أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-04-2015
2369
التاريخ: 3-05-2015
2693
التاريخ: 2023-06-13
1561
التاريخ: 20-6-2016
3674
|
لقد تبينت في الدروس الماضية معالم النزول القرآني وذكرنا أن هناك عدة إشكالات من النزول منها الدفعي ومنها التدريجي، وقد دار حول الأخير كلام في الدراسات القرآنية ، وعقدت الفصول للبحث في جداوته وفائدته ، وهذا الدرس يحاول الأجابة على بعض الإشكالات التي اُثيرت ضده ، ويسعى الى رفع الغموض والضبابية عن حقيقه.
لعل من الإشكالات التي طرحها المشركون على الرسول (صلى الله عليه واله ) أن هذا القرآن الذي يهدف الى هداية الناس يجب ان يكون معلوماً ومعروفاً بين الناس بكل مايحمل من تفاصيل ، ولاداعي لهذه الفواصل الزمنية بين الآيات المباركة وقد ترجم الله تعالى هذا الإشكال بالآية المباركة على لسان المشركين :
{ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} [الفرقان: 32].
ومن هنا برزت أهمية البحث عن أسباب النزول التدريجي وفوائده وذكرت عدة أسباب وفوائد بعضها أكد عليها القرآن الكريم بشكل صريح وواضح منها :
1- القرآن الكريم أجاب المشركين على إشكالهم عندما قالوا : {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } [الفرقان: 32].
فالنزول التدريجي للآيات كان هدفه الأساس لتثبيت قلب النبي في مواجهة الصعاب والمواقف الشديدة التي سوف يواجهها الرسول الأكرم خلال فترة تبليغه للرسالة ، ولهذا نجد أن المشركين عندما كانوا يؤذون النبي (صلى الله عليه واله ) في الأقوال والأفعال ينزل قوله تعالى : {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [يس: 76].
وقوله تعالى : {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا} [الأنعام: 34].
فهذه الآيات تساعد الرسول الأكرم على مواجهة الصعاب.
2- من الأسباب الأساسية التي دعت الى النزول التدريجي هو مساعدة الناس على تلقي التعاليم الإلهية ، فالقانون عندما يطبق دفعة واحدة قد لا يلاقي نفس الأستجابة فيما أذا روعي في تطبيق الظروف الحياتية والزمانية والمكانية للمجتمع ، ولعل لفظة { مُكث} تشير الى هذا المعنى قال تعالى : {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106].
3- تساعد عملية النزول التدريجي على التدرج في حفظ القرآن وفهمه بشكل سهل ، خصوصاً وأن الأمة التي نزل عليها القرآن تعاني من مشاكل عديدة اجتماعية واقتصادية وسياسية تجعلها امة مرتبكة ، فالتنزل التدريجي لهذا الكتاب يساعد تلك الأمة على سهولة حفظه وتعلمه.
4- تشير عملية النزول التدريجي على مدى (23) عاماً الى الإعجاز القرآني في نظمه وأحكامه ، فعلى سنوات عديدة ينزل القرآن لم يجدوا فيه إلا الأسلوب الرصين والحجة المحكمة والإتقان في ألفاظه ومعانيه ، فلو كان القرآن كاملاً بشرياً لوجدت فيه الاختلاف والتضارب ، ولهذا جاءت الآية المباركة .
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
5- عملية النزول التدريجي تشير أيضاً الى أن المسلمين كانوا يتوقعون الوحي ونزول الآيات في كل مايواجههم في حياتهم من صعوبات ومشاكل سواء كانت نظرية على شكل تحديات فكرية أو عملية ، هذا التوجه من قبل المسلمين نحو السماء يساعدهم على ربطهم بالسماء باستمرار حتى يصلوا الى المستوى الذي يطمح الى تحقيقه القرآن .
الخلاصة
1- لقد أورد المشركون على النبي إشكالاً فحواه : إن القرآن الكريم بما أنه كتاب هداية ، وعليه أن يكون معلوماً لدى الناس بكل تفاصيله ، والنزول التدريجي ينافي ذلك .
2- يمكن تلخيص فوائد النزول التدريجي بما يلي :
أولاً : انه تثبيت لقلب النبي (صلى الله عليه واله ) وطمئنته .
ثانياً : تدريب المجتمع المسلم على تلقي التعاليم والأوامر الإلهية .
ثالثاً: حفظ القرآن وفهم وأستيعاب مضامينه .
رابعاً : عرض الإعجاز القرآني .
خامساً: جعل الناس يرتبطون بالسماء بشكل مستمر .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|