• التخطيط  الاستراتيجي  

التخطيط بمفهومه المطلق ظهر مع ظهور المدارس الاشتراكية في أوائل العشرينات من القرن الماضي حيث يسمى بالتخطيط الاقتصادي لتأكيده على تحقيق نمو اقتصادي سريع مهملاً الابعاد الاجتماعية آنذاك وكما ظهر مفهوم التنمية البشرية والحفاظ على البيئة وقضايا توزيع الدخل ، اما بعد التوجه لتحقيق أهداف الألفية بمضمونها الاجتماعي الغالب وتوجه منظمات دولية للتأكيد على التنمية البشرية فقد صار ضرورياً تحقيق أهداف وغايات تكاملية بين البعد الاقتصادي للتنمية والبعدين الاجتماعي والبيئي لها . 

ــ التخطيط بشكل عام أوجده الله في الكون  

كيف الباري أوجد الكون في ستة ايام ثم قدر عليه رزقه وفي قوله تعالى (ما من دآبة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) ميّز الانسان بعقله وتفكيره فهو عموماً قبل ان يقوم بعمل ما يفكر فيه وهذا ما جعل المفكر اليوناني ارسطو يقول ان الانسان كائن مفكر بمعنى ان الانسان يدرك بشكل مسبق الغاية او الهدف من الجهد المبذول والوسائل اللازمة لتحقيقه⁽¹⁾ ، فانتقال المجتمعات الانسانية من مرحلة الى اخرى في سلم تطورها وتحول نشاطها ما هو الا تخطيط مُسبق يهدف الى تحقيق المزيد من الاستقرار والرفاهية لأفراد تلك المجتمعات ، وقد جاءت الاشارة الى التخطيط واضحة في القرآن الكريم في سورة يوسف فقد فسر النبي يوسف رؤيا فرعون مصر بمشيئة الله بأن البلاد سوف تمر بسنوات قحط وجفاف ينعدم فيها الانتاج وحدد الاحتياطي لهذه السنوات وضمان مؤونة الناس واختيار الوسيلة التي سيحققها الهدف وهي بناء احتياطي من الغلال⁽²⁾ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ موسى ياسين ضرير ، التخطيط الاقتصادي ، جامعة دمشق ، دمشق ، 1986 ،ص5 .

2ـ فريد بشير طاهر ، التخطيط الاقتصادي ، ط1 ، دار النهضة العربية ، بيروت ، 1998 ، ص76 .