أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-2-2019
10716
التاريخ: 22-2-2019
4220
التاريخ: 22-2-2019
2279
التاريخ: 17-2-2019
3007
|
أجزاء الكلام وأصناف الصيغ والفصائل النحوية
يلعب ما يشار إليه بصورة تقليدية وغامضة إلى حد ما باعتباره أجزاء الكلم -الأسماء، والأفعال، والصفات، وحروف الجر... إلخ- دورا حاسما في صياغة القوانين النحوية للغات، ومن الأهمية أن ندرك مع ذلك أن القائمة التقليدية التي تتكون من عشرة أجزاء أو نحو ذلك غير متجانسة إلى حد بعيد فيما تتركب منه وفيما تعبر عنه في كثير من تفصيلات التعريفات التي تصاحبها، كما أنها تختص بالملامح المميزة للغتين الإغريقية واللاتينية التي هي أبعد من أن تكون عالمية، وأكثر من ذلك فالتعريفات نفسها معيبة عادة من الناحية المنطقية، وبعضها دائري، ويضم أغلبها معايير تصريفية، ونظمية، ودلالية ينتج عنها -إذا ما طبقت على إطار واسع من أمثلة معينة في لغات عديدة- نتائج متضاربة، وفي الواقع إذا ما أخذنا القيمة الحقيقية لهذه التعريفات
ص154
التقليدية فإنها لا تعمل بشكل مطلق حتى في اللغتين الإغريقية واللاتينية، وهي مثل معظم التعريفات في النحو التقليدي تعتمد اعتمادا كبيرا على الفهم الجيد والتساهل من قِبَل أولئك الذين يطبقونها والذين يفسرونها.
ومن السهولة -بما فيه الكفاية- أن نتصيد الأخطاء للتعريفات التقليدية: "فالاسم ما يطلق على شخص أو مكان أو شيء" و"الفعل كلمة تدل على حدث"، و"الصفة تغير الاسم"، و"الضمير يقف إزاء الاسم.... إلخ"، وبرغم ذلك لا يزال معظم اللغويين يتعاملون مع مصطلح "اسم"، و"فعل"، و"صفة".... إلخ، ويفسرونها -صراحة أو ضمنا- بطريقة تقليدية إلى حد ما، وهم على صواب فيما يفعلونه، ومن الحقائق الهامة حول بنية اللغات الطبيعية أن اللغويين قادرون على إصدار أحكام يمكن تأكيد صحتها تجريبيا عن حقيقة أن بعض اللغات تتميز فيها الصفات عن الأفعال من الناحية النطقية "الإنجليزيةن الفرنسية، الروسية... إلخ" بينما هناك لغات أخرى "اللغة الصينية، والمالايوية، واليابانية... إلخ" يمكن إثبات أن الصفات لا تتميز عن الأفعال فيها، وأن معظم اللغات ذات مميز نظمي بين الأسماء والأفعال "الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والصينية، والملايوية، واليابانية، والتركية... إلخ"، غير أن هناك قليلا من اللغات "وبالذات اللغة الأمريكية الهندية نوتكا، Nootka، كما وصفها سابير" يمكن إثبات أن الأسماء فيها لا تتميز عن الأفعال، وأنه في بعض اللغات "اللاتينية، والتركية.... إلخ" تكون الصفات أكثر شبها من الناحية النحوية بالأسماء وأقل شبها بالأفعال مما هو موجود في لغات أخرى "الإنجليزية، والصينية واليابانية... إلخ".
غير أن هناك جانب آخر من النظرية التقليدية لأجزاء الكلام يجب توضيحه في هذه النقطة، فالمصطلحات "اسم"، و"فعل"... إلخ
ص155
تستخدم في النحو التقليدي مقترنة باللبس الذي نجده في مصطلح "كلمة" وهذا اللبس موجود بشكل أو بآخر في المعالجات الحديثة غير التقليدية لنظم الجملة التي تفضل الحديث عن أصناف الكلمات أكثر من الحديث عن أقسام الكلام، وإذا قررنا أن نحصر مصطلح "أجزاء الكلام" في أصناف المفردات بقولنا إن "boy" اسم، وإن "come" فعل وهلم جرا فإننا نستطيع أن نقول إن "boy"، و"boys"، و"boys"، صيغ الاسم، وأن "come""، و"comes"، و"coming"، و"came" صيغ الفعل وهلم جرا.
وفيما يتصل بهذه القضية فإن هناك ما هو أكثر من الرغبة في المطابقة الاصطلاحية، ومن المشكلات المتصلة بالنظرية التقليدية لأقسام الكلام أن الفشل في رسم مميز بينها يجبرها على اعتبار كلمات معينة "وقد راوغت هنا عن عمد باستخدام مصطلح كلمة" تنتسب في وقت واحد إلى نوعين من أقسام الكلام، وهذه هي الحالة الأكثر شهرة مع اسم الفاعل أو اسم المفعول به "حيث إن مسماهما التقليدي "participle" يشير إلى كلا الحالين"، فبالنظر من زاوية الصرف التصريفي فإنها صيغ للفعل، وبالنظر من زاوية أخرى من خلال وظيفتها النظمية فإنها صفات "انظر "dancing" في "the dancing girls" وتأويلها "the girls who dance are dancing"، وبالمثل ما يطلق عليها بصورة تقليدية المصدر "أو بشكل أكثر إيحاء "الاسم الفعلي"" تكون صيفا للفعل لها الوظيفة النظمية المميزة للأسماء "انظر: dancing في "shoes for dancing" وفي نقلة أخرى يكون اسما مستخدما استخداما وصفيا في "dancing shoes".
والأكثر إثارة -إذا كان ذلك لا يعود إلا إلى أنه ليس مسلما به على نطق واسع سواء في النحو التقليدي أو في النظرية النحوية الحديثة- حقيقة
ص156
أن صيغ اسمية معينة تكون من وجهة نظر نظمية وصفية أو ظرفية على نحو مميز، فعل سبيل المثال الملكية "bishops" في "bishops mitre"؛(1) "تأويلها: "the metre of the kind that bishops wear"" صفة من الناحية النظمية: انظر: he episcopal mitre(2) ولا نستطيع أن نصدر تقريرات متماسكة حول حقائق كهذه ما لم نرسم حدا فاصلا بين تخصيص مفردة من المفردات لنوع معين من أقسام الكلام ومطابقة الوظائف النظمية لصيغها في السياقات المختلفة.
وتتكلم أعمال حديثة عديدة عن أصناف الصيغ أكثر مما تتكلم عن أقسام الكلام، وتخصص مصطلح "أقسام الكلام" لأصناف المفردات، ونستطيع أن نخصص بشكل تقليدي مصطلح "صنف الصيغة" بمعنى من المعاني التي يحدد بها" لأصناف الصيغ التي لها وظيفة نظمية واحدة، ونستطيع أن نطرح آنذاك مايطلق عليه التفسير التوزيعي للوظيف النظمية فالصيغتان لا يكون لهما وظيفة نظمية واحدة ما لم يكن لهما توزيع واحد "أي: إذا اتصفتا بإمكانية الاستبدال الداخلي: "انظر 3 - 4"، في كل الجمل الصحيحة نحويا "وليست بالضرورة ذات المعنى" في اللغة، والتعريفات التوزيعية من هذا النوع لعبت دورا حاسما في المحرلة الأخيرة لعلم اللغة البلومفيدي المتقدم ومهدت الطريق لتطوير النحو التقليدي التشومسكي.
ويتضح لنا بشكل مباشر أن الصيغ المختلفة من الناحية التصريفية لمفردة واحدة ليس لها -بصفة عامة- توزيع واحد، وهو السبب في أن نظم الجملة والتصريف جزءان متكاملان للنحو، فعلى سبيل المثال boy، وpoys تختلفان من الناحية التوزيعية من وجوه مختلفة لكن أكثر هذه الوجوه وضوحا أن الأول -لا الثاني- يمكن أن يذكر في مجموعة من السياقات تشمل:
ص157
1- The----is here
وأن الثاني -لا الأول- في مجموعة من السياقات تشمل:
2- The----are here
وبفضل الوظيفة الدلالية التي تميز boy عن boys في معظم السياقات نشير إلى boy باعتبارها صيغة مفرد، وإلى boys باعتبارها صيغة جمع لـ "bey"، وإذا كان ما يميز بينهما لا يرتبط باختلاف التوزيع "أي: إذا كانت صيغة المفرد وصيغة الجمع للمفردات يمكن استبدالهما استبدالا داخليا في كل الجمل الإنجليزية دون تغييرات من أي نوع تنشأ عن ذلك في المعاني نفسها"، فلن يكون هناك قانون نظمي يعتمد على ذلك في اللغة الإنجليزية، وعلى الرغم من وجود علاقة جوهرية بين معنى الصيغ وتوزيعاتها فإن النحو لا يعنى عناية مباشرة إلا بتوزيعاتها، ومن يرغب في فهم النظرية النحوية الحديثة في أكثر تطوراتها تميزا وإثارة يجب أن يكون قادرا على الاعتقاد بأن توزيع الصيغ مستقل عن معناها.
وحيث إن مصطلح "صيغة" أكثر اتساعا ويشمل مصطلح "صيغة الكلمة"، فإن مصطلح "صنف الصيغة" بالمثل أكثر اتساعا من مصطلح "صنف الكلمة" أو "قسم الكلام" والمورفيمات "أي: الصيغ الدنيا" يمكن أن تصنف إلى أصناف صيغ على أساس معيار إمكانية الاستبدال الداخلي ولهذا يمكن أيضا أن تتركب التعبيرات من كلمات عديدة، وفي النحو المؤسس على الوحدة الصرفية "المورفيم" يجب أن ينسب بالدرجة الأولى مسمى قسم الكلام الذي تخصصه للمفردات إلى ما يشار إليه بشكل تقليدي باعتباره جذوع الكلمات أو حتى جذورها، "والاختلاف بين الجذوع والجذور أن الجذور لا يمكن تحليلها تحليلا صرفيا بينما الجذوع قد تشتمل بالإضافة إلى جذورها على لاصقة اشتقاقية أو أكثر" فعلى سبيل المثال تصنف الصيغة boy على أنها اسم بفضل كونها جذعا لمجموعة كاملة من صيغ الكلمات المتصرفة
ص158
وتشمل boy، و boys، و boys ومع ذلك فثمة حقيقة محتملة تماما في البنية النحوية الإنجليزية إذ إن جذوع الأسماء وجذوع الأفعال، وجذوع الصفات... إلخ تكون عادة صيغ كلمات "وصيغ استشهادية انظر 4 - 1"، وثمة حقيقة محتملة تماما أيضا إذ إنه في اللغة الإنجليزية "كما في اللغة الصينية وليس في اللغة التركية" صيغ كثيرة إلى حد بعيد يمكن أن تستخدم جذورا للأسماء أو جذورا للأفعال "انظر man، و turn، و walk, و table.. إلخ" وفيما يتصل بهاتين الناحيتين فإن اللغة الإنجليزية أبعد من أن تكون نموذجا للغات العالم، والصور الشائعة للنحو التوليدي الذي يعتمد على الوحدة الصرفية "المورفيم" تتعامل مع تعريفات "الاسم" و"الفعل"، و"الصفة"... إلخ التي تنطبق بالدرجة الأولى على جذوع المفردات وتنطبق بشكل ثانوي على صيغ أكثر اتساعا تشملها أو تكافئها من الناحية النظمية.
وكما يتكامل التصريف مع نظم الجملة في النحو التقليدي المؤسس على الكلمة تتكامل أيضا الفصائل النحوية والتصريفية مع أقسام الكلام، فعلى سبيل المثال "المفرد" و"الجمع" مصطلحان في فصيلة العدد، والحاضر، والماضي، والمستقبل مصطلحات في فصيلة الزمن، والأخبار، والشرط أو التمني أو الدعاء و الطلب.... إلخ مصطلحات في فصيلة صيغة الفعل، والفاعلية، والمفعولية، والديتيف "مثل المفعول غير المباشر"، والإضافة... إلخ مصطلحات في فصيلة الحالة وهلم جرا، ومسميات تقليدية مثل المتكلم المفرد الخبري المضارع لفعل الكينونة "Be" تمثل الطريقة التي تكون فيها "مع استخدام المصطلحات التقليدية" أقسام معينة من الكلام متصرفة لمجموعة معينة من الفصائل النحوية.
وثمة نقطتان يمكن إثارتهما فيما يتصل بالفصائل التصريفية في النحو
ص159
التقليدي، النقطة الأولى أنه لا شيء منها عالمي بحق بمعنى أن يكون موجودا في جميع اللغات، فهناك لغات بدون الزمن، ولغات بدون الحالة، ولغات بدون الجنس، وهناك لغات ليس فيها أي فصيلة من هذه الفصائل التقليدية جميعا بلا استثناء، ومن الناحية الأخرى هناك فصائل تصريفية كثيرة لم تعرف في النحو التقليدي، موجودة في اللغات التي بحثها اللغويون مؤخرا.
والنقطة الثانية أن ما توصف بصورة تقليدية باعتبارها فصائل نحوية يرجى معالجتها بصفة عامة في النحو المؤسس على المورفيم باعتبارها مجموعات من المورفيمات النحوية "وفي مقابل المورفيمات المعجمية تدرج في قائمة باعتبارها جذوع أسماء، وجذوع أفعال... إلخ في المفردات"، وتضبط القوانين النظمية توزيعها بصورة مباشرة، وهو ما يعد -في جوهره- المعالجة المتبناة في الصور الشائعة للنحو التوليدي.
ص160
___________________
(1) تاج الأسقف.
(2) التاج الأسقفي.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|