّر السامرة في الإسلام ؟ الواقع إنّ هذه الدعوى التي نطرحها الآن بالنسبة للسامرة دعوى جديدة ، وحسبنا أنْ نختار وجوهاً قليلة منها ، وهي الوجوه التي تستطيع أنْ تجد الدليل على وجودِ أصلٍ سامريٍّ لها...)(4) .
ويستطرد كاستر في اختيار الوجوه تلك ، منها قوله : (... وإنّي لأبدأ بالشهادة المعروفة في الإسلام : ( لا اله إلاّ الله ) ، وهذه الشهادة تنطبق بقدر ما تحتمل العقائد الدينيّة على العبارة التي كان يردّدها مراراً وتكراراً ( مَرْقح ) ومعاصروه ( عَمْرام درا) و( نانا ) : ( ليت اله إلا إماد)... ومعناها ليس إله إلاّ أحد ، وكانت وحدانيّة في نظر السامري كما كانت في نظر اليهودي وفي نظر محمّد أيضاً ركن دينه الركين )(5) .
[جواب الشبهة] : قول ( كاستر ) تحت مادّة ( السامرة ) عليه نفس ما أوردناه على قول (هيك) تحت مادّة ( سحر ) وهو ان فيه انسياقٌ واضح مع إنكار الوحي الإلهي للرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) [وجوابه في الصفحة (313-346) من هذا الكتاب في موضوع ادّعاء النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وابتكاره واصطناعه وتأثره بمَن حوله] .
[على انه] لم يسُق إلينا القائل دليلاً واحداً ولا شاهداً على مدّعاه .
إلاّ أنّه لا يعدم وجود تقارب والتقاء في بعض المفاهيم والعقائد والأحكام والإسلاميّة مع الأديان السابقة كالمسيحيّة واليهوديّة ؛ لأنّ الإسلام لا ينكر تلك الأديان ، ولا ينكر الرسُل الذين أرسلهم الله سبحانه بها ، ولا الكتب المنزّلة من لدنه تعالى عليهم ، كالتوراة والإنجيل ، بل يصرّح بأنّه خاتم الأديان وأكملها ، وأنّ القرآن المجيد خاتم الكتب ، والرسول الكريم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خاتم الأنبياء وأكملهم ، إلاّ أنّه يعتقد بأنّ يد التحريف قد طالت هذه الأديان والكتب ، كما يعتقد أنّ النسخ حصل للعديد من الأحكام التشريعيّة (6) الواردة فيها ، وما تبقّى من الصحيح وغير المنسوخ منها يُقارب ويلتقى عادة مع ما جاء به الإسلام ؛ لأنّه من سراجٍ ومصدرٍ واحد .
ونضيف إليه ردّاً على قوله : ( قال أبو الفتح...) أنّ اليهودي ( كعب الأحبار ) المشهور لم يرَ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) قط ، ولم يأتِ المدينة إلاّ بعد وفاته ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وأنّه أسلم وقدِم إلى المدينة في عهدِ أبي بكرٍ أو عُمر ، كما هو ثابت في تاريخنا الإسلامي (7) .
وأمّا النصراني الذي يُسمّيه ( آب سمليه ) فلا نعرف من هو، ولم تذكر لنا كتب التاريخ شخصاً بهذا الاسم، على أن الثالث وهو السامري مُنكرٌ تماماً ، إذ لم يذكر لنا اسمه ولا علامة عليه ، رغم ادّعائه أنّه استطاع أنْ يؤثّر في النبيّ أكثر من صاحبيه.
ــــــــــــــــــــــ
(1) دائرة المعارف الإسلاميّة 11 : 91 ـ 96 .
(2) المصدر 11 : 91 ـ 92 .
(3) المصدر 11 : 90 .
(4) المصدر نفسه .
(5) المصدر نفسه .
(6) لأنّ النسخ ينحصر أمره بالأحكام التشريعيّة دون العقائد والوقائع ، إنّما الذي يحصل في الأخيرين هو الإجمال أو التفصيل ، والبيان لمفرداتها بما يتناسب وتطوّر الإدراك والفكر البشري والمناسبات الموضوعيّة لها.
(7) راجع تاريخ الطبري 5 : 67 والغدير للأميني 8 : 365 ومعالم المدرستين للعسكري 2 : 51 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|