المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4903 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12



السامرة قد أثّروا أثراً عميقاً في تكييف الدين الذي جاء به محمّد وإظهاره في الصورة التي تجلّى بها  
  
1775   10:33 صباحاً   التاريخ: 13-1-2019
المؤلف : الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
الكتاب أو المصدر : الإسلام و شبهات المستشرقين
الجزء والصفحة : 278- 279
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الاسلام والمسلمين /

[نص الشبهة] : تحت مادّة ( السامرة ) يقول ( كاستر M. Gaster ) : (... على إنّني لا أتردّد في القول بأنّ مقارنة أُصول العقيدة السامريّة بأُصول العقيدة الإسلاميّة ، سيُبيّن أنّ السامرة قد أثّروا أثراً عميقاً في تكييف الدين الذي جاء به محمّد وإظهاره في الصورة التي تجلّى بها . وكان السامرة أبعد من أنْ يتأثّروا بمحمّد ، ولكن السامرة أنفسهم هُم الذين أثّروا فيه )(1) .

وتحت مادّة ( السامرة ) أيضاً يقول ( كاستر ) : (... زد على ذلك أنّ أوّل عبارة في القرآن هي باسم الله ، ولهذه العبارة شأنٌ خاص ، فقد جرى المسلمون على استعمالها في كلّ أمرٍ من أُمور دينهم ، والحقّ أنّ كلّ شعيرة من شعائر الإسلام تبدأ بها ، وليست هذه العبارة ابتهالاً مباشراً إلى الله ، ولكنها دعوة باسمه القويّ القدير ، وهي جزءٌ من الصوفيّة اليهوديّة والسامريّة ، وهي أيضاً الأصل في معظم التكهّنات السحريّة عند القدماء .

وما كانت هذه المعرفة لتتيسّر للنبيّ إلاّ عن طريق اليهود أو النصارى عامّة ، والسامرة خاصّة ، ثُمّ استُعمل هذه العبارة على النحو الذي عرفنا ، وافتتح بها أوّل آية من آيات القرآن... على أنّها تصبح مفهومة إذا ما قارنّاها بالدعاء السامري الذي يناظرها : ( بسم الله نبدأ ونختم ) أو في رواية أُخرى : ( باسم الله نبدأ أو نُقبل ) وهذه الصيغة هي التي يستعملها السامرة دائماً، وهي ترد في مستهلّ الـ ( كينوش ) الذي يجمع بين دفّتيه أقدم الصلوات والتراتيل ، وفي مستهلّ الحجاب القديم لليهود ، كما ترد في بداية كلّ شيء .

واختصرت هذه العبارة بتمامها بمرور الزمن من كثرة الاستعمال ، وبلغت محمّداً بهذه الصيغة التي حُذِفَ منها جزؤها الثاني، لأنّه أصبح معروفاً ومفهوماً حقّ الفهم ، ولكنّها كانت في الحقّ بداية صيغة ليس لها معنى إذا لم تتم ، ومع ذلك فإنّها تعتمد على نظريّةٍ كانت جديدة على العالم الإسلامي ، ونعني بها الطبيعة الصوفيّة لاسم الله )(2) .

وتحت نفس المادّة يقول كاستر : (... قال أبو الفتح : إنّ ثلاثةَ حكماء من أهل التنجيم تنبّأوا بظهور محمّد ونجاح رسالته ، وكان أحدهم يهوديّاً ، والثاني مسيحيّاً ، والثالث سامريّاً ، وقد ذهبوا جميعاً إلى محمّد لينبّئوه بما سيكون له من شأنٍ عظيم ، وتأثّر النبيّ بمقالهم وقَبِل نبوءاتهم شاكراً ، واستطاع أنْ يهدي اليهود والنصارى إلى دينه .

أمّا اليهودي فكان ( كعب الأحبار ) المشهور ، وأمّا النصراني فكان ( آب سَمْلِيَهْ ) ، على أنّ السامري أبى أنْ يدخل في الدين الجديد ، وإنْ كان قد استطاع أنْ يؤثّر في النبيّ أكثر من صاحبيه...

وهؤلاء الحكماء الثلاثة يمثّلون ، خير تمثيل ، الأديان الثلاثة التي كان لها شأنٌ في تكييف الإسلام )(3) ، ويستمرّ كاستر فيقول : ( إنّا لنتساءل إلى أيّ حدٍّ أثّر السامرة في الإسلام ؟ الواقع إنّ هذه الدعوى التي نطرحها الآن بالنسبة للسامرة دعوى جديدة ، وحسبنا أنْ نختار وجوهاً قليلة منها ، وهي الوجوه التي تستطيع أنْ تجد الدليل على وجودِ أصلٍ سامريٍّ لها...)(4) .

ويستطرد كاستر في اختيار الوجوه تلك ، منها قوله : (... وإنّي لأبدأ بالشهادة المعروفة في الإسلام : ( لا اله إلاّ الله ) ، وهذه الشهادة تنطبق بقدر ما تحتمل العقائد الدينيّة على العبارة التي كان يردّدها مراراً وتكراراً ( مَرْقح ) ومعاصروه ( عَمْرام درا) و( نانا ) : ( ليت اله إلا إماد)... ومعناها ليس إله إلاّ أحد ، وكانت وحدانيّة في نظر السامري كما كانت في نظر اليهودي وفي نظر محمّد أيضاً ركن دينه الركين )(5) .

[جواب الشبهة] : قول ( كاستر ) تحت مادّة ( السامرة ) عليه نفس ما أوردناه على قول (هيك) تحت مادّة ( سحر ) وهو ان فيه انسياقٌ واضح مع إنكار الوحي الإلهي للرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) [وجوابه في الصفحة (313-346) من هذا الكتاب في موضوع ادّعاء النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وابتكاره واصطناعه وتأثره بمَن حوله] .

[على انه] لم يسُق إلينا القائل دليلاً واحداً ولا شاهداً على مدّعاه .

إلاّ أنّه لا يعدم وجود تقارب والتقاء في بعض المفاهيم والعقائد والأحكام والإسلاميّة مع الأديان السابقة كالمسيحيّة واليهوديّة ؛ لأنّ الإسلام لا ينكر تلك الأديان ، ولا ينكر الرسُل الذين أرسلهم الله سبحانه بها ، ولا الكتب المنزّلة من لدنه تعالى عليهم ، كالتوراة والإنجيل ، بل يصرّح بأنّه خاتم الأديان وأكملها ، وأنّ القرآن المجيد خاتم الكتب ، والرسول الكريم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خاتم الأنبياء وأكملهم ، إلاّ أنّه يعتقد بأنّ يد التحريف قد طالت هذه الأديان والكتب ، كما يعتقد أنّ النسخ حصل للعديد من الأحكام التشريعيّة (6) الواردة فيها ، وما تبقّى من الصحيح وغير المنسوخ منها يُقارب ويلتقى عادة مع ما جاء به الإسلام ؛ لأنّه من سراجٍ ومصدرٍ واحد .

ونضيف إليه ردّاً على قوله : ( قال أبو الفتح...) أنّ اليهودي ( كعب الأحبار ) المشهور لم يرَ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) قط ، ولم يأتِ المدينة إلاّ بعد وفاته ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وأنّه أسلم وقدِم إلى المدينة في عهدِ أبي بكرٍ أو عُمر ، كما هو ثابت في تاريخنا الإسلامي (7) .

وأمّا النصراني الذي يُسمّيه ( آب سمليه ) فلا نعرف من هو، ولم تذكر لنا كتب التاريخ شخصاً بهذا الاسم، على أن الثالث وهو السامري مُنكرٌ تماماً ، إذ لم يذكر لنا اسمه ولا علامة عليه ، رغم ادّعائه أنّه استطاع أنْ يؤثّر في النبيّ أكثر من صاحبيه.

ــــــــــــــــــــــ

(1) دائرة المعارف الإسلاميّة 11 : 91 ـ 96 .

(2) المصدر 11 : 91 ـ 92 .

(3) المصدر 11 : 90 .

(4) المصدر نفسه .

(5) المصدر نفسه .

(6) لأنّ النسخ ينحصر أمره بالأحكام التشريعيّة دون العقائد والوقائع ، إنّما الذي يحصل في الأخيرين هو الإجمال أو التفصيل ، والبيان لمفرداتها بما يتناسب وتطوّر الإدراك والفكر البشري والمناسبات الموضوعيّة لها.

(7) راجع تاريخ الطبري 5 : 67 والغدير للأميني 8 : 365 ومعالم المدرستين للعسكري 2 : 51 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.