المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2777 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
طرق تكاثر وزراعة البسلة
2025-01-12
الأغشية البيولوجيةBiological Membranes
2025-01-12
الأهمية البيولوجية لـ (الإيكوسانوئيدات )
2025-01-12
الاشكال الارضية الناتجة عن الارساب الجليدي
2025-01-12
الإيكوسانوئيدات Eicosanoids
2025-01-12
الارساب الجليدي المائي
2025-01-12



التطور الدلالي (خواص التطور الدلالي ومناهجه)  
  
1573   02:02 صباحاً   التاريخ: 21-4-2019
المؤلف : د. علي عبد الواحد وافي
الكتاب أو المصدر : علم اللغة
الجزء والصفحة : ص314- 319
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

 

خواص التطور الدلالي ومناهجه
للتطور الدلالي بمختلف أنواعه خواص كثيرة تشبه في جملتها خواص التطور الصوتي التي أشرنا إليها في الفصل السابق(1) ومن أهم هذه الخواص ما يلي:
1
- أنه يسير ببطء وتدرج, فتغير مدلول الكلمة مثلًا لا يتم بشكل فجائي سريع، بل يستغرق وقتًا طويلًا، ويحدث عادةً في صورة
ص314

تدريجية، فينتقل إلى معنًى آخر قريب منه، وهذا إلى ثالث متصل به ... وهكذا دواليك، حتى تصل الكلمة أحيانًا إلى معنًى بعيد كل البعد عن معناها الأول, فكلمة bureau مثلًا كانت تطلق في المبدأ على صنف خاص من الأقمشة "Etoffe de bure"، ثم أطلقت على غطاء مائدة المكتب لاتخاذه غالبًا من هذا الصنف، ثم أطلقت على مائدة المكتب نفسها، ثم أطلقت على مقر العمل والإدارة لملازمة المكتب لهما, فلا علاقة مطلقًا بين أول مدلول لهذه الكلمة وهو القماش الصوفي, وآخر مدلول لها وهو مقر العمل والإدارة، على حين أن العلاقة وثيقة بين كل معنًى من المعاني التي اجتازتها والمعنى السابق له(2).
2
- أنه يحدث من تلقاء نفسه بطريق آلي لا دخل فيه للإرادة الإنسانية؛ فسقوط علامات الإعراب في اللهجات العربية الحاضرة، وتغير أوزان الأفعال(3)، وتأنيث بعض الكلمات المذكرة، وتذكير بعض الكلمات المؤنثة(4)، وجمع صفة المثنى(5)، وتأخر الإشارة عن المشار إليه(6)، وتزحزج كثير من المفردات عن مدلولاتها الأولى إلى معانٍ جديدة ... كل ذلك وما إليه قد حدث من تلقاء نفسه في صورة آلية لا دخل فيها للتواضع أو إرادة المتكلمين.
3
- أنه جبري الظواهر؛ لأنه يخضع في سيرة لقوانين صارمة

ص315

لا يد لأحد على وقفها أو تعويقها، أو تغيير ما تؤدي إليه. وإليك مثلًا حالة اللغة العربية؛ فعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلت في سبيل صيانتها ومحاربة ما يطرأ عليها من لحن وتحريف، ومع أن هذه الجهود كانت تعتمد على دعامة من الدين، فإن ذلك كله لم يحل دون تطورها في القواعد والأساليب ودلالة المفردات إلى الصورة التي تتفق مع قوانين التطور اللغوي، فأصبحت على الحالة التي هي عليه الآن في اللهجات العامية.
غير أن علماء اللغة لم يصلوا بعد إلى الكشف عن جميع القوانين التي يسير عليها التطور الدلالي، وما كشفوه منها لم يصل بعد في دقته وضبطه وعمومه إلى مستوى القوانين المتعلقة بالتطور الصوتي...

4- إن الحالة التي تنتقل إليها الدلالة ترتبط غالبًا بالحالة التي انتقلت منها بإحدى العلاقتين اللتين يعتمد عليهما تداعي المعاني(7)، ونعني بهما علاقتي المجاورة والمشابهة(8): فتارة يعتمد انتقال الدلالة على علاقة المجاورة المكانية؛ كتحول معنى "ظعينة" "معناها في الأصل المرأة في الهودج" إلى معنى الهودج نفسه, وإلى معنى البعير(9)، وتحول معنى ذقن في عامية المصريين إلى معنى اللحية(10)، وتحول bureau من غطاء المكتب إلى المكتب نفسه، وكتأنيث الرأس في عامية بعض المناطق المصرية "انتقل إليه التأنيث من الأعضاء المؤنثة المجاورة له وهي العين والأذن" ... وهلم جرا. وتارةً يعتمد على علاقة المجاورة الزمنية؛ كتحول معنى العقيقة "هي في الأصل الشعر

ص316

الذي يخرج على الولد من بطن أمه" إلى معنى الذبيحة التي تنحر عند حلق الشعر(11) وتكذيب كلمة ete "فصل الصيف" التي كانت مؤنثة في الأصل لمجاورة مدلولها مجاورة زمنية لمدلول كلمة مذكرة وهي printimps فصل الربيع(12), وتارة يعتمد على علاقة المشابهة؛ كتحول معنى "الأفن" "وهو في الأصل قلة لبن الناقة" إلى معنى قلة العقل والسفه، وتحول معنى "المجد" "وهو في الأصل امتلاء بطن الدابة من العلف" إلى معنى الامتلاء بالكرم.... وهلم جرا(13).
5
- أن التطور الدلالي في غالب أحواله مقيد بالزمان والمكان, فمعظم ظواهره يقتصر أثرها على بيئة معينة وعصر خاص, ولا نكاد نعثر على تطور دلالي لحق جميع اللغات الإنسانية في صورة واحدة ووقت واحد..
6
- أنه إذا حدث في بيئته ما ظهر أثره عند جميع الأفراد الذين تشملهم هذه البيئة, فسقوط علامات الإعراب في لغة المحادثة المصرية مثلًا لم يفلت من أثره أي فرد من المصريين.
ومن هذه الخواص يتبين فساد كثير من النظريات القديمة بصدد هذا التطور.

ص317

فليس بصحيح ما ذهب إليه بعض العلماء من أن هذا التطور يحدث نتيجة لأعمال فردية اختيارية يقوم بها بعض الأفراد وتنتشر عن طريق المحاكاة(14).
وليس بصحيح ما ذهب إليه أعضاء المدرسة الإنجليزية وبعض الباحثين من الفرنسيين؛ كالعلامة بريال Breal؛ إذ يرون أن التطور الدلالي يسير باللغة نحو التهذيب والكمال, ويسد ما بها من نقص, ويخلصها مما لا تدعو إليه الحاجة(15), وذلك أن اتجاهات كهذه لا يمكن أن تتحقق إلّا في تطور اختياري مقصود تقوده الإرادة الإنسانية في سبيل الإصلاح, أما وقد ثبت أن التطور الذي نحن بصدده تطور تلقائي آلي لا دخل فيه للإرادة الإنسانية، فلا يتصور أن يتقيد في اتجاهه بالسبل التي تقول بها هذه النظرية.
وأن موازنة بين الحالة التي كانت عليه اللغة العربية فيما يتعلق بدلالة ألفاظها وقواعدها في الإعراب وغيره وما آلت إليه في اللغة العامية الحاضرة لأكبر دليل على ما نقول, فمن الواضح أن هذا التطور لم يتجه دائمًا نحو التهذيب والكمال، بل أدّى في معظم مظاهره إلى اللبس في دلالة الكلمات والخلط بين وظائفها وأنواعها، وجرَّدَ اللغة مما به من دقة وسمو، وهوى بها إلى منزلة وضيعة في التعبير, وما حدث في اللغة العربية بهذا الصدد حدث مثله في كثير من اللغات, وإليك مثلًا قواعد اللغة اللاتينية التي انقرضت في اللغات المنشعبة عنها, فإن معظم هذه القواعد كبير الفائدة في بيان وظيفة الكلمات وتحديد مدلولاتها وتعيين العلاقات التي تربط عناصر العبارة بعضها ببعض، وقد أدى انقراض هذه القواعد في اللهجات المنشعبة عن اللاتينية إلى كثير من اللبس والاضطراب.
ص318

حقًّا إن هذه المذاهب تصدق على بعض مظاهر التطور الدلالي الخاص بلغات الكتابة, فتطور لغات الكتابة يعتمد في كثير من نواحيه على عوامل أدبية مقصودة ترمي إلى تنقيح اللغة وتهذيبها والسير بها في سبيل الكمال، كما أشرنا إلى ذلك في الفقرة الرابعة من الفصل الرابع(16).

ص319
___________________
(1)انظر صفحات 285-287.

(2) هذه الخاصة صحيحة في تطور معاني الكلمات وتطور الأساليب, أما تطور القواعد فكثيرًا ما يحدث بدون تدرج.
(3) فيقال مثلًا في عامية بعض المناطق المصرية: "كِبِر "بكسر الكاف والباء" يِكبَر "بكسر الباء وفتح الباء", بدلًا من "كبر يكبر" "من باب تعب" أو "كبر يكبر" "من باب شرف". ومثل هذا يقال في معظم الأفعال.
3
فيقال مثلًا في عامية بعض المناطق المصرية: رأس كبير وبطن كبيرة، بدلًا من رأس كبير وبطن كبير.
(4) فيقال مثلًا في عامية المصريين: "كتابين كبار" بدلًا من "كتابان كبيران".
(6) فيقال مثلًا في عامية المصريين "الكتاب ده" و"الكتابين دول" بدلًا من "هذا الكتاب" و"هذان الكتابان".

(7) من المقرر في علم النفس أن حضور معنًى يدعو إلى الذاكرة بعض المعاني المرتبطة معه بعلاقة المجاورة أو المشابهة.
(8) هذا هو تفصيل ما يقصده علماء اللغة؛ إذ يقرون أن تطور الدلالة خاضع لقانون التماثل loi de Fanalogie
(9) المزهر للسيوطي الجزء الأول 307.
(10) الذقن في الأصل هو مجمع عظمى الحنك، ولا يخفى أن هذا الموضع مجاور للشعر الثابت في الوجه.

(11) المزهر للسيوطي ج1 ص307.
(12) كانت الفصول في الفرنسية القديمة من حيث التذكير والتأنيث على النحو التالي: الربيع "مذكر"، الصيف "مؤنث"، الخريف "مذكر"، الشتاء، مذكر", ثم انتقل تأنيث الصيف إلى الخريف, وانتقل فيما بعد تأنيث الخريف إلى الشتاء، فأصبحت الفصول جميعًا مؤنثة ما عدا الربيع، ولكن تذكير الربيع لم يلبث أن انتقل فيما بعد إلى الصيف، وتذكير الصيف رد إلى الخريف والشتاء نوعهما المذكر القديم، فأصبحت جميع الفصول مذكرة في الفرنسية الحالية V. Dauzat, op. cit., l 56
(13) قد يعتمد انتقال الدلالة من حالة إلى حالة على علاقة التضاد بين الحالتين "إطلاق الكلمة مثلًا على ضد مدلولها القديم", والتضاد في الواقع مظهر من مظاهر التشابه؛ إذ لا يوجد تضاد إلّا بين شيئين يشتركان في صفة ما, فلا يوجد بينما تضاد كالأحمر والطويل مثلًا. "انظر كلمة عن التضاد في اللغة العربية بكتابنا "فقه اللغة" الطبعة السابعة صفحات 192-198.

(14) قال بهذا المذهب الفاسد جماعة من العلماء, على رأسهم سايس وسوبث وجيسبرسن ونارد Sayce Sweet Jespersen Tarde "انظر ص58".
(15) انظر آخر ص56 وصفحتي 57، 58 وأول 59، وانظر كذلك
Dauzat, op. cit., 99, l00.

(16) انظر على الأخص صفحات 279-284.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.