أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016
4422
التاريخ: 16-3-2016
3410
التاريخ: 16-3-2016
3726
التاريخ: 5-04-2015
4076
|
ودخلت سنة ست وستين للهجرة فثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي بالعراق طالباً ثأر الحسين (عليه السّلام) .
ولكي نعرف السرّ في استجابة جماهير العراق لابن الزّبير أوّل الأمر ثمّ انقلابها عليه واستجابتها لدعوة المُختار لا بدّ أن نلاحظ أنّ مجتمع العراق كان يطلب إصلاحاً اجتماعياً وكان يطلب الثأر من الاُمويِّين وأعوانهم ؛ وعلى أمل الإصلاح الاجتماعي والانتقام استجاب مجتمع العراق لابن الزّبير فهو عدو الاُمويِّين من جهة وهو يتظاهر بالإصلاح والزهد والرغبة عن الدنيا من جهة اُخرى فلعلّ سلطانه أن يُحقّق كلا الأمرين .
ولكنّ سلطان ابن الزّبير لم يكن خيراً من سلطان الاُمويِّين ؛ لقد أخرج العراق عن سلطانهم ولكن قاتلي الحسين (عليه السّلام) كانوا مُقرّبين إلى السلطة كما كانوا في عهد الاُمويِّين .
إنّ شمر بن ذي الجوشن وشبت بن ربعي وعمر بن سعد وعمرو بن الحجّاج وغيرهم كانوا سادة المجتمع في ظلّ سلطان ابن الزّبير كما كانوا سادته في ظلّ سلطان يزيد . كما إنّه لم يُحقّق لهم العدل الاجتماعي الذي يطلبونه لقد كانوا يحنّون إلى سيرة علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فيهم هذه السيرة التي حقّقت لهم أقصى ما يمكن من رفاه وعدل .
هذا عبد الله بن مطيع العدوي عامل ابن الزّبير على الكوفة يقول للناس إنّه أمر أن يسير بسيرة عمر وعثمان فيقول له المتكلّم بلسان أهل الكوفة : ... أمّا حمل فيئنا برضانا فإنّا نشهد أنّا لا نرضى أن يُحمل عنّا فضله وألاّ يُقسم إلاّ فينا وأن لا يُسار فينا إلاّ بسيرة علي بن أبي طالب التي سار بها في بلادنا هذه ولا حاجة لنا في سيرة عثمان في فيئنا ولا في أنفسنا ولا في سيرة عمر بن الخطّاب فينا وإن كانت أهون السيرتين علينا .
كان هذا أو ذاك سبباً في انخذال الناس عن ابن الزّبير وتأييدهم لثورة المختار عليه ولقد ربط المختار دعوته بمحمد بن الحنفيّة بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) وهذا ما جعلهم يطمئنون إلى عدل السيرة والإصلاح لقد جعل شعاره يا لثارات الحسين وهذا يُحقّق لهم الهدف الثاني .
ولقد حارب عبد الله بن مطيع عامل ابن الزّبير في الكوفة الثائرين مع المختار بالرجال الذين تولّوا قتل الحسين (عليه السّلام) . لقد حاربهم بشمر بن ذي الجوشن وعمرو بن الحجّاج وشبث بن ربعي وأمثالهم وكان هذا كافياً في حفز الثائرين على المضي في ثورتهم والتصميم على النصر .
وقد أنصف المختار عندما تولّى الحكم طبقة في المجتمع الإسلامي كانت مُضطهدة في عهد الاُمويِّين واستمر اضطهادها في عهد ابن الزّبير وهي طبقة الموالي المسلمين غير العرب فقد كانت عليهم واجبات المسلمين ولم تكن لهم حقوقهم فلمّا استتب الأمر للمختار أنصفهم فجعل لهم من الحقوق مثل ما لغيرهم من عامّة المسلمين .
وقد أثار هذا العمل الأشراف وسادة القبائل فتكتّلوا ضدّ المختار وتآمروا عليه وأجمعوا على حربه وكان على رأس هؤلاء المتمردين قتلة الحسين (عليه السّلام) ولكنّهم فشلوا في حركتهم .
وكانت حركة التمرّد هذه سبباً في حفز المختار على التعجيل بتتبع قتلة الحسين (عليه السّلام) وآله في كربلاء وقتلهم ؛ فقتل منهم في يوم واحد مئتين وثمانين رجلاً ثمّ تتبعهم فقتل كثيراً منهم ولم يفلت من زعمائهم أحد ؛ فقتل شمر بن ذي الجوشن وعمر بن سعد وعمرو بن الحجّاج وشبث بن ربعي وغيرهم .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|