أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-13
532
التاريخ: 2024-06-10
677
التاريخ: 28-4-2022
2127
التاريخ: 10-4-2022
1883
|
يقول سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [البقرة : 267].
اعتاد معظم الناس ان ينفقوا من فضول اموالهم التي لا قيمة لها او الساقطة التي لم تعد تنفعهم في شيء.
ان هذا النوع من الانفاق لا هو يربي روح المنفق ، ولا هو يرتق فتقا لمحتاج ، بل لعله إهانة له وتحقير.
فجاءت هذه الاية تنهي بصراحة عن هذا وتقول للناس : كيف تنفقون مثل هذا المال الذي لا تقبلونه انتم إذا عرض عليكم إلا إذا اضطررتم إلى قبوله ؟ اترون إخوانكم المسلمين ، بل اترون الله الذي في سبيله تنفقون اقل شأنا منكم ؟
اهانة الفقير او الله عز وجل
الاية تشير في الواقع إلى فكرة عميقة وهي ان للإنفاق في سبيل الله طرفين ، فالمحتاجون في طرف ، والله في طرف آخر. فإذا اختير المال المنفق من زهيد الاشياء ففي ذلك إهانة لمقام الله العزيز الذي لم يجده المنفق جديرا بطيبات ما عنده كما هو إهانة للذين يحتاجونه ، وهم ربما يكونون من ذوي الدرجات الايمانية السامية ، وعندئذ يسبب لهم هذا المال الرديء الألم والعذاب النفسي.
ونظير هذه الاية ما جاء في سورة آل عمران حيث يقول : {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران : 92].
لا شك ان الانفاق في سبيل الله هو من اجل نيل القرب من ساحته المقدسة ، وعندما يريد الناس التقرب إلى السلاطين وأصحاب النفوذ فإنهم يقدمون إليهم هدايا من أفضل أموالهم واحسن ثرواتهم ، في حين ان هؤلاء السلاطين أناس مثلهم فكيف يتقرب الإنسان إلى ربه وخالقه ورب السموات والأرض لتقديم بعض أمواله الدنيئة كهدية ؟! فما نرى في الاحكام الشرعية من وجوب كون الزكاة وحتى الهدي في الحج من المرغوب والجيد يدخل في دائرة هذا الاعتبار.
وعلى كل حال يجب الإلتزام ونشر هذه الثقافة القرآنية بين صفوف المسلمين في إنفاقهم الجيد من الأموال.
وعلى هذا فإن للوصول إلى مراتب الابرار الحقيقيين شروطا عديدة ، منها : الإنفاق مما يحبه الإنسان من الاموال ، لأن الحب الواقعي لله ، والتعلق بالقيم الاخلاقية والإنسانية إنما يتضح ويثبت إذا انتهى المرء إلى مفترق طريقين ، وواجه خيارية لا ثالث لهما ، ويقع في احد الجانبين الثروة ، او المنصب ، والمكانة المحببة لديه ، وفي الجانب الآخر رضا الله والحقيقة والعواطف الإنسانية وفعل الخير، ويتعين عليه ان يختار احدهما ويضحي بالآخر ، ويتغاضى عنه.
فإذا غض نظره عن الأول لحساب الثاني اثبت صدق نيته ، وبرهن على حبه ، ولى واقعيته في ولائه وانتمائه.
وإذا اقتصر – في هذا السبيل – على إنفاق الحقير القليل ، وبذل ما لا يحبه ويهواه ، فإنه يكون بذلك قد برهن على قصوره في الإيمان والمحبة ، والتعلق المعنوي عن تلك المرتبة السامية وانه ليس إلا بنفس الدرجة التي أظهرها في سلوكه وعطائه لا اكثر ، وهذا هو المقياس الطبيعي والمنطقي لتقييم الشخصية ، ومعرفة مستوى الايمان لدى الإنسان ، ومدى تجذره في ضميره.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|