يمكن الحصول على أعلى غلة ممكنة من بذور زهرة الشمس عند زراعة الأصناف الملائمة لمنطقة بيئية معينة، تحت ظروف الري، باستخدام تقانات الري المناسبة، التي تضمن تأمين كامل احتياجات نباتات المحصول المائية خلال مختلف مراحل النمو.

وإن من مثالب Disadvantages زراعة محصول زهرة الشمس بشكل مروي ولاسيما في المناطق التي تتعرض لهبوب الرياح (معظم المناطق المناسبة لزراعة محصول زهرة الشمس)، إمكانية تعرض النباتات لخطر الرقاد، بسبب كبر حجم المجموع الهوائي بالمقارنة مع حجم المجموع الجذري، وقد تؤدي الرياح إلى اقتلاع النباتات من التربة، لأن نمو جذور النباتات في التربة الرطبة عادة ما يكون محدودا. ويمكن أن يكون الفقد في الغلة بسبب الرقاد كبير جدا لأن الأقراص الزهرية تقع على الأرض الرطبة، وعادة ما تتعفن قبل عملية الجمع. لذلك يفضل زراعة الأصناف القصيرة Short cultivars، حتى وإن كان محتوى البذور من الزيت أقل بالمقارنة مع الأصناف الطويلة Tall cultivars. وعادة ما يكون محتوى البذور من الزيت، والبروتين أعلى لدى بعض الهجن تحت ظروف الزراعة المروية بالمقارنة مع الزراعة المطرية. ويمكن أن تتماثل الأصناف المختلفة في كمية المياه الكلية المستخدمة وفي مقدرتها على استخلاص المياه من التربة، ولكن تتباين الغلة من البذور باختلاف كفاءة استعمال الماء Water use efficiency (نسبة كمية المادة الجافة المصنعة مقدرة بالغرام إلى كمية المياه المنتوحة مقدرة بالكغ). وتفضل تحت ظروف الزراعة المروية الأصناف القصيرة على الأصناف الطويلة لأنها تسمح بجفاف التربة بشكل أسرع قبل الحصاد، لأن غطاءها النباتي أقل، ومن ثم فإن نسبة مساحة الأرض المكشوفة، والمعرضة بشكل مباشر لأشعة الشمس ستكون أكبر، مما يساعد في استخدام الحصاد الآلي، وإدخال الآلة إلى الحقل بوقت أبكر. وتتراوح كمية المياه المفقودة بالتبخر -نتح Evapo- transpiration في محصول زهرة الشمس بين 512-706 مم، وبمعدل أعظمي يقدر بنحو 8.5 مم /يوم، وذلك حسب الظروف المناخية السائدة في منطقة الزراعة.

تشير الدراسات إلى أن الإجهاد المائي خلال مرحلة الإزهار Anthesis يمكن أن يسبب تراجعا كبيرا في غلة المحصول بالمقارنة مع الإجهاد المائي خلال المرحل اللاحقة من حياة النبات. ويمكن أن يسبب الجفاف تراجعا في محتوى البذور من الزيت، ونسبة البذور Kernel percentage داخل الثمرة Achene. وتتمثل أعراض نقص المياه، بتراجع درجة امتلاء البذور، ومن ثم متوسط وزن المائة بذرة، لأن الماء هو الناقل الوحيد لنواتج عملية التمثيل الضوئي من المصدر إلى المصب. وتزداد نسبة البذور الفارغة (المجهظة) في مركز القرص الزهري، مما يؤثر سلبا في عدد البذور المتشكلة في القرص الواحد. وينصح عموما بإعطاء آخر رية بعد قرابة 14-21 يوما من إزهار 50% من الأقراص للحصول على أعلى غلة ممكنة من البذور. ويفضل إجراء عملية الري وفق جدول زمني محدد، ويجب ألا ننتظر حتى تظهر علائم العطش على النباتات كما هو الحال لدى الأنواع المحصولية الأخرى، حتى لا تتعرض الخلايا النباتية للعجز المائي Water deficit المتمثل بتراجع جهد الامتلاء (P) Turgor potential داخل الخلايا النباتية الضروري لاستمرار استطالتها، لأن مسامات أوراق محصول زهرة الشمس أقل حساسية بالانغلاق استجابة لتراجع محتوى التربة المائي، مما قد يؤثر ذلك سلبا في استطالة خلايا الأوراق، ومن ثم كفاءة النبات التمثيلية، بسبب تراجع مساحة المسطح الورقي الأخضر الفعال في عملية التمثيل الضوئي.

وتشير الدراسات إلى أن الري بشكل متناوب بين الخطوط Alternate furrows يقلل من تعرض النباتات للرقاد، أو هدر المياه، مما يساعد في زيادة كفاءة استعمال المياه بالمقارنة مع الري لجميع الخطوط. ورغم حقيقة أن معظم أصناف زهرة الشمس الطويلة أكثر تحملا للجفاف، إلا أن غلة الأصناف الحديثة أكثر تأثرا بالجفاف. ويؤثر بالمقابل وجود كمية زائدة من المياه في التربة خلال أية مرحلة من حياة النبات سلبا في إنتاجية المحصول.

وتستعمل حاليا طرق الري بالرذاذ Sprinkler، وخاصة في الحقول المزروعة بالهجن القصيرة، ولكن من عيوبها أنها تشجع الإصابة بالأمراض الفطرية Fungal infection، بسبب زيادة الرطوبة Humidity على نباتات المحصول. عموما، لا ينصح إطلاقا بري محصول زهرة الشمس بالمياه المالحة Saline water رغم وجود تباين في استجابة الأصناف للإجهاد الملحي. ويمكن أن تؤدي المستويات المعتدلة من الأملاح الذؤابة في مياه الري إلى تراجع محتوى البذور من الزيت بنحو 50%، وتزيد من احتمال، وشدة إصابة الجذور بالأعفان Root rots (Ashraf وO' Leary' ، 1997). ويبين الجدول الآتي تأثير ازدياد تركيز الأملاح الذوبة في التربة/ مياه الري في محتوى البذور من الزيت، وإنتاجية الزيت في وحدة المساحة: