أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2019
1601
التاريخ: 21-4-2019
6638
التاريخ: 22-4-2019
16998
التاريخ: 21-4-2019
1262
|
نحاة القرن الرابع:
عرف القرن الرابع مجموعة من النحاة أكثرهم في بغداد، وأهمهم ابن السراج، ت 316 هـ، والزجاج، ت 311هـ، وابن درستويه توفي بعد 330 هـ وأبو سعيد السيرافي ت 368 هـ وأبو علي الفارسي ت 377هـ والرماني ت 385هـ وابن جني 391هـ. وقد وصلت إلينا كتب كثيرة من مؤلفات هؤلاء النحاة.
اهتم ابن السراج ، ت 316 هـ، بكتاب سيبويه اهتمامًا كبيرًا، فقد كان يقوم
ص90
بتدريس كتاب سيبويه وقد لاحظ ابن السراج تعدد نسخ كتاب سيبويه فقارن النسخ المتداولة في عصره وأثبت مجموعة الفروق والاختلافات بين هذه النسخ. كان كتاب سيبويه حتى ذلك الوقت أساس تدريس النحو، ولذا كثرت نسخه وكثرت معها التصحيفات والاختلافات وأحس ابن السراج الذي ولد بعد وفاة سيبويه بأقل من مائة عام بضرورة المقابلة بين نسخ الكتاب المختلفة للتوصل إلى النص الصحيح، فقام بذلك وسجل ملاحظاته حول اختلاف نسخ كتاب سيبويه في كتاب أصول النحو(1) ويعد كتاب أصول النحو لابن السراج الكتاب النحوي الثالث بعد كتاب سيبويه والمقتضب للمبرد، فإذا كان ابن السراج هو صاحب أول محاولة لتحقيق كتاب سيبويه فهو إلى جانب هذا مؤلف "أصول النحو".
وقد وصل إلينا من كتب أبي إسحق الزجاج، ت 311هـ، أكثر من كتاب وأهم مؤلفاته التي بقيت لنا كتاب "سر النحو" ويتناول هذا الكتاب موضوع الممنوع من المصرف. وقد اتضح من مقارنة هذا الكتاب أنه ألف تيسيرًا لفهم كتاب سيبويه. وكأن الزجاج أراد أن يشرح كتاب سيبويه فألف كتابه "سر النحو" يدل على ذلك أن ترتيب موضوعات "سر النحو" هو نفس ترتيب أبواب كتاب سيبويه في موضوع الممنوع من الصرف فالترتيب الداخلي واحد في الكتابين.
وفي منتصف القرن الرابع الهجري عرفت بغداد ثلاث شخصيات مرموقة
ص91
من اللغويين والنحويين. لقد عُرف أبو سعيد السيرافي ،ت 368هـ ، بشرحه الكبير لكتاب سيبويه، كما اشتهر الرماني، ت 385هـ، بشرحه لكتاب سيبويه أيضا يتفق السيرافي والرماني في إعجابهما بسيبويه والتزامهما بمنهج نحاة البصرة ولكن شرحيهما يختلفان، فقد ذكر السيرافي كثيرًا من الشواهد والآراء النحوية وعرض في كتابه لمعارفه النحوية واللغوية العميقة. أما شرح الرماني فلا يعكس أي اهتمام بالشواهد وآراء النحاة الذين عاشوا بعد سيبويه وكأنه اكتفى بشرح مضمون كتاب سيبويه بطريقة منطقية. ويمتاز شرح السيرافي باهتمامه بموضوعات لم تنل عند معاصريه نفس الاهتمام، فقد خصص السيرافي في آخر شرحه لسيبويه بابًا خاصًا لآراء الكوفيين في الدراسات الصوتية، وهذا الباب هو مصدرنا الوحيد للتعرف على آراء الكوفيين في الأصوات. أما ثالث الثلاثة فهو أبو على الفارسي، ت 377هـ، وقد وصلت إلينا كتب كثيرة له منها المسائل الشيرازيات إلى جانب كتابه في علم القراءات "الحجة في القراءات".
لقد تتلمذ أبو الفتح عثمان بن جني، ت 392 هـ، على هؤلاء النحاة الأعلام فأصبح أهم نحاة بغداد في عصره. ألف ابن جني كتبًا كثيرة في علوم اللغة منها كتاب "الخصائص" الذي يضم حشدَا من القضايا الصرفية والدلالية والنحوية، وكتاب "سر صناعة الإعراب" لابن جني ليس في الإعراب النحوي بل هو أول كتاب عربي مستقل في الدراسات الصوتية فالإعراب عنده هو الإبانة نطقًا.
بدأت علوم اللغة في مصر والأندلس في القرن الرابع الهجري امتداد لجهود علماء بغداد. لقد درس ابن ولاد، ت 332هـ، وأبو جعفر النحاس، ت 338هـ، النحو في بغداد على الزجاج وأسسا علم النحو في مصر فابن ولاد أول نحوي مصري، وقد وصلت إلينا بعض كتبه، مثل: المقصور والممدود، والانتصار
ص92
لسيبويه من المبرد، أما أبو جعفر النحاس فقد اهتم بالقراءات وبكتاب سيبويه وألف فيهما.
وبدأت علوم اللغة في الأندلس تأخذ شكلها الواضح بهجرة أبي علي القالي، ت 356 هـ، بعد أن درس علوم اللغة في بغداد. وبذلك نقل أبو علي القالي دراسة كتاب سيبويه وتدريس اللغة والأدب إلى الأندلس، وبه بدأت المدرسة الأندلسية في علوم اللغة.
ص93
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وصل إلينا كتاب "أصول النحو" لابن السراج -بعد أن كان في حكم المفقود- في عدة قطع متكاملة، وجدت في المتحف البريطاني والمغرب وتركيا وهناك مواضع كثيرة نقل بعضها السيرافي في شرحه لكتاب سيبويه تشهد بجهد ابن السراج في تحقيق نص كتاب سيببويه .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|