أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2019
835
التاريخ: 21-4-2019
935
التاريخ: 23-4-2019
1684
التاريخ: 9-4-2019
3140
|
الإعلال والإبدال:
قد يبدو للقارئ من أول وهلة أن هذا العنوان "الإبدال والإعلال" يحمل في طيه زعمًا بأن العرب كانوا ينطقون شيئًا ثم أبدلوا به شيئًا آخر أو أعلُّوه. وهذا الظن أبعد ما يكون عن الصواب, فالتقابل هنا ليس بين مستعْمَلٍ قديم متروك ومستَعْمَلٍ جديد منطوق, وإنما التقابل كما ذكرنا من قبل هو بين ما يقرره النظام وما يتطلبه السياق, أي: بين القواعد الصوتية وبين الظواهر الموقعية, ويتخذ الإبدال في اللغة العربية الصور الآتية:
أ- إبدال الصحيح بالصحيح: كإبدال الطاء من تاء الافتعال إذا كانت فاؤه حرفًا مطبقًا وهو الصاد والضاد والطاء والظاء، وكإبدال الدال بهذه التاء إذا كانت فاء الكلمة دالًا أو ذالًا أو زايًا؛ فمثال الأربعة الأوائل: اصطبر واضطر واطلع واظطلم, ومثال الثلاثة الأخيرة: ادَّان وادَّكر وازداد.
ب- إبدال الصحيح بالليِّن: وذلك كإبدال الهمزة بالواو والياء في كساء وقائل وصحائف وقوائل, وكإبدال الهمزة أيضًا بأولى الواوين في أول الكلمة مثل: أوائل وأواق وأواصل والأولى, ومن ذلك أيضًا إبدال التاء بالواو إذا كانت الواو فاءً للافتعال نحو: اتَّكل.
جـ- إبدال المد بالصحيح: كجعل ثانية الهمزتين حين تكون ساكنة في الكلمة نفسها مد لحركة أولاها نحو: آثر وايتمن.
د- إبدال اللين باللين: كجعل الواو ياء في رضيّ وحديَّة وعيادة وديار وحياض وأعطيت ولي ونُيِّمَ وعصيّ, وكجعل الياء واوًا في موسر وقضو ومرموة ورموان وخورى وتقوى وحُزْوى.
هـ- إبدال اللين بالمد: كجعل الألف ياء في غزيّل.
و إبدال المد بالمد: كجعل الألف ياء مد في دنانير ومصابيح, وجعلها واوًا ممدودة في بويع وقوتل.
ويحلو للنحاة أن يسموا الصور أ، ب، حـ، صور "إزالة", والصور د، هـ، و، صور "إحالة".
ص275
نحن نعلم أن الحرف اللين إذا تحرَّك فقد يصحح كما في أقوال وبيان, وقد يعتل كما في قال وبان, وإذا سكن فقد يصحَّح كما في قول وبيع, وقد يعتل كما في صورة وحيلة. فالاعتلال وارد على حرف اللين سواء أكان متحركًا أم ساكنًا, ولكن هذا الاعتلال يعرف لدى النحاة "بالإعلال", وهو الظاهرة الموقعية التي سنحاول شرحها الآن. وموضوع الإعلال كما رأينا هو الحرف وهو اللين وهو الواو والياء "دون الألف", ويكون الإعلال في هذين الحرفين بإحدى طرق ثلاث:
أ- القلب: وملخصه أن الواو والياء إذا تحركتا وانفتح ما قبلهما قُلِبَتَا ألفًا كما في قال وباع ونوى ورمى وغزا, ولا تقلبان إذا سكن ما بعدهما أو كانتا عينًا لفعل كحور وعين, أو لفعل الذي الوصف منه على وزن أفعل نحو: عور وعين, أو افتعل الواوي كاجتوروا, أو ما آخره زيادة تختص بالأسماء كدوران, أو كانت إحداهما أول حرفين مستحقين لهذا القلب نحو: حَيَوَان.
ب- النقل: فإذا كانت الواو أو الياء عينًا للفعل أو الاسم الجاري مجرى المضارع مسبوقة بساكن صحيح نقلت حركتها إلى الساكن الصحيح قبلها نحو: يقوم ويبيع ومقول ومبيع, إلّا إذا كان الفعل تعجبًا أو مضعَّف اللام نحو: ما أقْوَلَه ويَبْيَضُّ, فإذا أعلت عين المصدر هذا الإعلال بالنقل نقلت حركتها إلى الفاء وقلبت الواو أو الياء ألفًا نحو: استقامة وإقامة, وحذفت من المصدر إحدى الألفين لالتقاء الساكنين فيكون هذا النوع من المصادر مجالًا للقلب والنقل والحذف جميعًا.
جـ- الحذف: تحذف الواو والياء عند التقاء الساكنين كما في "قاضٍ" و"غازٍ", والاستثقال ونقل الحركة أو حذفها هو الذي يؤدي إلى التقاء الساكنين, وتكون الواو أو الياء أوّل هذين الساكنين فتحذفان في هذا الموقع, بعكس ما يحدث في الحروف الصحيحة التي إذا التقى ساكنان منها حُرِّكَ أولهما بالكسر كما شرحنا ذلك في حينه فلا يحذف
ص276
الصحيح في هذه الحالة, ولا يدخل حذفه حين يحدث بحسب القواعد الأخرى في نطاق ظاهرة الإعلال, وإنما يعالج تحت عنوان ظاهرة حذف الصحيح.
ومما يتَّصل كذلك بموقعيه الإعلال "بالحذف" حذف فاء الثلاثي في المضارع المفتوح حرف المضارعة نحو: يعد, والأمر نحو: عِدْ, والمصدر المكسور الفاء الساكن العين نحو: عدة, وكذلك حذف الهمزة من المضارع واسم الفاعل واسم المفعول مما عدى بالهمزة نحو: يكرم, فهو: مكرِم ومكرَم.
ص277
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|