أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-04-2015
1656
التاريخ: 2023-08-31
1750
التاريخ: 10-06-2015
1958
التاريخ: 11-10-2014
2254
|
قال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } [آل عمران : 7]
يمكن لنا أن نعبّر عن الآيات المحكمة هنا المتقنة التي لا يرقى إليها أدنى شك، فهي اصل الكتاب، ومنها نستنبط رؤى الدين وأحكامه، وعلى أساسها تقوم قواعد الإسلام وأركانه، فيكون العمل بها اجدر بدلالة وضوحها وبيانها للأحكام والبصائر الدينية، بينما المتشابه قد نؤمن به ولكن لا نعمل به لأنه متشابه ومتزلزل في مراده، ولذا
سئل أبو عبد اللّه (عليه السلام) عن المحكم والمتشابه قال : «المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله».(1)
وعنه أيضا (عليه السلام) : «إن القرآن محكم ومتشابه فأما المحكم فتؤمن به وتعمل به وتدين وإما المتشابه فتؤمن به ولا تعمل به»(2)
، ولكن في حالة رد المتشابه إلى محكم ومعرفة الآيات المتشابهة من خلال عرضها على الآيات المحكمة تدخل وبلا شك في مجال العمل بها في حالة الفهم التفصيلي لها أو الفهم الإجمالي فانهما يرفعان التشابه عن هذه الآيات ولذا نرى أن هناك توجيه لنا من أهل البيت في معرفة المتشابه برده إلى المحكم
فيقول الإمام الرضا (عليه السلام) : «من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدى إلى صراط مستقيم».(3)
يقول العلامة الطباطبائي : «ما نفهمه من ملخص ما اثر عن أئمة أهل البيت (عليه السلام) هو نفي وجود آية متشابهة لا يمكن معرفة مدلولها الحقيقي بل الآيات التي لم تستقل في مداليلها الحقيقية يمكن معرفة تلك المداليل بواسطة آيات أخرى وهذا معنى إرجاع المتشابه إلى المحكم».(4)
وإليك مثال على ذلك في رد المتشابه إلى المحكم التي اعتبرها القرآن قاعدة من القواعد في فهم ومعرفة الآيات المتشابهة، وقبل أن نحكم عليها أن نرجع إلى هذه القاعدة، فيقول سبحانه وتعالى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة : 22، 23] وللوهلة الأولى ربما نحكم عليها بالمتشابه باعتبار استحالة النظر إلى اللّه ورؤيته حتى يوم القيامة، حيث ذهبت بعض المذاهب إلى جواز رؤيته سبحانه يوم القيامة، بينما لو لاحظنا الآيات الأخرى في القرآن التي نرد إليها هذه الآية ونرجعها لها لرأينا انه يمكن لنا أن نفهم هذا المتشابه، فيقول سبحانه في آية أخرى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ } [الأنعام : 103] وهذه تنفي نسبة النظر إلى اللّه لأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11] وربما المراد من الرؤية والنظر هنا هي الرؤية القلبية، كما تبينها لنا آية أخرى في كتاب اللّه حيث يقول { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم : 11] فليست الرؤية هي المادية كما يتصور البعض بل هي البصيرة الباطنية التي ترى اللّه دون كيفية ولا إحاطة، كما بين لنا ذلك النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في تفسير الآية الأولى {إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ} فيقول : «ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدود ولا صفة معلومة». (5)
__________________
1. الميزان (ج3) ص 66 .
2. الميزان (ج3) ص 66 .
3. البحار (ج92) ص 377 .
4. القرآن في الإسلام ص 49 .
5. الدر المنثور (ج6) ص 290 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|