أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014
3189
التاريخ: 7-11-2014
24308
التاريخ: 7-11-2014
6497
التاريخ: 23-09-2014
2344
|
ربما يستدلّ ببعض الآيات القرآنيّة على أنّه لا يلزم على النبيّ الإتيان بالمعجزة وترتيب الأثر على قول من يطلبها، وهي قوله - تعالى - : {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء : 90]... {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء : 93]
فإنّها ظاهرة في أنّه بعد تعليقهم الإيمان على الإتيان بالمعجز لم يأتِ النبيّ بما هو مطلوبهم، بل أظهر العجز بلسان كونه بشراً رسولًا، فمنها يستفاد عدم لزوم اقتران دعوى النبوّة بما هو معجزة.
والجواب أمّا أوّلًا : فإنّ افتقار النبيّ في دعوى النبوّة وصدقها إلى الإتيان بالمعجز من المسلّمات العقليّة التي لا يشوبها ريب؛ ضرورة أنّه مع عدم الافتقار لا يبقى افتراق بين النبيّ الصادق والنبيّ الكاذب، ولا يكون للأوّل مزيّة وفضيلة أصلًا، وحينئذٍ فإنّ فرض دلالة الآية على خلافه، وأنّه لا حاجة إلى الإعجاز مع فرض صدق المدّعي، فاللّازم تأويلها كما هو الشأن في غيرها من الآيات الظاهرة في خلاف ما هو المسلّم عند العقل، كقوله - تعالى - : {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر : 22]
وأمّا ثانياً : فإنّ الإتيان بالمعجز لا معنى لأن يكون تابعاً لطلب الناس وهوى أنفسهم، بحيث تكون خصوصيّاته راجعة إلى تعيين الشاكّ واختياره؛ ضرورة أنّ المعجزة أمر إلهيّ لا يكون للنبيّ فيه إرادة واختيار، بل كان بإرادة اللَّه تعالى.
على أ نّه لا معنى لطلب معجزة مخصوصة بعد الإتيان بما هو معجزة حقيقة، وظاهر الآيات المذكورة أنّ طلبهم من النبيّ تلك الامور المذكورة فيها كان بعد الإتيان بالقرآن الذي هو أعظم المعجزات.
وسيأتي (1) إن شاء اللَّه تعالى - أنّه لا يختصّ وصف الإعجاز بمجموع القرآن، بل يكون كلّ سورة من سوره الطويلة والقصيرة واجدة لهذا الوصف، وحينئذٍ فالطلب منهم دليل على عدم كونهم بصدد الاهتداء، بل على لجاجهم وعنادهم، وتعصّبهم القبيح؛ فإنّه لا وجه بعد الإتيان بالمعجزة لطلب معجزة اخرى، مع فرض كون الشخص بصدد الاهتداء وتبعيّة النبيّ الصادق.
وأمّا ثالثاً : فغير خفيّ على الناظر في الآيات أنّ ما كانوا يطلبونه لم يكن معجزةً بوجه، إمّا لكونه من الامور الموافقة للعادة الطبيعيّة، كفجر الينبوع من الأرض، وثبوت بيت من الزخرف له ومثلهما، وإمّا لكونه منافياً لغرض الإعجاز، كسقوط السماء الموجب لهلاك طالب المعجزة.
وإمّا لكونه مستحيلًا عقلًا، كالإتيان باللَّه من السماء بعنوان الشهادة ولأجلها.
وقد مرّ (2) أنّ المعجزة لا تبلغ حدّ التصرّف في المستحيلات العقليّة؛ لعدم قابليّتها للانخرام بوجه.
وأمّا رابعاً : فهذا القرآن الكريم يصرّح في غير موضع بثبوت المعجزة للأنبياء السالفين، كموسى (3) وعيسى عليهما السلام (4) وغيرهما (5) ، وأنّ تصديقهم كان لأجل الإتيان بها.
وعليه : فهل يمكن أن يقال بدلالته على عدم الافتقار إلى المعجزة، أو بدلالته على كذب المعجزات السالفة.
نعوذ باللَّه من الضلالة والخروج عن دائرة الهداية.
______________
1. في ص 38.
2. في ص 15 - 16.
3. سورة طه 20 : 17 - 22 و 65 - 69.
4. سورة آل عمران 3 : 46، 49 وسورة المائدة 5 : 110.
5. مثل إبراهيم عليه السلام، كقوله - تعالى - :« قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ» سورة الأنبياء 21 : 69.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|