أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2016
5775
التاريخ: 3-1-2016
3792
التاريخ: 2025-01-04
119
التاريخ: 23-3-2018
2652
|
تعتبر الأنهار والاودية والخيران مصارف طبيعية لنقل تجمع مياه الأمطار من الهضاب والمرتفعات الى مصباتها في البحار والبحيرات والمنخفضات الأخرى . إن تجمع مياه الأمطار في ذروتها قد تفوق سعة هذه المجاري فتفيض وتغمر الأراضي الزراعية في المنخفضات المجاورة أو تلك التي على مشارف مصباتها في الأنهار المستدامة ذات المجرى المتواصل من المنبع الى المصب كنهر النيل في السودان ومصر ونهرى دجلة والفرات بسوريا والعراق .
أما بالنسبة للأنهار الموسمية فإن مجاريها ربما تنتهي بأراض منخفضة ومنبسطة بمساحة كبيرة تستوعب مياه فيضانها فتنتشر على سطح التربة قبل الوصول إلى مصب مائي ، وتبقى هذه الأراضي مغمورة بالمياه فتتشبع بالرطوبة بالقدر الذي يمكن من إنتاج المحاصيل الزراعية .
في بعض المناطق وعندما تبدأ مياه الفيضان بالرجوع الى المجرى الطبيعي للنهر يتم قفل مداخلها لتبقى بالمنخفضات أطول فترة ممكنة وذلك لزيادة كمية الماء النافذة بالتربة . توجه مياه الفيضان عبر مداخل معلومة بالأراضي المنخفضة وقفل هذه المداخل عند نهاية فترة الفيضان ، وتعتبر هذه صورة متقدمة للري الفيضي التقليدي .
عقب الفيضان ورجوع الماء للمجرى الرئيسي للنهر يترسب الغرين والطمى في المنخفضات وعلى سهول مجراه فتصبح الأرض على درجة عالية من الرطوبة والخصوبة مما يمكنها من الإيفاء باحتياجات النبات المائية والغذائية . هذه الأراضي نسبة لغمرها سنوياً بمياه الفيضان وخصوبتها المتجددة تعطي إنتاجاً وفيراً بأقل تكلفة مقارنة بأراضي المرتفعات التي لا تغمرها مياه الفيضان . إن المحاصيل الزراعية التي تزرع في هذه المناطق غالباً ما تكون محاصيل ذات موسم زراعي قصير وغير حساسة لنقص مياه التربة بعد استنفاذها في نهاية الموسم الزراعي .
استنادا الى خواص مجرى النهر وطبوغرافية التربة المجاورة يمكن تقسيم الارض المروية بالري الفيضي واستخداماتها الى أربعة اقسام كما يلي :
1- في نهاية الفيضان وانحسار المياه الى مجراها الطبيعي في الانهار ذات المجرى العريض الضحل تترك ساحلاً بمساحات تتفاوت حسب مقطع النهر وحجم مياه الفيضان ، هذا الساحل وبحكم أنه على درجة عالية من الرطوبة والخصوبة يمكن زراعته بالمحصول المناسب فيما يعرف في بعض البلدان العربية بزراعـة الجروف وعادة هذه الأراضي صالحة لمحاصيل ذات قيمة نقدية عالية .
2- المنخفضات المحاذية والمجاورة لمجاري الأنهار تغمرها مياه الفيضان عبر مداخل طبيعية أو صناعية اعتماداً على بقاء الماء على سطح التربة وتكون بذلك بيئة صالحة لإنتاج محصول زراعي بأقل تكلفة ممكنة .
3- الأراضي التـي تغمرها مياه الفيضان في المنخفضات التي على مشارف مصبات الأنهـار المستدامة أو تلك التي ينتهي بها مجرى الأنهار الموسمية فيما تسمى بأراضي الدلتا معروفة بخصوبتها وإنتاجيتها العالية .
4- مجاري الأنهار الموسمية والأودية ، تتخللها بعض المنخفضات مما يؤدي الى تكوين البرك والمستنقعات بنهاية فترة الفيضان فيها . نسبة لقلة ترسيب الغرين والطمي من المياه السارية بهذه المجاري ونسبة لما تسببه من تعرية فإن التربة فيها تكون أقل خصوبة من تلك التي تم غمرها بمياه الفيضان . هذه الأراضي تستخدم لإنتاج العلف وكمرعى للحيوان .
لقد عرف الانسان الري الفيضي على ضفاف الانهار وفي الوديان الطبيعية منذ القدم ، وقد أتسم استعمال النظام بالزراعات التقليدية لمحصول زراعي واحد طوال العام ، وفي سبيل تعظيم الاستفادة من هذا النظام يمكن القيام ببعض الأعمال ومن ذلك :
- السعي لتوجيه مياه الفيضان للمنخفضات المجاورة بكميات معلومة عبر مداخل محكمة الفتح والقفل ومتابعة الفيضان وحجزها عند تراجعه وذلك لضمان بقاء الماء على سطح التربة لأطول فترة ممكنة .
- الري الفيضي بصورته الحالية يقصر الاستفادة من الأرض لإنتاج محصول زراعي واحـد في السنـة وتبقى الأرض بوراً لبقية العام . يمكـن استغلال الارض بالصورة المثلى باستعمال ري تكميلي وفقاً للاعتبارات الآتية :
أ- ترسب الطمي وغسل التربة سنوياً بمياه الفيضان يجعلها على درجة عالية من الخصوبة لإنتاج أكثر من محصول خلال العام .
ب- وجود هذه الأراضي على مقربة من مجاري الأنهار يجعل جلب مياه الري لها في فترة الجفاف ممكناً . في الحالات التي تكون فيها أراضي المنخفضات بعيدة عن مجاري الأنهار ، يمكن ريها من المياه الجوفية التي غالباً ما تكون متوفرة وعلى أعماق غير بعيدة.
ج- بالري التكميلي يمكن اضافة رية أو ريتين للمحصول في أوقات نضجه وبالتالي تزيد الانتاجية كماً ونوعاً . وفي بعض السنوات وعندما يكون الفيضان دون المستوى المتعارف عليه فإن الري التكميلي يكون وسيلة تأمين ولزيادة الإنتاجية .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|