الاستعمال السكني للأرض

يعد الاستعمال السكني من الوظائف المهمة التي تكون وتبني المدينـة حيث يكون له النصيب الاكبر ضمن مجموع الاستعمالات ، اذ ان الحاجة الى السكن هي من الحاجات الفسيولوجية التي يحتاجها الانسان والمرتبطة بصمام الامان والراحـة . (عواد-2006-ص8)

في المدن القديمة تبدو الأحياء السكنية كما لو كانت تدير ظهورها لحركة المرور، والمنازل متراصة بعضها مع بعض في مجموعات متلاصقة لا يكاد يوجد بينها مساحات فاصلة، غير ان كلا منها معزول في الوقت نفسه عن المنازل المجاورة، اذ لا تطل فتحات المنزل الا على ساحته الداخلية فقط, وتنظم العلاقة بين مجاميع المساكن في المدن القديمة شبكة عضوية من المسالك والأزقة بتراتب يعلو مع الاقتراب من نقطة الجذب الرئيسة فيها .

ان النمو الكبير للمدن بفعل دخول المركبات والتقدم التقني وزيادة اعـداد السكان، ولكون الوظيفة السكنية ضعيفة المنافسة امام وظائف مثل التجارة والصناعة، ادى الى تدهور المنطقة السكنية في مراكز المدن التي اخذ يسكنها العمال من ذوي الدخول المنخفضة، اما سكان المدينة ذوي الدخول العالية فقد اتخذوا من ضواحي المدينة مكاناً لسكناهم حيث الهدوء والفضاء الواسع .

كما ان انخفاض سعــر الأرض بالابتعاد عن المركز والتطور الصناعي وتوفر فرص العمل في الضواحـي ، ادى الى تحرك سكان المدينة من مناطق الى اخرى اكثر ملاءمــة ولأسباب (اقتصادية، اجتماعية، بيئية، تخطيطية)(الراوي-2001-ص19).