أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015
![]()
التاريخ: 30-01-2015
![]()
التاريخ: 10-02-2015
![]()
التاريخ: 18-10-2015
![]() |
ومن نافلة القول ان نشير الى ان الردع يحقق اهدافه فقط عندما تتم قضايا من قبيل :
اولاً : علم العدو علماً تاماً بان الطرف المقابل له نوايا قطعية في القتال والحرب والاقدام والتضحية بكل ما يملك، فالبطولة المجردة لا تحقق الردع، ما لم يعلم العدو يقين الطرف المقابل في مبدأه وقطعية التضحية اللامحدودة التي يروم تقديمها.
ثانياً : تصور العدو تصوراً واقعياً بان الطرف المقابل قادرٌ فعلاً على انزال الاذى والدمار به، اي ان الايمان بالمبدأ والتضحية بالغالي والنفيس ينبغي ان يكونا متلازمين مع الشجاعة الفائقة والبطولة الفريدة والقدرة على خرق حصون العدو وتدميرها.
ثالثاً : علم العدو بان الطرف الاسلامي المقابل جدير بالتصديق، وكلامه شريف وجدير بالإكبار، ومثل تلك الثقة ترعب العدو، وهكذا كان بطل الابطال علي (عليه السلام)، فقد كان (عليه السلام) مورد افتخار اسر القتلى، كما جاء في قول هند :
أبي وعمي وشقيق بكري *** اخي الذي كان كضوء البدرِ
بهم كسرت يا علي ظهري وقول اخت عمرو ابن عبد ود في رثاء اخيها عندما بارزه (عليه السلام) وقتله :
لو كان قاتل عمرو غير قاتلهِ *** بكيتُه ابداً ما دمتُ في الابدِ
لكنَّ قاتلَهُ من لا نظير له *** وكان يُدعى ابوه بيضةَ البلد
وبكلمة، فقد كان علي (عليه السلام) يحمل صفات الردع من بطولة نادرة، ونية قطعية في التضحية والفداء، وقدرة استثنائية على انزال الاذى والدمار بالعدو، وصفات دين وتقوى وعفة وزهد تجعل الطرف المقابل يكنُّ له شعوراً يمتزج فيه الخوف بالاكبار، والرهبة بالكره، والتعظيم بالفرار، وعلى اية حال، فان علياً (عليه السلام) كان جديراً بالتصديق من قبل العدو، لانه لم يكن في يوم من الايام يحرّض على مجرد القتل ومحض المبارزة التي كان يتفاخر بها ابطال الجاهلية وفرسانها، بل كان يدعو بسيفه الى التوحيد والعدل والرحمة الالهية، ولذلك فقد حقق (عليه السلام) بمفرده في سبيل الدين ما لم يحققه جيش كامل.
لقد كانت افضل اساليب الردع في الحروب الاسلامية ضد المشركين هو اسلوب المبارزة الشخصية التي استخدمها الامام (عليه السلام) في قتل ابطال المشركين، فقد ارعب هذا الاسلوبُ «النخبةَ» القيادية في الطرف المشرك، وجعلها تفقد توازنها الاستراتيجي بعيد المدى، ذلك لان جحيم الموت اصبح يصل اي من المحاربين الذين يكنّون العداء للاسلام، قائداً كان احدهم او بطلاً مقداماً او فارساً من الطراز الاول.
ولم تكن بطولته (عليه السلام) مجردة من مضامينها الدينية او الرسالية السماوية، فانتصار الامام (عليه السلام) بالسيف على عدوه يعني انتصار فكره وعقيدته السماوية على فكر عدوه وعقيدته الوثنية، وهكذا اصبح الدمار الذي ينـزله سيف ذو الفقار على المشركين دماراً رهيباً يتجاوز حدود المعركة، على كل المستويات العسكرية والاجتماعية والدينية والمذهبية، وبالاجمال، فقد كان سيف علي (عليه السلام) ذو حدين، حدٌ للردع النفسي وحدٌ لإنزال القصاص الحقيقي بالمشركين، فاذا تفاعل الردع النفسي مع انفتاح قلب الانسان وعقله للاسلام نزع المشرك المقاتِل رداء شركه ودخل في الدين، والا فان سيف علي (عليه السلام) سيكون بالمرصاد لهؤلاء الظالمين والطغاة والمفسدين في الارض.
وهذا هو الذي جعل علياً (عليه السلام) محط سهام القوم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فالامام (عليه السلام) كان قلب المعركة النابض في حروب الاسلام ضد الشرك والنفاق والوثنية، بحيث دمر قدراتهم القتالية والمعنوية واذاقهم طعم الهزيمة والذل الى يوم القيامة.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|