أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
2951
التاريخ: 22/11/2022
1634
التاريخ: 14-8-2021
2571
التاريخ: 2024-02-07
1350
|
قد ننسى القيام ببعض الأمور وسط العديد من المسؤوليات اليومية والتي يتوجب علينا القيام بها والتي يتوقع منا الآخرون القيام بها ، وذلك أمر لا يمكن منعه. إن تلك الأمور كما لو كانت تتسرب من خلال الشقوق. مثال على ذلك : قد ننسى بعض ملابس الغسيل ملقاة على الأرض أو تترك بعض الأطباق في الحوض ، أو قد تهمل تسديد فاتورة مستحقة الدفع ، أو تنسى إحضار شريط الفيديو لفلم قمت باستئجاره وكنت قد وعدت بإحضاره ، أو قد لا يتأتى لك وقت لترتيب الأسِرة ، أو أياً ما يكن من الأمور.
إن إحدى طرق خلق المشاكل والمشاعر السيئة في علاقتنا هي المطالبة بصمت ( أو الأسوأ من ذلك باستخدام الأوامر) بألا يقوم شريك حياتنا بارتكاب أي خطأ أبداً – عادة نفكر أو نقول أشياء بهذه الطريقة: ((لقد نسيت أن تغسل الأطباق)) أو ((لم تضع المناشف في مكانها الصحيح)) كما لو كان شريك حياتنا إنساناً آليا ويحتاج لإعادة برمجة ، لكن في الحياة الواقعية فان شريك حياتك الذي تحبه ليس إنساناً آلياً ولكنه ببساطة إنسان مثلك تماماً ، قد ينسى أحياناً وبدون قصد وقد يكون شديد التعب أو لديه العديد من الأعمال لينجزها ، لذلك لم يقم بالأعمال كما يجب. فما هي المشكلة في ذلك؟
هناك طريقة أكثر فعالية وأقل تجريحاً ، ولا تستنزف الطاقات للتعامل مع نسيان شريك حياتك وهي أن تقوم بنفسك بتلك الأعمال التي نسيها وبدون أي شعور من ناحيتنا بالأسى أو بالاستياء أو بتحويل الموضوع لأزمة وثورة غضب ، لكن تتصرف بصورة هادئة نابعة من داخلك ومعبرة عن حبك – على سبيل المثال : لو أن الأطباق التي بالحوض تسبب لك الإزعاج ، إذاً اغسلها بنفسك – أو لو أن شريك حياتك أغفل دفع فاتورة تستحق الدفع قم بدفعها أنت بدلاً من أن تذكر شريك حياتك بأنه كثير النسيان ، كل هذا وأمور أخرى كثيرة تعتبر صورة مصغرة من ((صغائر الأمور)). والشيء الجيد في غياب تلك الشواغل السلبية ، هو أنك تحظى بمزيد من الطاقة لتركز اهتمامك على الأوجه الأكثر أهمية في علاقتك مثل التواصل الحسن ، المشاركة ، السرور ، الحب والنمو العاطفي وغير تلك الأوجه.
وبصورة حتمية عندما نناقش مثل تلك المواضيع علانية سوف نجد من يقف ويقول : (( انتظر لحظة ، لو أنني استخدمت هذا الأسلوب المتساهل مع شريك حياتي فإنه لن يقوم بغسل الأطباق أو دفع فاتورة مرة أخرى ، سوف أضطر أنا للقيام بجميع الأعمال)). قد يكون ذلك حقيقياً لنسبة صغيرة من الأفراد ، لكن بصراحة فإن هذا أمر غير وارد الحدوث لأن العكس منه قد يحدث فلو تجنبت أن يلقى محاضرات على شريك حياتك وتوقفت عن الصياح في وجهه أو بالإتيان بردود الأفعال الانفعالية أو أن تعامله باستخفاف أو أي تصرف من هذا القبيل المناوئ فلسوف تندهش لأن شريك حياتك سوف يصبح متعاوناً جداً. إن السر في ذلك هو التوقيت حيث من الأفضل مناقشة أي موضوع أو قلق لديك بشأن القدرة على المغفرة والتعامل العادل أو بشأن الأعمال الروتينية عندما يكون عليكما في مزاج عام غير عدواني ومتفاهم بدلاً من أن تستشيط غيظاً من وجود جوارب متسخة على الأرض.
نحن لا نطالبك أن تتنحى جانباً وتسمح بأن يتم استغلالك لكن الأمر يتعلق بإدراكنا جميعاً أن الحياة مربكة ، مشوشة وكثيرة التطلب.
يشعر القليل من الناس أنهم يملكون الوقت الكافي ويشعر الجميع تقريباً أن عليهم القيام بالكثير من الأعمال ، وعليه فإن ملاذنا العاطفي الوحيد أو المحيط الذي نستطيع فيه التخلي عن الحذر الدائم هو عندما نكون مع شريك حياتنا ، ولهذا عندما نفقد تلك الحياة وعندما نشعر أن شريك حياتنا يقوم بتسجيل ما نفعله ولا يترك مجالاً لحقيقة كوننا بشراً ، فإن كل ذلك يؤدي بنا إلى الشعور بالإحباط وخيبة الأمل.
ولهذا عندما لا تريد أن تقوم بالمزيد مما تقوم به حالياً عندما يوجد أمر يحتاج لأن ينفذ ( وحتى عندما لا تكون مسؤوليتك بالذات) فإن أفضل حل عادة هو المضي قدماً وتنفيذه ، وفي كثير من الأحيان عندما تتخذ هذا القرار ستجد المزيد من الانسجام في علاقتك ؛ لأن ذلك هو خلاصة تجربتنا.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|