أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
3855
التاريخ: 29-3-2016
3950
التاريخ: 8-04-2015
3714
التاريخ: 29-3-2016
3615
|
جمع الحسين (عليه السلام) أصحابه قرب المساء، قال علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم و انا اذ ذاك مريض فسمعت أبي يقول لأصحابه:
«أثني على اللّه أحسن الثناء و احمده على السراء و الضراء، اللهم انّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين.
اما بعد فانّي لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم اللّه عنّي خيرا، ألا وانّي لا أظن يوما لنا من هؤلاء، ألا واني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم منّي ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا».
فقال له اخوته وابناؤه وبنو اخيه وابنا عبد اللّه بن جعفر: لم نفعل ذلك، لنبقى بعدك، لا أرانا اللّه ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس بن علي (عليهما السّلام) واتبعه الجماعة عليه فتكلموا بمثله و نحوه.
فقال الحسين (عليه السلام): يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم فاذهبوا انتم فقد أذنت لكم قالوا: سبحان اللّه فما يقول الناس، يقولون انّا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الاعمام ولم نرم معهم بسهم و لم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا، لا واللّه ما نفعل ولكن نفديك بانفسنا وأموالنا وأهلينا و نقاتل معك حتى نرد موردك، فقبّح اللّه العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة فقال : أنحن نخلّي عنك وبما نعتذر الى اللّه في أداء حقك، أما واللّه حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، واللّه لا نخلّيك حتى يعلم اللّه انّا قد حفظنا غيبة رسوله فيك أما و اللّه لو قد علمت انّي اقتل ثم أحيي ثم أحرق ثم أحيي و ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتى القى حمامي دونك و كيف لا أفعل ذلك و إنمّا هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.
وقام زهير بن القين رحمه اللّه فقال : واللّه لوددت انّي قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا الف مرّة وانّ اللّه عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك، و تكلّم جماعة من أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فجزاهم الحسين (عليه السلام) خيرا و انصرف الى مضربه .
قال المجلسي رحمه اللّه: فأراهم الحسين (عليه السلام) منازلهم في الجنة فرأوا القصور و الحور والنعيم الذي أعدّ لهم، وزاد يقينهم وثباتهم فلذا كانوا يستبقون الى الشهادة ولا يحسّون الم السيوف والنبال.
روى السيد بن طاوس انّه : قيل لمحمد بن بشير الحضرمي في تلك الحال قد أسر ابنك في ثغر الري، فقال عند اللّه أحتسبه و نفسي ما كنت أحب أن يؤسر و أنا أبقى بعده، فسمع الحسين (عليه السلام) قوله فقال : رحمك اللّه أنت في حلّ من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك، فقال : اكلتني السباع حيّا ان فارقتك، قال : فأعط ابنك هذه الاثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه، فأعطاه خمسة اثواب قيمتها ألف دينار .
قال الشيخ المفيد رحمه اللّه: انصرف الحسين (عليه السلام) الى خيامه بعد مكالمته مع أصحابه، قال عليّ بن الحسين (عليهما السّلام): انّي جالس في تلك العشية التي قتل ابي في صبيحتها و عندي عمتي زينب تمرضني، اذ اعتزل ابي في خباء له و عنده جوين مولى أبي ذر الغفاري و هو يعالج سيفه و يصلحه و أبي يقول:
يا دهر أف لك من خليل كم لك بالاشراق و الأصيل
من صاحب أو طالب قتيل و الدهر لا يقنع بالبديل
و إنمّا الأمر الى الجليل و كلّ حي سالك سبيلي
فاعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها و عرفت ما أراد فخنقتني العبرة فرددتها و لزمت السكوت وعلمت انّ البلاء قد نزل، وأمّا عمّتي فانّها سمعت ما سمعت وهي امرأة و من شأن النساء الرقة والجزع، فلم تملك نفسها اذ و ثبت تجر ثوبها وانها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت : وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي عليّ وأخي الحسن (عليه السلام) يا خليفة الماضين و ثمال الباقين.
فنظر إليها الحسين (عليه السلام) فقال لها : يا أخيّة لا يذهبن حلمك الشيطان و ترقرقت عيناه بالدموع و قال: «لو ترك القطا لنام»، فقالت : يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصابا فذاك أقرح لقلبي وأشد على نفسي، ثم لطمت وجهها و هوت الى جيبها فشقته، و خرّت مغشيّا عليها.
فقام إليها الحسين (عليه السلام) فصب على وجهها الماء و قال لها : أيها يا أختاه اتقي اللّه و تعزّي بعزاء اللّه، و اعلمي انّ أهل الارض يموتون وأهل السماء لا يبقون و انّ كل شيء هالك الّا وجه اللّه الذي خلق الخلق بقدرته ويبعث الخلق ويعيدهم وهو فرد وحده، جدّي خير مني و أبي خير منّي و أمّي خير منّي و أخي خير منّي، ولي ولكل مسلم برسول اللّه (صلى الله عليه واله) أسوة.
فعزاها بهذا و نحوه و قال لها : يا أخيّة انّي أقسمت عليك فابري قسمي، لا تشقي عليّ جيبا، و لا تخمشي عليّ وجها، و لا تدعي عليّ بالويل و الثبور اذا انا هلكت، ثم جاء بها حتى أجلسها عندي ثم خرج الى أصحابه فأمرهم أن يقرب بعضهم بيوتهم من بعض و أن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض و أن يكونوا بين البيوت فيستقبلون القوم من وجه واحد و البيوت من ورائهم وعن ايمانهم و عن شمائلهم، قد حفت بهم الّا الوجه الذي يأتيهم منه عدوّهم .
ثم أمر (عليه السلام) بحفيرة فحفرت حول عسكره تشبه الخندق وأمر فحشيت حطبا وأرسل عليّا ابنه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء وهم على وجل شديد، فقال الحسين (عليه السلام) لأصحابه : قوموا فاشربوا من الماء فانه آخر زادكم و توضئوا و اغتسلوا و اغسلوا ثيابكم لتكون اكفانكم.
وبات الحسين (عليه السلام) وأصحابه تلك الليلة و لهم دويّ كدوي النحل، ما بين راكع و ساجد وقائم وقاعد.
و باتوا فمنهم ذاكر و مسبح و داع و منهم ركع و سجود
و في رواية انّه عبر عليهم في تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد اثنان و ثلاثون رجلا .
فلما كان من الغداة أمر الحسين (عليه السلام) بفسطاط فضرب فامر بجفنة فيها مسك كثير
وجعل عندها نورة ثم دخل ليطلي، فروي انّ برير بن خضير الهمداني وعبد الرحمن بن عبد ربّة الانصاري، وقفا على باب الفسطاط ليطليا بعده.
فجعل برير يضاحك عبد الرحمن، فقال له عبد الرحمن : يا برير أتضحك؟ ما هذه ساعة ضحك ولا باطل.
فقال برير : لقد علم قومي ما احببت الباطل كهلا ولا شابّا وإنمّا أفعل ذلك استبشارا بما نصير إليه، فو اللّه ما هو الّا أن نلقي هؤلاء القوم باسيافنا نعالجهم بها ساعة ثم نعانق الحور العين .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|