أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2022
1711
التاريخ: 2024-06-30
819
التاريخ: 23-10-2014
2421
التاريخ: 2024-06-06
1041
|
لا بدّ من الإشارة إلى تعريف يشمل بحوثه ويميّزها من غيرها.
نقل الدكتور الصالح في «مباحثه» تعريفا مشهورا هو عبارة عن : «مجموعة من المسائل يبحث فيها عن أحوال القرآن الكريم من حيث نزوله وأدائه وكتابته وجمعه وترتيبه في المصاحف وتفسير ألفاظه وبيان خصائصه وأغراضه.» (1)
ومن الواضح أنه جمع العناوين الرئيسة لمسائله وصاغ منها هذه العبارة الّتي ذكرت كتعريف لهذا العلم، ومع ذلك فإنّه غير مانع؛ لدخول بحوث التفسير فيه وهي خارجة.
ولكن لو تساءلنا عن سرّ تميز هذا العلم عن علم التفسير- خصوصا وأنه نشأ في أحضانه- لم نجد لذلك تفسيرا، إلّا أنّه لمّا لم تكن بعض بحوثه تتعلق بالجنبة التفسيريّة فقد خرجت عن ذلك الإطار واتّخذت لها صفة المقدّمية لعلوم التفسير تارة أو صفة الاستقلال عنه تارة أخرى، وإن اشتركت في تيسير التفسير مباشرة.
مثلها في ذلك مثل العلوم القرآنية الأخرى كعلم إعراب القرآن إن صح أن نسمّيه علما، وعلم تجويده وغريبه وغير ذلك.
وقد قلت : «بعض بحوثه» وأنا أعني ذلك كمسألة نزول القرآن ومسألة التفسير وأساليبه والقراءات وغير ذلك. ولكنا نلاحظ أن الكثير من مسائله هي من صميم التفسير القرآني ك «المحكم والمتشابه» و«الناسخ والمنسوخ» و«الحروف المقطعة»، فلما ذا الحقت بعلم علوم القرآن يا ترى؟
توجد هنا احتمالات منها :
1. إنّها لما كانت تشكّل لوحدها موضوعا متكاملا نسبيا فقد قام العلماء بادئ الأمر بتأليف مصنّفات فيها بصورة مستقلّة عن التفسير، وأطالوا الكلام فيها، وذلك من مثل :
ما ألّفه أبان بن تغلب في «علم القراءة» (2) وعليّ بن المديني من شيوخ البخاري في «أسباب النزول» والقاسم بن سلام في «الناسخ والمنسوخ» (3) وغير ذلك.
ولما كانت طريقتهم استقصاء جزئيّات القرآن، لذلك وجب اختصار تلك العلوم في علم جديد موحّد سمّوه «علوم القرآن».
2. إنّها بحوث عامّة يمكن أن تطرح نفسها في موارد متعددة فلذا كان لا بدّ أن تكون معلومة مسبقا للمفسّر كمسألة «الناسخ والمنسوخ» و«المكّي والمدنيّ» وغير ذلك.
والخلاصة : أنّنا لا نستطيع- إن أردنا أن نعرّف هذا العلم كما هو مدوّن- أن نعطي إطارا عاما، جامعا مانعا- كما يقال- فيجب إذن أن نرجع إلى ذلك التعريف السابق رغم عدم فنيّته فهو الشارح لبحوثه طبعا بعد أن نهذبه ليصبح هكذا : «العلم الذي يبحث عن أحوال القرآن من حيث نزوله وأدائه وكتابته وجمعه وترتيبه في المصاحف وبيان خصائصه العامة الأخرى مع إدخال بعض البحوث على أساس الإلحاق».
كل هذا إذا التزمنا بانفصاله عن علم التفسير.
بقي أن نشير إلى نقطة لا بأس بمعرفتها هنا، وهي : أنّ أغلب البحوث في هذا العلم تمتلك صفة تأريخية، وإن كانت تعتمد أحيانا على الذوق والاستنباط، وخصوصا في البحوث الملحقة.
_______________________
(1) مباحث في علوم القرآن : 10.
(2) تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الاسلام : 343.
(3) مباحث في علوم القرآن : 121.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|