أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
2037
التاريخ: 2024-09-02
396
التاريخ: 25-04-2015
2064
التاريخ: 13-10-2014
2732
|
من المجمع عليه بين المسلمين جميعا أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو العالم بما في القرآن ، وهو المرجع والمفسّر والمبيّن لما حوى من عقيدة وفكر وأحكام وتوجيه وهداية وعلوم ومعارف مختلفة ، فالرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو المخاطب بالوحي ، وهو العالم بمراد اللّه تعالى من كتابه العزيز ، ومع بداهة هذا ووضوحه ، ثبّت القرآن مرجعية الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأمر بالرجوع إليه ، من ذلك قوله تعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء : 59] وقال تعالى :{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء : 83] وقال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم : 4] وقال تعالى : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} , [النحل : 44] {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} [النحل : 64] .
وهكذا يتضح أنّ الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مبلّغ ومبيّن للقرآن ، مبيّن بقوله وفعله وتقريره. وقد درس العلماء البيان النبوي دراسة علمية مستفيضة في علم أصول الفقه في مباحث علاقة السنّة بالكتاب.
ويقسم البيان النبوي للقرآن الكريم الى قسمين :
1- بيان المعنى
فقد فسّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم معنى القرآن وإيضاح ما قد أشكل فهمه على ذلك الجيل الذي كان يتحدث بلغة القرآن ، ويفهم ألفاظه وخطابه اللغوي.
2- بيان الجانب التطبيقي والمصداقي
وكما وضّح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم معاني القرآن ومقاصده العامة ، عند عدم وضوحها ، قام بتطبيق أحكامه وتشريعاته في العبادات والقوانين والأنظمة الاجتماعية ، كأحكام الصلاة والحج والزكاة والميراث. فعرف المسلمون المقصود التطبيقي ومصداق الآيات.
فالسنّة هي التي بيّنت لنا ، تطبيقيا ، كيفية التيمم الذي ورد في قوله تعالى : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا } [النساء : 43] وهي التي بيّنت لنا تفصيلات أحكام الزكاة بنسبها وأعيانها الزكوية ... الخ.
فقد جاء تشريع الزكاة مجملا في قوله تعالى : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة : 103]....
والرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو الذي بيّن للأمة ما المقصود بقوله تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب : 33].
فقد روى المفسرون عن ام سلمة زوج الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : (أن الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان في بيتها على منامة له ، وعليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ادعي زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب : 33] فأخذ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بفضلة إزاره فغشاهم إياه ، ثم أخرج يده من الكساء ، وأومأ بها الى السماء ثم قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا- قالها ثلاث مرات- ، قالت ام سلمة : فأدخلت رأسي في الستر فقلت :
يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأنا معكم؟ فقال : إنك إلى خير ، مرّتين ...) (1).
وبعد مرحلة النبوة والوحي جاءت مرحلة الصحابة فكانت لهم تفاسير وآراء فيما لم يرد فيه بيان نبوي واضح ، وكان من أبرز من كان لهم بيان وتفسير ، هم : الإمام علي عليه السّلام ، وعبد اللّه بن مسعود، وعبد اللّه بن عباس ، وعبد اللّه بن عمر ، وغيرهم. ثم جاء من بعدهم من التابعين فكانت لهم آراء وتفسيرات.
ومن الواضح أن هذه التفسيرات كانت تختلف وتتباين أحيانا ، فما هو المرجّح لتفسير على آخر؟ ومن هو المرجع في التفسير عند الاختلاف إذن ؟
وتلك مسألة علمية وعقيدية ترتّب عليها بناء وامتداد فكري واسع في الأمة ، بل وساهم الجواب على هذين السؤالين في بنية وتكوين المذاهب الفكرية والفقهية والاتجاهات السياسية لدى المسلمين.
ويمكننا أن نلخص هذه الاتجاهات في اتجاهين أساسيين هما :
1- اتجاه يساوي في القيمة العلمية بين ما صدر عن الصحابة جميعا ثم التابعين من تفسير وبيان قرآني.
2- اتجاه يؤمن بأن الامام عليا عليه السّلام ومن بعده الأئمة من ذريته هم المرجع عند الاختلاف في فهم القرآن وتفسيره وهم أتباع أهل البيت عليهم السّلام (أي شيعتهم) ، وأن ما صدر عنهم من تفسير وبيان قرآني هو الحجة على الآخرين ، وهو الرافع للاختلاف ، واستدلوا على ذلك بآيات وروايات عديدة كقول الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «إني أوشك أن ادعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه- عز وجل- وعترتي ، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بم تخلفوني فيهما» (2).
وكقوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام : «إنّ اللّه أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلمك وتعي ، وحق على اللّه تعالى أن تعي ، فنزلت : {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12] (3).
وروى ابن عباس : أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم دعا لعلي عليه السّلام بقوله : «اللهم فقهه في الدين ، وعلّمه التأويل» (4).
وروى أبو بكر بن عياش محمد نصير بن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي قال : «واللّه ما نزلت آية إلّا وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت. إن ربي وهب لي قلبا عقولا ، ولسانا سئولا» (5).
(2) سنن الترمذي : 5/ 622/ 3788 مناقب أهل البيت عليهم السّلام. والحاكم في مستدرك الصحيحين : 3/ 109. وأحمد بن حنبل في مسنده : 3/ 17. والطبراني في المعجم الكبير : 5/ ح 4921- 4923 ، 4980- 4982 ، 5025- 5028 ، 5040.
(3) الواحدي ، أسباب النزول : سورة الحاقّة.
(4) ابن الأثير ، النهاية : ج 1 ص 80.
(5) حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني : ج 1 ص 67- 68.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|