كميات البوتاسيوم التي تتطلبها المحاصيل

ترتبط كمية البوتاسيوم التي تستهلكها المحاصيل ارتباطاً مباشراً بإنتاجية هذه الأخيرة، وخصوصاً بكمية النبات المنتجة، وكثافة غرس الشتلات، وطول موسم النمو لإنضاج هذه المحاصيل.

الشكل يبين عوارض نقص البوتاسيوم على الأعشاب والنباتات العريضة الأوراق. حيث تظهر العلامات الأولى للبقع الميتة على هامش الورقة والاحتراق المتقدم لهذه الأطراف.

يدخل البوتاسيوم الى النباتات بسرعة خلال مرحلة النمو الأولى ويتراكم بشكل أسرع من النيتروجين والفوسفور. لذلك يتوجب تطبيق البوتاسيوم بوفرة خلال هذه المرحلة ولا سيما أن البوتاسيوم يساعد على تحفيز نمو الجذور. مع ذلك، لا يستحسن تطبيق كل البوتاسيوم عند أو قبيل الغرس. فتقسيم تطبيق البوتاسيوم الى مرحلتين في نفس الموسم يعطي فعالية أكثر للبوتاسيوم من تطبيق واحد كبير في البداية. كما أن وضع مخصبات البوتاسيوم في مجموعات يزيد فعالية استخدام البوتاسيوم في تغذية المحصول.

يعتبر طلب كمية 100 رطل وأكثر من البوتاسيوم للفدان الواحد طلباً مرتفعاً (2.5 رطلاً لكل 1000 قدم مربع). بشكل عام، تشبه المحاصيل التي تتطلب البوتاسيوم بكثرة تلك التي تتطلب كميات كبيرة من النيتروجين والفوسفور، خاصة الذرة والتبغ والفالفا (نبات يستخدم لتغذية الماشية) والكرفس (نبات تأكل ضلوع أوراقه) كونها تتطلب البوتاسيوم بشكل بارز.

الطلب المعتدل للبوتاسيوم يكون في نطاق 50 إلى 100 رطل للفدان الواحد ( 1.25 إلى 2.5 رطل لكل 1000 قدم مربع). تقع محاصيل الخضار والحبوب الصغيرة ضمن هذه الفئة. الطلب المنخفض يكون تحت ال 50 رطلاً للفدان (1.25 رطلاً لكل 1000 قدم مربع).

محاصيل بساتين الفاكهة تتطلب البوتاسيوم بشكل منخفض.

يحتوي الغطاء النباتي للنبتة على البوتاسيوم أكثر من الفاكهة والبذور. عند النضوج، تأخذ المحاصيل نحو ثلثي البوتاسيوم المتبقي في الغطاء النباتي، مع نحو ثلث واحد يتم نقله للفاكهة. وتحتوي القشور على البوتاسيوم أكثر من لب الفاكهة وبذورها. والمحاصيل التي تم تسميدها بشدة بالنيتروجين هي عموماً ذات متطلبات عالية للبوتاسيوم.

تتراوح كثافة البوتاسيوم في الأوراق ما بين 1 إلى 5 بالمئة أو أكثر على أساس الوزن الجاف. وقد تحتوي نبتة التبغ على أكثر من 6 بالمئة من البوتاسيوم (K) في الأوراق، وكذلك قد تحتوي على نسب أعلى في الضلوع. تكون قيمة الإشباع من البوتاسيوم في الأوراق من 1.5 إلى 3% لمعظم المحاصيل. أما القيم ما دون 1.5 % فهي تعتبر تحت مستويات الإشباع. تمتص النباتات البوتاسيوم بسهولة كما أنها قد تجمع البوتاسيوم بكثرة حتى تصل إلى حالة الإشباع. ويسمى التكديس المفرط للبوتاسيوم بالاستهلاك المفرط (الشكل التالي). هذا الاستهلاك ليس مؤذياً للمحصول ولكنه مبذر للبوتاسيوم في حال تمت إزالة أجزاء النباتات ذات الاستهلاك الكمالي من المواقع حيث تنمو النباتات. كما أن التخمير المُفرط بالبوتاسيوم قد يحد من امتصاص الكالسيوم والمغنيسيوم ويؤدي إلى نقص هذه العناصر في النباتات، وخصوصاً إذا لم يتم تزويد التربة بكمية كافية من هذه العناصر.

شكل يبين نمو النبتة أو استجابة مردود المحصول بالنسبة لتركيز البوتاسيوم في أوراق النبتة. على الرغم من أن الخط الدال على هذه الاستجابة يتغير مع اختلاف الفصائل واختلاف المواد الغذائية (العناصر الرئيسية)، فإن الاستجابة التي تُظهر مناطق نقص وإشباع (استهلاك بإسراف)، وسمية هي استجابة نموذجية لكل النباتات والمواد الغذائية.